سندات اينيل تثير شهية المستثمرين الأوروبيين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من برن (سويسرا): تحاول شركة "اينيل" الكهربائية الايطالية انعاش سوق التجزئة الاستثمارية الأوروبية عن طريق بيع سندات لها، تثير اليوم شهية شرائح واسعة من المستثمرين. نحن لا نتحدث عن مستثمرين ايطاليين انما آخرين، من سويسرا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا. في أغلب الأوقات، تنظر الشركات الكبرى الى مستثمري التجزئة وكأنهم على هامش الأسواق المالية من دون ثقل يذكر. ان مستثمر التجزئة هو الفرد الذي يبيع ويشتري الأوراق المالية لحسابه الخاص، من خلال القنوات التقليدية أم الإنترنتية. للآن، يبدو أن المستثمرين المؤسساتيين، نظراً للنجاح الذي انتزعته سندات اينيل الجديدة في الأسواق المالية، يأخذون بجدية خطوة أمامية لهم لشراء هذه السندات أم ما تبقى منها. فالطلب على شراء هذه السندات فاجأ المحللون ما حض اينيل على رفع عدد السندات، المطروحة للبيع، لما مجموعه 3 بليون دولار. ما يعني أن التصنيف الائتماني لهذه السندات، جذاب بما فيه الكفاية ولن يأبه، وفق التوقعات، بأي شيء آخر صادر عن وكالات التصنيف!
في الوقت الحاضر، تحتضن اينيل أكثر من مليون مستثمر(حامل أسهم) من جراء عملية الخصخصة التي طالتها في تسعينات القرن الماضي. وتنتهز الشركة الكهربائية الايطالية الطليعية الفرصة لاستقطاب المستثمرين القريبين من ايطاليا، على رأسهم السويسريين والألمان والفرنسيين والبلجيكيين، الذي طالما أرادوا شراء أسهمها، الى مناوراتها المالية الكبيرة. من جانبهم، ينظر الخبراء الاقتصاديين السويسريين الى خطوة اينيل الجريئة كأنها توغل استراتيجي في سوق التجزئة بسبب حاجاتها المالية. فالشركة الايطالية يتراكم عليها اليوم ما مجموعه 50 بليون يورو من الديون! في العام الماضي، طرحت اينيل أسهماً للبيع، قدرت قيمتها بحوالي 8 بليون يورو. وشهدت هذه الأسهم بدورها اقبالاً ناجحاً عليها من مستثمري التجزئة.
علاوة على ذلك، ما تزال سندات الشركات الأوروبية الكبرى، ومن ضمنها اينيل، مقنعة وقادرة على جذب المستثمرين، الفرديين والمؤسساتيين، اليها. وهذه نقطة ايجابية قد تمثل انطلاقة مدوية لبعض الأسهم والسندات في الأسواق التي باشرت التخلص من آثار الأزمة المالية. وهذا ما يؤكده بنك الاحتياط الفيدرالي بنيويورك الذي أعاد رفع سعر فائدة الأموال! في الأشهر القليلة القادمة، من المتوقع أن تجلب اينيل معها الى البورصات 30 في المئة من أعمالها، في قطاع الطاقة المتجددة، عن طريق طرح أسهم شركة تابعة لها هي "اينيل غرين باور".