الإضرابات تشلّ اليونان.. وألمانيا لن تمنحها سنتاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أثينا، برلين - وكالات: تعطلت حركتا النقل الجوي والبري ومجمل النشاطات الاقتصادية بشدة الجمعة في اليونان في سلسلة من الإضرابات، دعت إليها كبرى النقابات، رداً على مصادقة البرلمان على خطة تقشف صارمة. وشلّت حركة النقل العمومي في أثينا، التي عمّها اكتظاظ كبير في حركة السير، بينما علقت حركة النقل الحضري ظهراً في سالونيكي، ثاني كبرى مدن البلاد.
وستنقطع حركة النقل الجوي بين الساعة 12:00 و16:00 (10:00 و14:00 تغ) في مطارات البلاد كافة، بسبب إضراب مراقبي الجو الذين لبّوا نداء اتحاد نقابات الوظيف العمومي "أديدي" (300 ألف منخرط)، ويتوقع أن يشلّ القطاع أيضاً اعتباراً من الظهر. وألغت شركتان جويتان يونانيتان بعض رحلاتها. فقد ألغيت 17 رحلة، بينها واحدة إلى الخارج لشركة "أولمبيك إير" وخمس رحلات "لايجيان إيرلاينز".
ودعا الاتحاد العام للعاملين في القطاع الخاص (مليون منتسب) إلى وقف العمل حتى الساعة 15:00، وطلب من النقابات التي تستطيع ذلك الإضراب 24 ساعة. من جانبها، دعت الجبهة النقابية الشيوعية "بامي" منظماتها إلى الإضراب 24 ساعة.
واقتصرت حركة القطارات على رحلة واحدة لكل اتجاه، بسبب إضراب عمال السكك الحديدية خلال أربعة وعشرين ساعة.
وتحتجّ النقابات على إجراءات التقشف المعلنة الأربعاء لخفض العجز العمومي أربع نقاط، ليصل إلى 8.7% من إجمالي الناتج المحلي هذه السنة، والتي سيصوّت عليها البرلمان الجمعة.
برلين لن تعطي اليونان سنتاً واحداً
إلى ذلك، أعلن وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرلي الجمعة أن "الحكومة لن تعطي سنتاً واحداً" لليونان، وذلك قبل ساعات معدودة من لقاء المستشارة أنغيلا ميركل برئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في برلين. وأعلن برودرلي، على هامش لقاء مع المفوض الأوروبي للصناعة أنطونيو تاياني، أن رئيس الوزراء "باباندريو قال إنه لا يريد سنتاً، وعلى كل حال فإن الحكومة الألمانية لن تعطي سنتاً" واحداً.
وأشار بذلك إلى مقابلة مع رئيس الحكومة اليونانية، نشرتها صحيفة فرانكفورتر الغيماني تسايتونغ، الجمعة، قال فيها باباندريو "لن نطلب مالاً، وما نحتاجه هو دعم الاتحاد الأوروبي وشركائنا، للتمكن من الاقتراض في الأسواق بأفضل الظروف". وأضاف "إذا لم نتلق هذه المساعدة، فإننا لن نستطيع إنجاز التغييرات التي بدأناها".
ويتوقع وصول باباندريو مساء الجمعة إلى برلين لإجراء محادثات مع المستشارة ميركل في الساعة 17:00 تغ، يترقب أن تستغرق نصف ساعة. وأكد باباندريو أن اليونان، الغارقة في مشاكل موازنة وترزح تحت ثقل ديونها، لا تريد أن تكون "ليمان براذرز في الاتحاد الأوروبي"، ملمحاً بذلك إلى المصرف الأميركي، الذي هزّ إفلاسه في أيلول/سبتمبر 2008 الأسواق، وسرع في اندلاع أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة.
وسيلتقي باباندريو مساء اليوم المستشارة الألمانية، خلال الزيارة التي تستأثر باهتمام الأسواق المالية. وشعر رئيس الحكومة اليونانية بالاستياء من الصورة التي روّجتها الصحافة الألمانية، والتي توحي بأن اليونان تنتظر مساعدة مالية من ألمانيا.
اليونانيون يعارضون إجراءات التقشف ويتوقّعون تنفيذها
وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أن الحكومة اليونانية تواجه معارضة صلبة لبعض إجراءات التقشف، التي أعلنتها هذا الأسبوع، لكن الغالبية يتوقعون تطبيق الإجراءات. ويوم الأربعاء، أعلنت اليونان، التي تخضع لضغوط من جانب أسواق المال والاتحاد الأوروبي، عن إجراءات بقيمة 4.8 مليار يورو (6.25 مليار دولار)، تشمل خفض الأجور، وتجميد المعاشات، وزيادة الضرائب، بهدف كبح العجز الضخم في الميزانية.
مقترح ألماني بأن تبيع اليونان جزرها لسداد ديونها
رهان المستثمرين على عثرة اليونان تجارة قصيرة الأجل
صندوق النقد الدولي يقوم بدور مُقيَّد في أزمة اليونان العاصفة
اليونان تجمّد معاشات التقاعد وتعتمد إجراءات تقشف جديدة
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة ببليك أيشو لمصلحة سكاي تي في، ونشر اليوم الجمعة، أن نحو ثلاثة أرباع 530 شخصاً شملهم الاستطلاع، يرفضون زيادة الضرائب على الوقود، ورفع ضريبة القيمة المضافة، وتجميد المعاشات العامة، وخفض مكافآت الموظفين المدنيين.
وفي إشارة أكثر إيجابية للحكومة، أيّد 50 % من المشاركين خفضاً أكبر في الأجور لموظفي الخدمات العامة، وساند 65 % رفع الرسوم على المشروبات الكحولية والسجائر، ودعم 82 % فرض ضرائب على السلع الفاخرة. كما كشف الاستطلاع عن أن 78 % يعتقدون أن هناك احتمالاً كبيراً لتطبيق التدابير الحكومية.
وذكرت وكالات التصنيف الائتماني وحكومات أخرى في الاتحاد الأوروبي أن تطبيق الإجراءات أمر حاسم في تحديد ما إذا كانت اليونان ستتمكن من استعادة مصداقيتها على الساحة العالمية وكمقترض. وتأتي نتائج الاستطلاع فيما يتوجه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو إلى ألمانيا اليوم الجمعة للاجتماع مع المستشارة أنجيلا ميركل، على أمل إقناعها بتأييد إجراءات مساندة أوروبية ملموسة على نحو أكبر لبلاده.