اقتصاد

"اتصالات" الإماراتية تضع قدمها في السوق المغربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد قنديل من دبي: بعد منافسة شرسة مع عدد من شركات الاتصالات الأجنبية وكبرى الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي كانت مهتمة بشراء حصة في شركة ميديتل المغربية للاتصالات، مثل شركة اتصالات قطر "كيوتل" ومجموعة "سعودي أوجيه" للاتصالات السعودية، استطاعت مؤسسة الإمارات للاتصالات المعروفة باسم "اتصالات" من انتزاع الفوز لتوقيع واحدة من أهم الصفقات الإماراتية مع ميديتل المغربية للاتصالات، التي سيتم إعلانها رسمياً في السادس عشر من مارس/آذار الجاري في المملكة المغربية، من خلال توقيع اتفاقية تمكن شركة اتصالات الإماراتية من الاستحواذ على 45% من أسهم ميديتل المغربية التي تملكها قطاعات مغربية، مما يعد نجاحاً كبيراً لاتصالات الإمارات، حيث ستتمكن من وضع قدمها في سوق الهاتف النقال المغربي بقوة، والذي يعد السوق رقم 19 لاتصالات الإمارات حول العالم.

وسيقوم بتوقيع الاتفاقية بين الطرفين كل من رئيس شركة ميديتل عثمان بنجلون الاقتصادي المغربي المعروف، ومحمد عمران رئيس مجلس إدارة "اتصالات" الإمارات في 16 مارس/آذار الجاري في الدار البيضاء.

وتعد شركة ميديتل أو ميدي تليكوم ثاني أكبر شركة اتصالات في المغرب، وتم تأسيسها عام 1999 من قبل شركة تليفونيكا، حيث تم إقرار أول شركة اتصالات غير رسمية في المغرب. وتقدم الشركة، التي يقع مقرها الرئيس في الدار البيضاء، خدمات الهاتف النقال والثابت وخدمات الإنترنت داخل حدود المملكة المغربية.

وكانت أسهم الشركة منذ تأسيسها موزعة بين شركات عدة، كان للأوروبية منها نصيب الأسد، حيث كانت تتقاسم شركتا برتغال تلكوم وتلفونيكا موبيلس 64.36% من رأس مالها، وفينانس كوم بـ19 %، وهولكو بـ17.59 %. وتشير الإحصائيات المغربية الرسمية إلى أن سوق الهاتف النقال يستحوذ على ما يقارب من 30 مليون نسمة من جملة السكان، وأن شركة "ميديتيل" تستحوذ على 8.3 ملايين مشترك في الهاتف النقال، حيث تصل حصتها إلى 35.57 %، كما تحتل المرتبة الثالثة في مجال الإنترنت بحصة %7.5 من السوق. ولا تتعدى حصتها في سوق الهاتف الثابت 0.24 %.

ولكن تغير الوضع بخروج الشريك الأجنبي من ميديتل، بعدما باعت كل من شركتي الاتصالات الأسبانية "تليفونيكا" والبرتغالية "بورتغال تليكوم" حصة كل منهما في الشركة المقدرة بـ 32.18 % في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

ومن ثم أصبحت ميديتيل للاتصالات شركة مغربية بالكامل، بعد شراء شركتي "فينانس كوم" المغربية الخاصة و"مجموعة صندوق الإيداع والتدبير" أكبر صندوق حكومي الحصتين مقابل 800 مليون يورو، أي ما يعادل (1.15 مليار دولار). وقامت الشركتان بتقاسم تلك الأسهم الأجنبية البالغة 64.36%.

وقال عثمان بنجلون رئيس شركة ميديتل بعد تحول الشركة إلى مغربية بنسبة 100% "نخطط لمنح الشركة بعداً إضافياً من خلال شراكات وأنشطة خارج الحدود المغربية، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء". وأثارت عملية البيع تساؤلات عديدة داخل سوق الاتصالات المغربي حول إمكانية نجاح ميديتل في مواجهة المنافسة الشرسة من قبل شركتي "اتصالات المغرب"، التي تمتلك شركة فيفندي الفرنسية غالبية أسهمها و"وانا"، التي تعد ذراع الاتصالات في مجموعة "أونا" أكبر مجموعة خاصة في الدولة، وذلك في ظل غياب دعم مشغل أجنبي لميديتل.

على الجانب الآخر، فان شركة اتصالات الإماراتية ستصبح بعد دخولها إلى السوق المغربي منافسا قويا لشركة الاتصالات المتنقلة زين الكويتية التي تمتلك 31 % في "وانا".

وكانت شركة "اتصالات"، التي تعد ثالث أكبر شركة اتصالات في العالم العربي من حيث القيمة السوقية، والتي تأسست في 30 أغسطس/آب عام1976م، قد خسرت عطاءاً لشراء حصة في شركة ميديتل المغربية للاتصالات في سبتمبر الماضي، بعد خروج برتغال تليكوم وتليفونيكا منها.

وأوضح أحمد بن علي المتحدث باسم مؤسسة الإمارات للاتصالات "اتصالات" إبان ذلك الوقت "أن الشركة ترى في المغرب سوقاً قابلاً للنمو، ونراقب عن كثب، ولا نزال نفكر في أن المغرب سوقاً جيدة، والأمر يعتمد على المستجدات، ولا يتوقف فقط على ميديتل، لكن على أي فرصة أخرى". مضيفاً أن "اتصالات" غير مهتمة بالحصول على حصة في شركة زين الكويتية المنافسة أو في أصولها الأفريقية التي كانت معروضة للبيع في ذلك الوقت، مما يؤكد على مدى أهمية السوق المغربي بالنسبة إلى الشركة الإماراتية. وبهذا الاتفاق فإن أسواق شركة اتصالات حول العالم ستزداد لتصبح 19 سوقاً.

وأكد محمد عمران رئيس مجلس إدارة "اتصالات" أن عدد مشتركي اتصالات قد وصل إلى 100 مليون مشترك، فيما أصبحت عملياتها تغطي نحو ملياري نسمة، ينتشرون في 18 سوقاً حول العالم على امتداد آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، كما تتميز بقوة أداء عملياتها.

والأسواق التي توجد فيها "اتصالات" حالياً هي الإمارات والسعودية ومصر والسودان وأفغانستان والهند وباكستان وإندونيسيا ونيجيريا، كما تقدم خدماتها أيضاً في بنين، والنيجر، والغابون، وبوركينا فاسو، وتوجو، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وساحل العاج، وتنزانيا وحديثاً سريلانكا. وتتيح لعملائها مجموعة كاملة من حلول الاتصالات، التي تتضمن خدمات الهاتف الثابت والمتحرك والبيانات والكيبل التلفزيوني، ضمن منظومة خدمات متكاملة تلبي احتياجاتهم المتزايدة، وتمنحهم قيماً مضافة، تسهل تواصلهم، وتحقق لهم مستويات مرتفعة من الأداء والجودة.

واستطاعت "اتصالات" في عام 2009 تحقيق إيرادات صافية بلغت 30.831 مليار درهم، وبلغت الأرباح الصافية 8.836 مليار درهم، كما حصلت على تصنيف ائتماني من "موديز" (Aa2) و "ستاندرد آند بورز" (A+) و "فيتش" (AA).

وتعد اتصالات" مركزاً رئيساً لخدمات الإنترنت، وتعتبر مسؤولة عن نقل المكالمات الصوتية وبيانات الإنترنت بين الشرق والغرب. وتعتبر حالياً أكبر ناقل للبيانات الصوتية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المرتبة 12 عالمياً، حيث تعد rdquo;اتصالاتldquo; المزود الوحيد في المنطقة لخدمات المبيعات والمشغلين بالجملة.

كما تمتلك "اتصالات" أكبر شبكات التجوال الدولي في المنطقة من خلال ارتباطها مع 525 مشغل يغطون أنحاء الكرة الأرضية في 190 دولة، سواء خدمة البلاك بيري أو الجيل الثالث. كما تمتلك مراكز ارتباط في لندن، ونيويورك، وأمستردام، وسنغافورة، وفرانكفورت وباريس، مما يؤهلها لتوفير خدمات تواصل على الصعيد العالمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف