اقتصاد

أزمة الثقة تتعمق في مصر قبيل الإنتخابات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رفض أصحاب محطات الوقود اتهامات شركات البترول لهم بأنهم السبب وراء حدوث أزمة السولار الحالية التى ضربت القاهرة الكبرى و المحافظات المختلفة منذ يوم الجمعة الماضى، مُرجعين الأزمة الى نقص الكميات الواردة إليهم من الشركات فى ظل الضغط على المحطات، ويتوقع خبراء أن تؤثر الأزمات المتتالية المتعلقة باحتياجات المواطنين الغلابة على منحهم لاصواتهم فى الاستحقاقات البرلمانية و الرئاسية المقبلة.

القاهرة: رصدت إيلاف فى جولة لها صباح اليوم اصطفاف العشرات من السيارات فى طابور طويل امام محطة بنزين فى المظلات بحي شبرا . واشتكى سائقون من تعطل سياراتهم خلال الأيام الماضية لعدم توفر السولار وبنزين 80. وقال "عبد العظيم الغرباوى" سائق ميكروباص انه يقف منذ ثلاثة ساعات فى هذا الطابور الطويل ،مشيرا الى عشرات السيارات التى تقف امام وخلف سيارته انتظارا لدورها فى الحصول على كمية من السولار يواصلون بها سعيهم للبحث عن قوت أسرهم.
وقال عبد العظيم انه اضطر الى المكوث فى البيت أمس بسبب هذه المشكلة ," الأمور معى لا تتحمل الجلوس يومين متتاليين فى المنزل ،"فى ظل صعوبة ظروف الحياة وارتفاع متطلبات الاسرة " كما يقول .

توجهت إيلاف الى مدير المحطة ورفض بشدة الاتهامات التى توجهها شركات البترول الى أصحاب المحطات بأنهم السبب وراء الأزمة . وقال صاحب المحطة" احمد " الذى فضل عد ذكر اسمه كاملا ان " هذه اتهامات لا أساس لها " ،مشيرا إلى ان السبب يرجع الى ضعف الكميات التى ترد الى المحطات من قبل الشركات .

"وصلنى كمية واحدة فقط منذ ثلاثة أيام وانتهت ،ولا اعلم متى ستصل الكمية التالية "،رد احمد بذلك على اتهامات الحكومة ،نافيا بشدة تخزين السولار بعد انتشار شائعات عن رفع سعره . وقال من الممكن ان يكون سبب ازمة البنزين 80 هو لجء البعض الى خلطه مع بنزين 90 ومن هنا قد تحدث أزمة ،لكن السولار لا اعتقد ذلك، أرى ان هذه المشكلة مفتعلة تمهيدا لرفع سعر السولار و البنزين 80".

وتسببت الأزمة فى تزايد العصبية بين المواطنين و السائقين من ناحية و السائقين و اصحاب محطات الوقود من ناحية أخرى، ونشبت مشاجرة حامية بين سائق سيارة وعامل باحد المحطات بعد ان نفذت كمية السولار الموجودة على دور السائق الذى كان ينتظر منذ ساعات طويلة ،وتدخل رجال الشرطة لفضها، وعلى الجانب الاخر عمد البعض من سائقى سيارات الأجرة الى رفع التعريفة على المواطنين ما تسبب ايضا فى حدوث شجارات واشتباكات عديدة .

وكان رئيس الحكومة احمد نظيف ،المفوض بتسيير السلطة الرئاسية فى غياب الرئيس مبارك للعلاج فى ألمانيا ،نفى رفع الحكومة لسعر السولار والقي باللوم خلال زيارته الى محافظة المنيا امس على "شائعات مغرضة "، وأكد ان الأزمة ستنتهي خلال ايام قليلة ،لكنه لم يحدد اليوم بالضبط .

و"توجد أزمة ثقة بين المواطنين و الحكومة التي تثبت يوما بعد يوم فشلها فى تلبية الخدمات والمتطلبات الأساسية للمواطنين"، كما يضيف عبد العظيم "ليس بالضرورة ما تقوله الحكومة ان يكون صادقا " و"فى احيان كثيرة تأتى بعكس ما تقول ،والواضح ان الهدف من وراء افتعال الأزمة هى إصرار الحكومة على إذلال المواطنين الغلابة".

ويعتقد الكاتب الصحفي ابراهيم منصور أن تؤثر هذه الأزمات المتتالية التى تسقط على رؤوس الغلابة بين الحين و الأخر على موقفهم من الحكومة و الحزب الوطنى فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، ويقول منصور "نحن أمام انتخابات التجديد النصفي للشورى وانتخابات مجلس الشعب .. وانتخابات رئاسية .. وتحت أي ظرف من الظروف لا يمكن للمواطنين الغلابة أن يمنحوا أصواتهم لحزب وحكومة تذلهم وتتعمد تنفيذ ذلك ".

ويتعلق السولار الذي يباع التر منه بـ 110 قرشا بكل بيت وبغالبية المصريين الذين يركبون سيارات الأجرة و الأتوبيسات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف