انقسام أوروبي بشأن مساعدة اليونان قبيل اجتماع قمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: بعث القادة الأوروبيون بإشارات متباينة في مطلع الأسبوع بشأن مساعدة اليونان، إذ حثّت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أثينا على حل مشاكل ديونها بنفسها، بينما أيّد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بشدة تقديم الاتحاد الأوروبي الدعم.
وكانت تلك التصريحات هي الإشارة الأحدث على الانقسام بين دول منطقة اليورو، البالغ عددها 16 دولة، بشأن ما إذا كان ينبغي تقديم الدعم لليونان والطريقة الأمثل لذلك. وتكافح اليونان للتصدي لديون متضخمة وعجز كبير في الميزانية، مما ألقى بمنطقة العملة الموحدة في أسوأ أزمة منذ إنشائها قبل 11 عاماً.
والمستشارة الألمانية، التي تواجه انتخابات في إحدى الولايات في مايو/ أيار، تعلم جيداً أن الناخبين الألمان يعارضون بشدة إنقاذ اليونان، وقد اتخذت خطاً متشدداً ضد تقديم الاتحاد الأوروبي تعهداً جدياً بمساعدة مالية للبلاد. ويضعها هذا الموقف في مواجهة بروكسل وشركاء أوروبيين رئيسين، يفضلون اتخاذ عمل قوي لإنهاء هجوم المضاربين على أصول اليونان، والذي يتسبب في تفاقم أزمة البلاد، برفع تكلفة حصولها على القروض إلى أكثر من مثلي تكلفة اقتراض ألمانيا.
ونفت ميركل في حديث لإذاعة دويتشلاند فانك أن تكون لليونان أي "احتياجات مالية ملحة"، ورفضت اقتراحات من رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بأن يتفق قادة الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعدة احتياطية لليونان في قمة هذا الأسبوع.
وقالت "لا أرى أن اليونان تحتاج أموالاً في الوقت الحالي، والحكومة اليونانية أكدت ذلك. لهذا أحثّ على عدم إثارة الاضطرابات في الأسواق، بترويج توقعات زائفة لاجتماع المجلس يوم الخميس"، في إشارة لقمة الاتحاد الأوروبي يومي 25 و26 مارس/ آذار. وأضافت أن "الدعم لن يكون على جدول أعمال اجتماع الخميس، لأن اليونان نفسها تقول إنها لا تحتاج مساعدة في الوقت الحالي".
ورد باروزو في صحيفة هاندلسبلات قائلاً إن الاتحاد الأوروبي يحتاج حل مشكلة اليونان بشكل عاجل "بغض النظر عن الأولويات السياسية للدول الأعضاء". وأضاف في مقابلة تنشرها الصحيفة يوم الاثنين "ضمان استقرار اتحاد العملة في مصلحة ألمانيا، وأنا على يقين من أن ألمانيا ستسهم بشكل بناء في حل المشكلة الحالية".
وأبلغ رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني رويترز في بولونيا اليوم الأحد أنه يؤيد بشدة تقديم الاتحاد الأوروبي الدعم لليونان. وفي وقت لاحق قال إن الاتحاد الأوروبي يفقد مبرر وجوده، ما لم يمد يد العون لليونان في خضم محنتها.
وسيحاول قادة منطقة اليورو أثناء قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي الخميس والجمعة، أن يتجاوزوا التحفظات الألمانية حيال الموافقة على آلية مساعدة لليونان، التي تواجه أزمة مالية غير مسبوقة. وكان باروزو حضّ الجمعة قادة دول الاتحاد الأوروبي على الموافقة "في أسرع وقت" على إنشاء آلية مساعدة لليونان "تتشكل من نظام قروض ثنائية منسقة" داخل منطقة اليورو.
لكن يتعين على الاتحاد الأوروبي الآن "أن يحل بطريقة عاجلة" المشكلة اليونانية، "بمعزل عن الأجندات السياسية للدول الأعضاء"، كما قال باروزو، في إشارة إلى الانتخابات الإقليمية المقررة في التاسع من أيار/مايو فيي رينانيا الشمالية وستفاليا والتي تبدو حاسمة بالنسبة إلى الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
وفي حين تريد ألمانيا التمكن من طرد دول منطقة اليورو، التي تبدي تراخياً في موضوع الموازنة، أشار باروزو إلى "أن مسألة استبعاد (أي دولة) أمر غير مطروح في الوقت الراهن، لأنه غير وارد في المعاهدة" الأوروبية.
من جهته، رأى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الأحد أن الاتحاد الأوروبي يفقد مبرر وجوده، ما لم يكن أعضاؤه على استعداد لمساعدة بلد عضو في منطقة اليورو يواجه أزمة مثل اليونان. وأبلغ برلسكوني الصحافيين في فلورنسا "أعتقد أنه ما لم يكن هناك استعداد داخل الاتحاد الأوروبي لمساعدة دولة تستخدم عملة اليورو، وهي في خضم أزمة، فإن الاتحاد الأوروبي يفقد مبرر وجوده".