ألمانيا تواجه ضغوطاً متزايدة لمساعدة اليونان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: اشتدت الضغوط الاثنين على ألمانيا للموافقة على خطة مساعدة مالية لليونان أثناء قمة للقادة الأوروبيين مرتقبة هذا الأسبوع، في ما يبدو بمثابة اختبار كبير لتماسك منطقة اليورو. ودعت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو لاعتماد آلية لدعم أثينا، يمكن استخدامها عند الحاجة، أثناء اجتماع رؤساء الدول والحكومات الخميس والجمعة في بروكسل.
وصرّح وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخيل موراتينوس للصحافيين، على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن "الرئاسة الأسبانية ستعمل لهذا الأمر". وتلحظ الآلية قروضاً ثنائية منسقة لدول منطقة اليورو بقيمة تصل إلى نحو 22 مليار يورو، وبفوائد أدنى مما تدفعه أثينا اليوم، بحسب مصدر أوروبي. وقد تستكمل بمساهمة صندوق النقد الدولي. وأضاف موراتينوس، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، "أنه وقت مهم لمستقبل الاتحاد الأوروبي واليورو. وسنبذل كل الجهود لإعطاء هذه الثقة وهذا التضامن" الذي "تستحقه اليونان بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة فعلاً".
وأسهب باروزو في هذا المنحى الاثنين. وقال في مقابلة لصحيفة هاندلسبلات الألمانية "نحن بحاجة لمناسبة هذه القمة إلى قرار لمعرفة كيفية التعامل مع اليونان، وإلا فإن الشكوك الكبيرة (الحالية) قد تستمر لوقت طويل". وبذلك، يجازف رئيس المفوضية الأوروبية بخوض مواجهة مباشرة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي غياب هذا الدعم الأوروبي، فإن اليونان مهددة بالتوجه فقط إلى صندوق النقد الدولي لتعويم اقتصادها. وتعتبر أثينا أنها تستحق دعم شركائها، بعدما اتخذت تدابير تقشف مؤلمة بغية خفض عجزها الهائل. كما تعتبر الحكومة أن معدلات الفائدة التي تدفعها للاستقراض في الأسواق مرتفعة جداً.
ودعت دول عدة الاثنين إلى عدم ترك اليونان تنهار. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "علينا أن ندعم أصدقاءنا اليونانيين الذين عرضوا خطة شجاعة جداً". ووافقه نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني الذي قال إن "مصداقية أوروبا على المحك"، مضيفاً "عندما يمر بلد في منطقة اليورو بوضع صعب، علينا واجب أخلاقي ومؤسساتي للتدخل". لكن ميركل ترفض الالتزام في الوقت الحاضر بدفع أموال لحل مشكلات اليونان الاقتصادية. وفيما يقترب موعد استحقاق انتخابي إقليمي حاسم بالنسبة إليها، عليها مواجهة رأي عام معارض إلى حد كبير، إذ إن 32% من الألمان يعتبرون أن على اليونان أن تخرج من منطقة اليورو لتعيد تنظيم حساباتها، و40% يرون أن بلادهم ستكون أفضل خارج منطقة اليورو، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين.
إلى ذلك، فإن هولندا وفنلندا متحفظتان جداً بشأن اليونان. فأعلن وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستاب اليوم أن موقف المستشارة الألمانية "مفهوم جداً". ولتفادي تقويض القمة الأوروبية، سيسعى رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي "إلى التوصل إلى حل وسط بين دول منطقة اليورو حول طريقة التعامل مع الملف اليوناني خلال اليومين أو الأيام الثلاثة المقبلة"، بحسب مصدر دبلوماسي. كما إن باروزو سيقوم "بكل ما في وسعه" للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع حول آلية لمساعدة اليونان، على ما صرحت المتحدثة باسمه بيا أرنكيلديه هانسن.
وقالت المتحدثة في مؤتمر صحافي إن "الرئيس سيستمر في بذل كل ما في وسعه للتوصل إلى توافق، من أجل اتخاذ قرار هذا الأسبوع حول هذه الآلية" لمساعدة اليونان. وأكد متحدث آخر باسم المفوضية، أمادو التافاج، أن وزراء المال الأوروبيين بحثوا بالتفصيل الأسبوع المنصرم إجراءات تدخل لمصلحة اليونان، معتبراً أن "إكمال هذا العمل سيكون أمراً جيداً". وأكدت بيا أرنكيلديه هانسن أن "الرئيس باروزو يجري اتصالات منتظمة مع المستشارة ميركل"، و"يعمل وسيعمل من أجل التحضير للمجلس الأوروبي هذا الأسبوع، لتسهيل التوصل إلى اتفاق".
لكنها ذكرت في الوقت نفسه "بأن استحداث مثل هذه الأداة لا يعني تفعيلها الفوري". ولم يستبعد رئيس مجلس وزراء مال منطقة اليورو جان كلود يونكر الاثنين اللجوء إلى مساعدات الدول الأوروبية وصندوق النقد الدولي في وقت واحد لمساعدة اليونان، لكنه اعتبر أن التوصل إلى قرار هذا الأسبوع "ليس ضرورياً بشكل حتمي". ودعا كوشنير من ناحيته إلى إيجاد "افكار مبتكرة" بحلول القمة، بدون مزيد من التوضيحات.