خبراء يتوقعون خروج اليونان من أزمتها بالدعم المشترك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حالة أشبه بالصَدع المتزايد بدأت تلقي بظلالها على أجندة العمل الخاصة بالاتحاد الأوروبي، مع اتساع نطاق الاختلافات في وجهات النظر بين برلين وباقي الدول الأوروبية بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها حل أزمة الديون التي تعانيها اليونان في تلك الأثناء، بعد أن قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه لا داع من جعل قضية إغاثة أثينا الموضوع الرئيسي بقمة الاتحاد الأوروبي المزمع إقامتها يوم الخميس القادم.
تنشر صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تقريرا ً تحليليا ً تحت عنوان "الصدع يتزايد داخل جنبات الاتحاد الأوروبي بشأن جدوى إعانة اليونان"، وتستهل فيه الحديث بالتصريحات التي شددت من خلالها المستشارة الألمانية على ضرورة إقدام اليونان على حل مشكلاتها بنفسها، وتأكيدها على أنها ليست بحاجة حتى الآن للمساعدة.
وتلفت الصحيفة هنا إلى الوضعية الحرجة التي تمر بها الآن ميركل، قبيل أسابيع قليلة من الانتخابات المزمع إقامتها في أيار/ مايو القادم، حيث قد تتسبب الخسارة في فقدان حكومتها للأغلبية التي تحظى بها في البرلمان، وهي إذ تواجه الآن ضغوطا ً داخلية قوية في هذا الإطار من أجل تفادي التقدم بخطة إنقاذ لليونان.
ثم تنتقل الصحيفة لتشير إلى أن الموقف الذي التزمته ميركل جاء ليتناقض مع مواقف قادة أوروبيين آخرين، قبيل القمة المزمع إقامتها يوم الخميس. وهو الأمر الذي بدا جليا ً في التصريحات التي انتقد فيها رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو بيرلسكوني، دور الاتحاد الأوروبي في الأزمة التي تواجهها اليونان حاليا ً.
وتشير الصحيفة أيضا ً إلى أن ميركيل رفضت كذلك على ما يبدو دعوة مباشرة من خوسيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية، لاتخاذ قرار خاص بوضع آلية للإنقاذ في اجتماع القمة.
وفي حديث له أمام أعضاء حزبه، وجه رئيس الوزراء اليوناني، جورج باباندريو، انتقاداته بصورة غير مباشرة إلى ألمانيا لفشلها في دعم خطة إنقاذ ملموسة، معتبرا ً أن ذلك سوف يعرض منطقة اليورو بأسرها للخطر. وتابع في هذا السياق بقوله :" تنسى الكثير من القوي الأهمية السياسية لليورو وتتغاضى عن وجود الرؤية السياسية للمشروع الأوروبي، الذي يعتبر جهدا ً مشتركا ً لتطوير اقتصادنا بمناخ هادئ ومستقر".
ومع توالي ردود الفعل في مختلف عواصم العالم، وبخاصة العواصم الأوروبية حول جدوى تقديم يد العون لإخراج أثينا من كبوتها، تعرض الصحيفة للتصريحات المهمة التي أدلى بها الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنجيل غوريا، لصحيفة كاثيميريني اليونانية، وقال فيها إنه على يقين من أن اليونان ستتمكن من الخروج من أزمتها المالية مع تلقيها حزمة من الإجراءات الداعمة. وأكد كذلك على أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه صندوق النقد الدولي في تلك الأزمة. وتابع في نفس الإطار بقوله :" أعتقد أن الأسلوب الأفضل هو مزيج من الدعم، عبر تقديم تمويل وضمانات، وأرى أن صندوق النقد الدولي قادر على القيام بهذا الدور".
وفي الختام، تمضي الصحيفة لتنقل عن لارسن فليمنغ، المدير الأوروبي السابق بصندوق النقد الدولي، تأكيده على أن الاحتمالية التي يُرَجح حدوثها الآن هي منح اليونان مساعدة مشتركة من قِبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
وتابع حديثه للصحيفة عبر الهاتف من فرنسا، بقوله :" من الخطر الشديد الآن ترك اليونان بلا مساعدة. فقد أصبح من الضروري وضع حد للعبة الإلقاء بالمسؤوليات ووضع الأمور في نصابها".