اقتصاد

الفرنك السويسري صامدا مرتفعا في وجه اليورو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تدهور اليورو في اليومين الأخيرين، الى أدنى مستوى تاريخي له أمام الفرنك السويسري(اليورو يعادل اليوم 1.4310 فرنك سويسري تقريباً).

برن: منذ ولادته، في عام 1999، لم يهوي اليورو أبداً الى هكذا مستوى أمام العملة السويسرية. وراء الكواليس، يلاحظ الخبراء وجود عاملين اثنين هما سبب ضعفاليورو، الأزمة الاقتصادية والمالية لليونان، وديناميكية الفرنك السويسري الذي أدهش معظم الخبراء الماليين. بالفعل، بدأت قيمة الفرنك السويسري، بالصعود أمام اليورو،حتى قبل انفجار أزمة اليونان. ما جعلها تستعيد مكانتها أمام اليورو والدولار الأميركي معاً. هذا وساهمت صعوبات اليونان المالية، داخل منطقة اليورو، في توطيد قيمة الفرنك السويسري الى أبعد حد. وبعد أن رقص اليورو أمام العملة السويسرية،راسياً بالتالي على 1.51 فرنك سويسري (مقابل كل يورو)، بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، اتخذ اليورو مساراً نزولياً أمام الفرنك السويسري.. لم يتوقف بعد!

في سياق متصل، يشير الخبير المالي "دينو تيرليتسي"، من مصرف سويسرا الوطني (Bns)، لـ"ايلاف"إلى أن قوة الفرنك السويسري تعود الى ثلاثة أسباب. يتمثل السبب الأول في صمود الساحة المصرفية السويسرية أمام الأزمة المالية بصورة فاقت التوقعات. اذ ان أكبر المصارف السويسرية ما زالت تجني الأرباح. أما في ما يتعلق بمصرف "يو بي اس"، الأكثر تضرراً من الأزمة، فانه تكبد الخسائر في العام الماضي انما نجح في تحقيق الأرباح في الربع المالي الرابع من عام 2009. علاوة على ذلك، فان الدروع الضريبية الأوروبية كان لها تداعيات على سويسرا بيد أن جزء كبير من ثروات المتهربين الأوروبيين من دفع الضرائب، لحكوماتهم، بقيت ادارته في أيادي المصارف السويسرية.

أما السبب الثاني، والحديث لتيرليتسي، فيتمحور حول المقاومة الشرسة التي ولدت من الأنسجة الصناعية والخدمات غير المالية بسويسرا. كما أن الأزمة الاقتصادية، في العام الماضي، كانت أقل تأثير على سويسرا مقارنة بالدول المجاورة. وينوه الخبير تيرليتسي بأن مصرفه يتوقع، هذا العام، زيادة في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 1.5 في المئة. لذلك، فان قيمة الفرنك السويسرية الحالية لا تكافيء الساحة الوطنية المالية فحسب انما النظام الصناعي والخدماتي برمته. مع ذلك، فان الشركات المحلية المصدرة لا تخفي قلقها ازاء استمرار قوة الفرنك السويسري ما يُعرقل تنافسيتها في الأسواق الخارجية. للآن، لم ينجح مصرف سويسرا الوطني في كبح قوة عملته الوطنية برغم أكثر من عملية تداخل سوقية، في الآونة الأخيرة.

بالنسبة للسبب الثالث والأخير فانه يُعزى الى آلية التنويع، التي لجأ اليها المستثمرون الدوليون الذيناختياروا الاستثمارفي الذهب سابقاً، إلا أنشريحة من الصناديق الاستثمارية صارت تتخذ من الفرنك السويسري ملجأ آمن لها!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف