اقتصاد

حركة تجارية وعمرانية مفاجئة في غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شكّل الحديد والإسمنت والأجهزة الكهربائية والخشب التي دخلت عبر الأنفاق الممتدة على الحدود بين الأراضي الفلسطينية والمصرية، عاملاً هاماً في حركة عمرانية نشطة نسبياً، لكنها لم تكن كافية بالحد الأدنى لإعمار أكثر من ثمانية آلاف منزل دمرتهم إسرائيل خلال حربها على غزة أواخر 2008م.

غزة: على الرغم من إنهاء أسامة أبو لحية من بناء منزل صغير له بالكامل، إلا أنه متخوف من نوعية الحديد التي وضعها في منزله. وقال أبو لحية لإيلاف "لقد تعبت من إيجار الشقق. فإنتهزت فرصة دخول الإسمنت والحديد لأستطيع بناء بيتي على الرغم من حالة الحصار الموجودة في قطاع غزة لأكثر من ثلاث سنوات". ورأى المواطن الفلسطيني أن الحديد يشكل عائق كبير بالنسبة للسكان. وقال "نضطر لشراء الحديد الناتج عن مخلفات هدم المنازل التي تقوم بها بتجريفها إسرائيل، بينما نشتري الحديد الجديد نوع "6ملم" القادم من مصر".

وأكد طارق عبد العزيز، مقاول بناء فلسطيني، أن الحركة التجارية في غزة رغم إرتفاع أسعارها، إلا أن عليها إقبال شديد جداً نظراً لسنوات الحصار التي مُنع خلالها إدخال ما يقرب من 4 آلاف صنف الفلسطينيون بحاجة إليهم. وقال عبد العزيز لإيلاف "المزيج بين الحديد الجديد والمستخدم، يعطي البناء عمراً لا باس لها، خاصة وأن الفلسطينيين لا يبنون عمارات عالية او كبيرة، ويعتمدون فقط على بناء منازل أسرية صغيرة في الوقت الحالي، بينما تتوقف المشاريع الإنشائية الكبيرة". وأستخدم الفلسطينيون أكثر من 1700 نفق أقيم على الحدود بين رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية، لإدخال كافة البضائع التي منعت إدخالها إسرائيل، إلا أنها شكًلت بالإضافة لذلك ضرراً امنياً على مصر، ما دعاها للتعامل بحزم مع قضية الأنفاق، في ظل ضغط دولي عليها بضرورة إغلاقها من الجانب المصري.

لكن شحادة القرعاوي، أحد المتضررين من الحرب الإسرائيلية الأخيرة حيث هدمت إسرائيل منزله، أكد أنه لا يستطيع إعادة بناء منزله رغم دخول الأسمنت والحديد. وقال "لا نملك أموالاً لإعادة بناء منازلنا، بسبب تدمير إسرائيل أيضاً لمزارعنا التي نعتاش منها".وعلى شاكلة القرعاوي، تشير أم حسن عبد ربه التي هدمت إسرائيل منزلها أيضاً ضمن حوالي 8 آلاف منزل خلال شنها حرباً على الفلسطينيين أواخر 2008، إلى أنها تعتمد في الأساس على المعونات والكابونات التي تقدمها الجمعيات الخيرية الفلسطينية للفقراء. وقالت "بالتأكيد لا أستطيع رفع وبناء غرفة واحدة، فنحن لا نملك غير ستر الله فقط".

وبعيداً عن سلبيات الأنفاق، فإن غزة إكتفت في الوقت الحالي على الأقل، بحسب الكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور عاطف سلامة بكل ما يحتاجه الفلسطيني في حياته الطبيعية. وقال الدكتور سلامة لإيلاف "أصبحت السلع المختلفة التي دخلت الأنفاق بسعر طبيعي، وفي العديد من السلع كانت أقل بكثير عما كانت عليه قبل الحصار الإسرائيلي". وضرب مثلاً أن المحروقات تأتي من مصر بسعر منخفض جداً وصلت سعر لتر البنزين لـ 1.5، بينما كان سعره عندما كان يتم إستيراده من إسرائيل بستة شواكل. (الدولار= 3.8 شيكل).

ورأى الكاتب الفلسطيني أن الأنفاق لعبت دوراً هاماً في عودة الحياة الطبيعية لسكان غزة رغم الحصار الإسرائيلي المشدد عليها. لكنه أكد على ضرورة مراقبة ما يدخل من خلال هذه الأنفاق. وقال "دخلت أنواع كثيرة من المخدرات عبر تجار فلسطينيين، وهذا يشكل خطراً كبيراً على حياة الناس هنا، فيومياً نسمع أن شرطة غزة ألقت القبض على تجار يروجون لحبوب مخدرة تقدر بالآلاف، وغير ذلك من القصص التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار".

ولم تتوقف الحركة التجارية في غزة عن حد الإنشاء والإعمار أو سعر المحروقات. وباتت الأجهزة الكهربائية والفواكه والملابس وحتى السمك بأنواعه في متناول المواطن الفلسطيني الذي حرم منها لسنوات. حتى بات المتسوق يشعر كأنه في سوق مصرية خالصة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف