السعودية تزيد اهتمامها بالاستثمار المعرفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بات الاستثمار المعرفي ركيزة العالم نحو اقتصاد متعدد، والتي أصبحت فيه السلع المعرفية أمر ضروري، خاصة مع ارتباطه بالتنمية أكثر من أي وقت مضى.
عبد الله أحمد الرياض: الاستثمار في القطاع المعرفي أصبح حتمية على القطاع العام والخاص إتباعها لمواكبة الركب التكنولوجي السريع، الذي يجتاح العالم، والذي يردف الاقتصاد من مختلف الجوانب، وهذا ما جعل المملكة العربية السعودية تدخل على الخط في إطار سعيها إلى تنويع مصادر الدخل الوطني والخروج من عباءة النفط.
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة لـ "إيلاف" أن الصناعات المعرفية تتطلب بنية تحتية مختلفة عن نظيرتها التقليدية، وانطلاقاً من أن المدخل الأساس لتلك الصناعات هو الإنتاج المعرفي للفكر الإنساني، لذلك لابد أن يكون هناك بيئة قوية ومساندة للحماية الفكرية، وبيئة مساندة للرأسمال الجريء.
وأضاف بوحليقة أن تلك الصناعات تتطلب جهود مشتركة للمؤسسات الحكومية وللقطاع الخاص لدفع المشاريع القائمة على الابتكار إلى الخروج من مرحلة المعامل والدخول في المرحلة التجارية، إضافة إلى بيئات حاضنة مثل الجامعات، من أجل خدمة الاستثمار في تلك الصناعات.
وعلى هذا الدرب، وافق مجلس الوزراء في نهاية الشهر الماضي على تأسيس 3 شركات للاستثمار المعرفي، وهم شركة وادي الرياض وشركة وادي جدة وشركة وادي الظهران للتقنية، شركات مساهمة.
وتهدف الشركات الثلاث إلى الإسهام الفاعل في تطوير اقتصاد المعرفة، عبر الشراكة بين المؤسسات التعليمية والبحثية ومجتمع الأعمال والاستثمار على أسس تجارية، من خلال الاستثمار في المشاريع المشتركة، التي تصقل الخبرات والتطبيق العملي لطلاب الجامعة وأساتذتها ولها، في سبيل تحقيق أغراضها القيام بعدد من الإجراءات، من بينها: الاستثمار في صناعة نقل التقنية وتوطينها وتطويرها، وتهيئة طلاب الجامعة للعمل في القطاع الخاص من خلال التدريب والتأهيل وتوفير الفرص الوظيفية المناسبة خلال المرحلة الأكاديمية، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية للمشاركة في دعم أغراض الشركة والتعاون مع الهيئات والشركات والمؤسسات التي تمارس نشاطاً مماثلاً أو مكملاً لنشاطها.
وأكد الدكتور بوحليقة أن أهم الشروط المتوافرة في المملكة لدفع هذه الصناعات هي الرغبة القوية لتنويع مصادر الاقتصاد، إضافة إلى توفر رأسمال، وتهيئة مناطق لقيام لاحتضان تلك الصناعات.
ووفقاً لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإن ما يزيد على 50 % من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاديات الدول الكبرى العالمية مبني على المعرفة، وشكل الاستثمار في صناعات التقنية 30% من الناتج الاقتصادي العالمي في عام 2007 بمقدار 15.7 تريليون دولار أميركي.
وبالنظر إلى حجم الإسهام الضخم لهذه الصناعات في الاقتصاد العالمي، شدد الدكتور بوحليقة على ضرورة المبادرة الحكومية لدعم هذا القطاع الاستثماري، معتبراً أنه "ليس شرطاً إنشاء صندوق مستقل، والأفضل هو توسيع نشاط صندوق التنمية الصناعي ليشمل هذا الجانب من الصناعات، خاصة مع صعوبة تمويلها بالطرق التقليدية بسبب مخاطرها".
ووفقاً لتقرير المعرفة العربي لعام 2009 فإن معدل الإنفاق على البحث العلمي في معظم الدول العربية يشكل 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعتمد في مجمله على التمويل الحكومي الذي يصل إلى 97%. ويبين التقرير أن معدل نصيب المواطن العربي لا يتجاوز مبلغ 10 دولارات في السنة من مجمل ما ينفق على البحث العلمي مقارنة بحصة المواطن في ماليزيا، والتي تبلغ 33 دولاراً، وفي وفنلندا التي تبلغ 1304 دولاراً.
واشار الدكتور بوحليقة إلى أن القطاع الخاص يبدأ دوره عند وجود مؤسسات ذات رأسمال جريء، ما يمثل البذرة الأولى لاستقطاب التمويل للصناعات المعرفية، مؤكداً أن الجامعات السعودية تذخر بالكوادر البشرية القادرة على تحمل مسؤولية دعم الاستثمار المعرفي في مختلف التخصصات، ولكنها معطلة.