استطلاع: ساعة الدورة العقارية في الشرق الأوسط تشير للرابعة والنصف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي - إيلاف: أشار استطلاع للرأي أجري حديثاً إلى أن سوق المنطقة تمرّ حالياً بالمنطقة المتجهة نزولاً من "الساعة العقارية العالمية"، ووضع "الاستطلاع العالمي لآراء المستثمرين للعام 2010" الذي أجرته كوليرز إنترناشيونال Colliers International في الشرق الأوسط، طور التعافي بين الساعة الرابعة والخامسة. وتوقع من شملهم الاستطلاع أن تمرّ سوق منطقة الشرق الأوسط عند الساعة السابعة، أي عند بدايات طور الصعود، في غضون 12 شهراً.
وتقارن الساعة العقارية العالمية المراحل الدورية التي يمرّ بها السوق بالوقت، حيث تمثل الساعة الثانية عشرة قمة الدورة، في حين أن الساعة السادسة تمثل قاعها، وتمثل الساعات الست الواقعة بين السادسة والثانية عشرة طور صعود السوق، في حين أن الساعات الست الواقعة بين الثانية عشرة والسادسة تمثل طور الهبوط.
يرسم المستثمرون العقاريون في مختلف أرجاء العالم صورة متفائلة للسوق، في ظل اقتناع كثيرين بأن الانتعاش في هذ القطاع سوف يبدأ في غضون السنة المقبلة. ويعكس هذا التفاؤلَ اثنان من كل ثلاثة مشاركين في الاستطلاع، ممن أعربوا عن رغبتهم في توسيع محافظهم الاستثمارية خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.
وفي المجمل، فقد أظهرت نتائج استطلاع المستثمرين الدوليين الأول، الذي أجرته كوليرز إنترناشيونال، والذي شمل 244 مستثمراً من الأفراد والعاملين في مؤسسات كبرى ممن تتجاوز استثماراتهم مجتمعة 300 مليار دولار، أن غالبية المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن السوق حالياً عند القاع، أو أنها تمرّ بالقرب منه، وترى أكبر مجموعتين، أو ما يعني 41 %، أن السوق تمرّ في المنطقة بين الساعة الخامسة والسادسة.
وأشار جون ديفيس، الرئيس التنفيذي لكولييرز الشرق الأوسط ومدير فريق خدمات الاستثمار العالمي التابع لكوليرز إنترناشيونال، إلى أن المستثمرين يرون بوضوح أن السوق تتغيّر، وهي على وشك الدخول في طور الصعود من الدورة العقارية، وقال "في الشرق الأوسط تقترب السوق من إعادة التموضع استعداداً للنمو".
وأفاد المستطلعة آراؤهم إلى أن الدورة العقارية في سوق أميركا اللاتينية هي عند الساعة الثامنة والنصف، بينما تمر عند الساعة السابعة في منطقة المحيط الهادئ، التي تضمّ كلاً من أستراليا ونيوزيلندا، حيث بدأت في الصعود. أما الولايات المتحدة وآسيا فقد رأى المشاركون في الاستطلاع أنهما، تمران عند الساعة السادسة، أي في قاع الدورة العقارية، في حين أفادوا أن أوروبا الغربية وكندا لا تزالان في طور النزول.
ورأى المشاركون في الاستطلاع أن كل هذه المناطق، فيما عدا أوروبا الشرقية، سوف تكون في مراحل مختلفة من طور الصعود خلال الاثني عشر شهراً المقبلة. في حين عبّر أولئك الذين يسعون إلى توسيع محافظهم الاستثمارية عن تمتعهم براحة أكبر للقيام بذلك في أسواقهم المحلية، فقد رأوا فرصاً مستقبلية مواتية في العديد من الأسواق الناشئة، مثل بولندا وأوكرانيا وفيتنام والبرازيل والهند.
واعتبر ديفيس أن المستثمرين لا يزالون حذرين، رغم هذه التوقعات الإيجابية، متحدثاً عن بعض النقاط المثيرة للقلق. واحدة من تلك النقاط الرئيسة هي التمويل، الذي انقسم المستطلعة آراؤهم بالتساوي حول ما إذا بات متاحاً اليوم أكثر مما كان عليه قبل الوضع عام واحد أو أقلّ. ومع ذلك، أبدى هؤلاء تفاؤلهم حيال إمكانية الحصول على التمويل العقاري العام المقبل، فقد أعرب ما يقرب من 90 % من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن الحصول على التمويل سيكون أسهل في غضون الاثني عشر شهراً المقبلة، رغم أن معظمهم رأى أن تكلفة التمويل سوف تزداد.
ورأى المستثمرون في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية إمكانات تمويل أقلّ، في حين أشار مستثمرون من آسيا وكندا وأميركا اللاتينية وأوروبا الغربية إلى تحسن في إمكانات الحصول على التمويل خلال العام الماضي، بينما لم يرَ المستثمرون في الولايات المتحدة ومنطقة المحيط الهادئ أي تغيير في هذا الخصوص.
كذلك تطرّق الاستطلاع المسحي إلى موضوع آخر هو تفضيل التحول نحو العقارات ذات الجودة العالية والمُدرّة للدخل، وقد أبرز تعليق لأحد المستطلعة آراؤهم التحرك نحو العودة للدخل وتقليل التركيز على مكاسب رأس المال بالقول إن "مكاسب رأس المال مجرد مكافأة، فنحن نشتري العقارات للحصول على الدخل".
أما من جانب أسواق رأس المال، فقد كشفت نتائج الاستطلاع أيضاً عن اختلاف كبير في الرأي حول عودة السوق إلى "طبيعتها" (مُنحت ما بين 7.0 و7.5 % كمعدلات رسملة لسوق المكاتب التجارية)، رغم أن معظم المشاركين في الاستطلاع توقعوا أن تعود أسواق كل منهم إلى "طبيعتها" خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة.
ومن الناحية الجغرافية، فقد توقع المستثمرون في الشرق الأوسط أن يروا عودة السوق المحلية إلى وضعها الطبيعي بحلول الربع الثاني من العام 2011، في حين توقع المستثمرين في آسيا والمحيط الهادئ عودة الأسواق إلى وضعها الطبيعي بحلول الربع الأخير من 2010، تلاهم مستثمرو كندا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأوروبا الغربية؛ بحلول الربع الأول من 2011، والولايات المتحدة في الربع الثاني من العام 2011.
وخلص المسح إلى أمر مهم آخر هو تصوّر الكيفية تغيرت بها للسوق هيكلياً، وفقاً لإيان ألبرت، المدير الإقليمي للخدمات الاستشارية لدى كوليرز إنترناشيونال، الذي قال إن العديد من المستثمرين أعربوا عن رأي مفاده أن "الدورات العقارية" هي الآن أقصر وأكثر حدة من المعايير التاريخية، وأنها قد باتت بمثابة تحذير للآخرين بأن تقدّم المشاركين في السوق إلى الأمام، سيحتاج فطنة أكبر، وأضاف "إن الحصول على رؤية تحليلية دقيقة للسوق سيكون أكثر أهمية من أي وقت مضى".