اقتصاد

اياتا تقدّر خسائر النقل الجوي بنحو 200 مليون دولار يومياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا)الخسائر اليومية بسبب شلل حركة النقل الجوي بسبب الغبار البركاني بنحو 200 مليون دولار، هذا في وقت تشير التوقعات إلى أن بريطانيا قد تعاني من شح المواد الغذائية في حال طالت الأزمة التي تحاكي إلى حد كبير اعتداءات 11 سبتمبر.

عواصم:اعتبر متحدث باسم الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) السبت ان الشلل الذي يصيب حاليا حركة النقل الجوي بسبب سحب الرماد البركانية، يشبه باتساعه الشلل في المجال نفسه الذي اعقب اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.

وقال المتحدث باسم اياتا في واشنطن ستيف لوت لوكالة فرانس برس "انه بالتأكيد شيء يشبه الشلل الشامل الذي اعقب الحادي عشر من ايلول/سبتمبر" 2001. وبعد اعتداءات 2001 اقفل المجال الجوي في شمال اميركا لمدة ثلاثة ايام ما اجبر كل شركات الطيران الاوروبية على تعليق كل رحلاتها عبر الاطلسي.

واضاف المتحدث "نحن اليوم في اليوم الثالث من الشلل ولا نرى بعد اي نهاية محتملة". وتفاقمت حالة الشلل في حركة النقل الجوي السبت في كامل مناطق شمال اوروبا وشرقها حيث مددت الكثير من البلدان اجراءات اغلاق مجالاتها الجوية بسبب سحابة هائلة من الرماد البركاني ناجمة عن ثوران بركان في ايسلندا.

واغلقت مطارات باريس وشمال فرنسا حتى الساعة 06,00 ت غ الاثنين. واعادت ايرلندا وبريطانيا اول البلدان التي وصلت اليها الخميس سحب الغبار البركاني الناجمة عن ثورة بركان في قمة جبل الجليد يوجافجالاجوكول (جنوب ايسلندا)، السبت اغلاق مجاليهما الجويين، حتى الساعة 12,00 ت غ الاحد في ايرلندا، وحتى الساعة 06,00 ت غ الاحد في كامل مناطق المملكة المتحدة.

وافادت صباح السبت سلطة المراقبة الجوية في ايرلندا ان سحب الغبار البركاني "صعدت الى ارتفاعات اعلى وبالتالي فان المنطقة المعنية توسعت والمخاطر تفاقمت" واشارت الى "تدهور لجهة المنطقة التي تغطيها سحب الرماد والمطار في اجواء ايرلندا".

كما اعادت السويد والنروج منع الطيران بعد ان فتحتا مجاليهما الجويين جزئيا الجمعة. وتم الغاء 17 الف رحلة السبت في المجال الجوي الاوروبي بحسب ما افادت المنظمة الاوروبية لامن الملاحة الجوية (يوروكنترول). واعلنت الارصاد الجوية البريطانية "اذا استمرت الرياح في خلال النهار، فستمتد الغيمة جنوبا لتصل عند حوالى منتصف الليل (23,00 ت غ) على الارجح الى الحدود الفرنسية الاسبانية، كورسيكا، وشمال اليونان".

وتابع بالنسبة الى ايرلندا والمملكة المتحدة "تتجه غيمة رماد جديدة الى الجنوب الشرقي (...) ويفترض ان تؤثر على المنطقة حتى الساعة 06,00 (05,00 ت غ)" الاحد. واشار معهد الارصاد الجوية الايسلندي الى ان الرياح ستواصل دفع الغيمة الى اوروبا طوال الايام الاربعة او الخمسة المقبلة على الاقل.

كما اضطرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت الى الهبوط في روما ومواصلة رحلتها الى بولتسانو في شمال ايطاليا بالسيارة، حيث ستمكث ليلتها لتعذر هبوط طائرتها في برلين. وغادر عدة مشاركين في الاجتماع غير الرسمي لوزراء المالية في الاتحاد الاوروبي في مدريد بسرعة السبت لتجنب وصول الغمامة الى اسبانيا، ما قد يمنعهم من المغادرة.

وتتالت اعلانات دول اوروبا عن تمديد اغلاق مجالاتها الجوية السبت فقد اغلقت تشيكيا مجالها حتى الساعة 16,00 تغ والنمسا حتى الساعة 18,00 تغ وفي بلجيكا حتى 06,00 ت غ الاحد وسويسرا وهولندا وشمال ايطاليا.

كما مدد اغلاق المجالات الجوية في الدنمارك حتى الساعة 00,00 تغ الاحد وفي المانيا حتى 06,00 ت غ الاحد وفي فنلندا حتى 12,00 ت غ الاحد، وبريطانيا حتى 06,00 ت غ الاحد.

وفي بولندا اعلن عن اغلاق المجال الجوي حتى اشعار آخر. وتستعد البلاد وخصوصا مطار كراكوفيا (جنوب) لاستقبال اكثر من 80 وفدا اجنبيا الاحد للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس البولندي الذي قضى في حادث تحطم طائرة غرب روسيا.

ومددت رومانيا، كرواتيا، والبوسنة قيودها على الملاحة كما حدت اوكرانيا، وبيلاروسيا من استخدام المجال الجوي. واعلنت صربيا ومونتينيغرو عن اغلاق مجاليهما الجويين حتى اشعار اخر. غير ان اغلبية مطارات ايسلندا نفسها كانت تعمل.

ومددت شركة الطيران الالمانية لوفتهانزا حتى الساعة 12,00 تغ الاحد تعليق رحلاتها من المطارات الالمانية واليها. واتخذت شركة الرحلات المنخفضة التكلفة ريان اير الاجراء ذاته حتى الساعة 12,00 تغ الاثنين بالنسبة للرحلات القاصدة شمال اوروبا ودول البلطيق.

والغت بريتيش ايرويز الرحلات المتوسطة المدى الاحد مع مطاري هيثرو وغاتويك وهي تراقب الوضع بالنسبة الى رحلاتها الطويلة المدى. كما اعلنت براسلز ايرلاينز البلجيكية عن الغاء جميع الرحلات حتى ظهر (10,00 ت غ) الاثنين. ويحاول ملايين المسافرين عبر العالم العالقين ايجاد وسائل نقل بديلة للوصول الى وجهاتهم.

وقالت شركة النقل الحديدي يوروستار التي سيرت قطارات اضافية منذ الخميس، السبت ان وجهاتها ال 58 العاملة الجمعة حجزت بالكامل ما يعني تقديم الخدمة ل46 الف مسافر. وطوال الصباح شهدت محطة سانت بانكراس اللندنية تدفقا كبيرا للركاب في حين كان مكبر صوت يعلن انه "لم تعد هناك امكانية لشراء تذاكر او استبدالها".

واعرب غايتانو الايطالي الذي كان يفترض ان يسافر الجمعة من لندن الى روما وحصل على تذكرة قطار الى باريس، عن خشيته من ان تستمر معاناته قبل ان يصل الى ايطاليا بسبب اضراب عمال سكك الحديد في فرنسا.

كما تدفق الركاب على الرحلات البحرية، حيث تلقت شركة بي اند او 40 الف اتصال الجمعة ونقلت 6000 راكب مقابل 100 الى 200 في يوم جمعة معتاد في نيسان/ابريل. وحتى سيارات الاجرة شهدت الاقبال نفسه. وتلقت شركة اديسون لي طلبات للقيام برحلات من بريطانيا الى باريس وميلانو وامستردام وزيوريخ. ودفع رجال اعمال 800 يورو لرحلة بين بلفاست ولندن.

واعربت مجموعات متاجر كبيرة في بريطانيا عن مخاوف من انقطاع بعض الاغذية في حال طالت الازمة، لا سيما الفاكهة والخضار الطازجة. ولا يبدو ان ثورة بركان ايسلندا مرشحة لان تهدأ. كما حذر خبراء من انها يمكن ان تستمر عدة اسابيع على الاقل.

لكن عالمة جيولوجيا ايسلندية حذرت من احتمال حدوث ثورات اضافية في المستقبل القريب. ولم تسجل اي ضحية للبركان غير ان سحب الرماد التي يلفظها يمكن ان تحد من الرؤية وان تتسبب في اضرار في محركات الاجهزة حتى رغم تحليقها على ارتفاعات كبيرة. وشوهدت آثار الرماد في المملكة المتحدة دون ان تشكل تهديدا جديا للصحة.

وقدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة على حركة النقل الجوي ب 200 مليون دولار يوميا. ومن المتوقع ان يؤدي اغلاق المجال الجوي البريطاني، اذا ما طال امده، الى شح في بعض المواد الغذائية في بريطانيا ولا سيما الفواكه والخضار الطازجة، لكن شبكات المخازن الكبرى بدت مطمئنة السبت.

وقال كريستوفر سنيلينغ، احد المسؤولين عن جمعية شركات نقل البضائع "لم نصل الى حالة الشح بعد، لكن بعض الرفوف قد تبدا تتاثر اذا ما استمرت الحالة". واكدت الجمعية انها تمثل 50% من الاسطول البريطاني لنقل البضائع.

واضاف سنيلينغ "حتى ولو عاد كل شيء الى طبيعته في وقت قريب، فستكون هناك حالات اضطراب (في التموين) طيلة اسبوع الى اسبوعين حتى يعود كل شيء الى حالته الطبيعية". واعتبر انه "كلما طال اغلاق المجال الجوي، كلما كانت العواقب اكبر، ليس فقط بالنسبة الى الشركات وانما ايضا بالنسبة الى المزارعين في الدول النامية الذين تتوقف معيشتهم على تصدير منتجاتهم الى اوروبا".

وقد تشمل مشاكل التموين منتجات غذائية طازجة ولا سيما بعض الفواكه والخضار، وكذلك منتجات صيدلانية (لقاحات). واعلنت المخازن الكبرى البريطانية انها لم تسجل حتى الان اي مشكلة بسبب تعليق الرحلات الجوية.
في هذه الاثناء عبرت منظمة الصحة العامة عن قلقها من المخاطر المحتملة للرماد المتطاير من بركان إيسلندا على الجهاز التنفسي، وخاصة للأشخاص المصابين بمشاكل في التنفس.

ورغم أن المتحدث باسم المنظمة دانييل أبشتاين قال إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة لم تتأكد بعد من المخاطر الصحية من رماد هذا البركان، فإنه قال إن "أي مادة جسيمية مترسبة يجري استنشاقها إلى الرئتين تشكل خطرا على الناس، لذلك نشعر بالقلق إزاء هذا الشأن لكن ليس لدينا تفاصيل حتى الآن".

وأضاف أبشتاين أن "هذا أمر خطير جدا على الصحة لأن هذه الجزيئات عند استنشاقها يمكن أن تصل إلى المناطق المحيطة من القصيبات التنفسية والرئتين، ويمكن أن تسبب مشاكل، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الربو أو من مشاكل بالجهاز التنفسي".

وقال إنه يتفهم أن سحابة من هذا البركان ما زالت عالقة مرتفعة في الغلاف الجوي وأن الجزيئات لم تبدأ في الترسب على الأرض، لكنه أوضح أنه "عندما يحدث ذلك ستزيد المخاطر الصحية وينبغي أن يبقى الأشخاص الذين يعانون من الربو أو مشاكل تنفسية أخرى في أماكن مغلقة، أو أن يرتدوا أقنعة واقية إذا اضطروا للخروج كما هو الحال في أي حالة تلوث جوي أخرى".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف