اقتصاد

أهمية مميزة لشجرة الزيتون في حياة الفلسطينيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عصام المجالي من عمّان: ينظم مركز التجارة الفلسطيني (بال تريد) مشاركة عدد من شركات تسويق زيت الزيتون الفلسطينية في المعرض الدولي الثاني لمنتجات الزيتون والتكنولوجيا Iotex 2010 والذي سيقام في الأردن في الفترة 27-29 من شهر نيسان(ابريل) الحالي. وهذه المشاركة هي الثانية لفلسطين في معرض Iotex حيث شاركت ثلاث شركات في معرض عام 2008.

وقال أسامة أبوعلي مدير قطاع زيت الزيتون في المركز لـ إيلاف اليوم "تهدف المشاركة الفلسطينية إلى تعزيز العلاقات التجارية والفنية مع الأردن والاطلاع على احدث التقنيات المتعلقة بهذا القطاع الحيوي من معاصر وخطوط تعبئة وآلات ومعدات زراعية. كما أن المعرض يعتبر فرصة لترويج منتجات الشركات الفلسطينية للأسواق العربية والإقليمية حيث يجذب المعرض العديد من الشركات المهتمة ويفتح الأفاق نحو تسويق منتجاتنا.

وسيروج الجناح الفلسطيني منتجات ستة شركات ستقوم بعرض منتجاتها المختلفة من زيت زيتون وصابون حيث ستقوم بعض هذه الشركات بالتواجد في المعرض والبعض الآخر بإرسال عيناتهم وموادهم الترويجية.

قطاع الزيتون في فلسطين

وأوضح أبو علي "تحتل شجرة الزيتون أهمية مميزة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني حيث يشكل هذا القطاع احد المصادر الرئيسية للدخل الزراعي إذ تصل مساهمته في بعض السنوات إلى أكثر من 12% من قيمة الإنتاج الزراعي".كما يوفر الزيتون إحدى أهم المواد الاستهلاكية الأساسية للمواطن الفلسطيني والتي تعتبر أحد عناصر الأمن الغذائي وتشكل منتجات الزيتون المواد الخام للعديد من الصناعات المرتبطة بها مثل صناعة الجفت والصابون و الخشب.

وتشكل شجرة الزيتون ما يقارب 45% من مساحة الأراضي الزراعية في فلسطين وتعتبر الشجرة الأكثر انتشارا حيث تبلغ مساحة الزيتون 80% من مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الفواكه.

الانعكاسات السلبية

وأكد أبو علي أن قطاع الزيتون في فلسطين تعرض خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجملة من الانعكاسات السلبية المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك والتصنيع والتسويق وقد أدت هذه الانعكاسات إلى تأثيرات سلبية كبيرة على اقتصاديات هذا الفرع وبشكل خاص على ربحيته وإمكانيات تسويق الفائض منه في الأسواق المجاورة.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في فلسطين ما يقارب 900 ألف دونم جميعها بساتين بعلية تعتمد على الأمطار باستثناء عشرة آلاف دونم تحت الري والري المساعد في قطاع غزة و مناطق الأغوار وتقدر عدد أشجار الزيتون بحدود عشرة ملايين شجرة معظمها مزروع بأراضي جبلية وعرة لا تصلح لأنماط زراعية وإنتاجية أخرى أفضل من الزيتون.

ويبلغ إنتاج زيت الزيتون في فلسطين في السنوات الجيدة إلى أكثر من 35 ألف طن زيت وينخفض هذا الرقم إلى اقل من سبعة آلاف طن في السنوات قليلة الإنتاج وبشكل عام يقدر المعدل السنوي العام لإنتاج الزيت على مدار السنوات الثلاثين الماضية بحوالي 15 ألف طن.

تذبذب الإنتاج

وتعتبر ظاهرة تبادل الحمل في فلسطين من العوامل الرئيسية التي تسبب تذبذب حاد في الإنتاج بين سنة وأخرى وذلك لكون معظم الأشجار هرمة و بعمر كبير وتدني مستوى الخدمات الزراعية و الاعتماد الكلي على الأمطار.

وتقدر معدل الملكية للمزارع الفلسطيني من بساتين الزيتون في حدود 8 - 10 دونم وبذلك فان حوالي 100 ألف عائلة تعتاش جزئيا أو كليا على هذه الشجرة وتعتبر تفتت الملكية إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه هذا القطاع.

ومعظم مساحة الزيتون في فلسطين مزروعة بصنفين رئيسيين هما النبالي والصوري وهي أصناف ثنائية الغرض تصل فيها نسبة الزيت عند النضوج الكامل إلى 35% ويعتبر هذين الصنفين من أفضل الأصناف لإنتاج زيت الزيتون حيث يمتاز زيتها بنكهة وطعم فاخر جدا مع احتوائها على نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة وبذلك فان هذا الزيت يعتبر أكثر صحيا.

ويحول معظم إنتاج الزيتون في فلسطين لاستخلاص الزيت باستثناء 6-7 ألاف طن زيتون يتم تخليلها للأسواق المحلية وبالطرق التقليدية ويتم تصدير بضع عشرات الأطنان للخارج بصورة أمانات للجاليات الفلسطينية.

ويتراوح معدل استهلاك الفرد من زيت الزيتون في فلسطين بأربعة ليترات سنويا أي أن الكمية المعدة للاستهلاك المحلي تقدر بحدود 12-14 ألف طن زيت وتعتبر هذه السلعة مرنة نتيجة تأثرها بالعرض والطلب وارتفاع وانخفاض الأسعار.

معدل الاستهلاك

وقال أبو علي "لوحظ في السنوات الأخيرة انخفاض معدل الاستهلاك للفرد من زيت الزيتون مما تسبب في حدوث فائض في الزيت المنتج رافقه تقلص استيعاب الأسواق الخارجية في الدول المجاورة من الإنتاج الفلسطيني للزيت الأمر الذي أدى إلى انخفاض حاد في الأسعار".

وتعتبر تكلفة إنتاج زيت الزيتون في فلسطين عالية جدا بالمقارنة بالدول الاخرى المنتجة لهذه السلعة حيث تبلغ تكلفة اللتر الواحد ما يقارب الثلاث دولارات لآن عملية القطف تتم يدويا حيث يحتاج الدونم الواحد لأربعة أيام عمل. وتتأثر كلفة الإنتاج بحجم العمالة المستأجرة وحجم العمالة من داخل العائلة غير مدفوعة الآجر في حين يبلغ معدل السعر العالمي للزيت حاليا 3-4 دولار للتر.

مشاريع

ومنذ عام 2003، نفذ "بال تريد" عدة مشاريع في مجال تطوير قطاع الزيتون وترويجه في الأسواق العربية والدولية. وشهد القطاع تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القليلة السابقة بفضل العديد من المشاريع التي نفذت من قبل مؤسسات وطنية ودولية.

ومنذ عامين، يقوم المركز بتنفيذ "مشروع ترويج صادرات زيت الزيتون" الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية. حيث يسعى المشروع المنفذ من قبل أربعة مؤسسات وطنية إلى تحسين إجراءات الإنتاج والرقابة بالإضافة إلى تطوير الكفاءة على طول السلسلة الإنتاجية باستخدام أعلى المقاييس الدولية في صناعة زيت الزيتون.

ويستهدف المشروع بميزانيته البالغة 25 1مليون يورو أكثر من 1000 من صغار المزارعين المنضوين في حوالي 30 تعاونية في الضفة الغربية وعلاوة على ذلك سوف يستهدف 15 معصرة و8 شركات مصدرة.ويقوم بتنفيذ المشروع أربعة مؤسسات وطنية هي مركز التجارة الفلسطيني بال تريد واتحاد المزارعين ألفلسطيني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف