اقتصاد

أسعار الفولاذ في أوروبا تجر صناعة قطع السيارات الى القاع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يتحرك ارتفاع أسعار الفولاذ بسرعة كي يشكل حائطاً تصطدم به صناعة قطع السيارات وانتعاشها المنشود.

برن: من المتوقع أن تزيد تكاليف انتاج قطع السيارات وقطع غيار السيارات للعام الجاري ، بسويسرا وحدها، 8 بليون فرنك سويسري. كما أن غلاء تصنيع أنابيب وصفائح الفولاذ حض منتجي قطع السيارات، في كل من ايطاليا وسويسرا وألمانيا والنمسا، على رفع أسعار السلع 30 الى 60 في المئة، دفعة واحدة. وبرغم الحاح الزبائن على تخفيض هذه الأسعار 5 في المئة الا أن الرد على طلباتهم ما زال سلبي. والا فان العديد من هؤلاء المنتجين سيغلقون أبواب شركاتهم!

بالنسبة لشركة سويسرية متوسطة الحجم، أي أنها تحتضن نحو 50 موظفاً وتبلغ القيمة السنوية لمبيعاتها حوالي 10 مليون فرنك سويسري، فان ارتفاع أسعار الفولاذ عالمياً بات يشكل تهديداً مباشراً على مستقبلها. كما أن أسعار المعادن الحديدية، التي يتحكم بها عمالقة التنقيب عن المعادن واستخراجها كما فالي وريو تينتو وبي اتش بي، يتم تحديدها اليوم كل ثلاثة شهور بدلاً من السنة كما كان معمول به في السابق. ما يربك المنتجون الذين تستأثر أنشطتهم بحوالي 3 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي، هنا. كما بدأ العديد من رجال الأعمال السويسريين، الذين يقودون صفقات تجارية مربحة مع الدول المجاورة، وأولها ألمانيا، الانخراط في مجالات أخرى، لتنويع أنشطتهم. ويُعزى ذلك الى شعورهم بأن مفاجآت غير مستحبة، في قطاع غيار العربات، تلوح لهم في الأفق.

في هذا الصدد، ينوه دييغو كارون، مدير شركة (Caron Aamp;D)، بأنه في كل مرة ترتفع فيها أسعار الفولاذ بنسبة واحد في المئة فان التكاليف على منتج قطع العربات تزيد بدورها، في أي دولة أوروبية غربية، ما لا يقل عن 130 مليون يورو. ما يعني أن زيادة أسعار الفولاذ حالياً، بنسبة 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ستجلب معها على منتجي قطع العربات، بأوروبا وسويسرا، تكاليف اضافية خانقة سترسو على 15 بليون يورو تقريباً. في العام الماضي، أي في خضم الازمة المالية، استثمرت الشركات المنتجة لقطع السيارات أكثر من 12 بليون يورو لشراء الفولاذ. ما يعني أن الاستثمارات لغاية نهاية هذه السنة، لشراء الفولاذ، قد تتخطى 27 بليون يورو ان أضفنا اليها ما تم استثماره في العام المنصرم. في المقابل، فان هامش التشغيل، أي مدى مدخول الشركات من ايرادات المبيعات، لدى منتجي قطع السيارات لم تتحسن. وهي ترسو الآن على 9 في المئة. فالفولاذ يستأثر ب60 الى 65 في المئة من السعر الاجمالي لكل سيارة جديدة. وكلما زاد سعره كلما تآكل هامش التشغيل هذا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف