اقتصاد

النقل الجوي الأوروبي سينحصر داخل ثلاث شركات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من برن (سويسرا): دخلت شركات الطيران الأوروبية أولى المراحل المتعلقة بتوطيد بنيتها التحتية. وعلى غرار ما يحصل في قطاع السيارات، يؤكد العديد من الخبراء أن سوق النقل الجوي في أوروبا سيهيمن عليها عدد محدود من الشركات.
وسينحصر هذا العدد في ثلاث شركات، هي مجموعة "إيرفرانس - كا ال ام" (Air France-Klm) الفرنسية الهولنية، ومجموعة "بريتيش إيرويز - أيبيريا" البريطانية الأسبانية، ومجموعة لوفتهانزا الألمانية، التي تحتضن أربع شركات أخرى هي "سويس" و"بي ام آي" و"جيرمان وينغز" و"أوستريا إيرلاينز" النمساوية.

أما على صعيد شركة "أليتاليا" الجوية الإيطالية، فإن مصيرها ما زال مجهولاً، ولا يستبعد المحللون أن تمسي هذه الشركة فرنسية بالكامل أو فرنسية-ألمانية. وفي الوقت الحاضر، تستأثر شركة "إيرفرانس" بحصة أسهم داخل أليتاليا. وما زالت شركة لوفتهانزا تعتبر أن أي استثمار داخل أليتاليا يشكّل خطراً على موازناتها. مع ذلك، يحالف الحظ لوفتهانزا التي نجحت في انتزاع شركة النقل الجوي السويسرية "سويس إير" من الموت المحتم، محوّلة الأخيرة إلى فرع سويسري تابع لها، يعمل تحت الاسم التجاري "سويس" (Swiss).

برغم الأزمة المالية، التي اشتدت حدتها على سوق النقل الجوي المدني، في العام المنصرم، نجحت شركة "سويس" في تحقيق عائدات رست على 146 مليون فرنك سويسري، مقارنة بـ472 مليون فرنك سويسري في عام 2008. كما ارتفع عدد المسافرين مع الشركة بنسبة 2.4 %، ليصل عددهم الكلي في عام 2009 إلى 13.8 مليون مسافر.

لكن ذلك لم يكن كافياً لإعطاء الزخم اللازم لحركة المبيعات، التي انكمشت بنسبة 17 %، كي يرسو مجموعها على 4.363 تريليون فرنك سويسري. وفي ما يتعلق بنسبة إشغال طائرات شركة "سويس"، في العام الماضي، المعروفة باسم "لوكال فاكتور" (Local Factor)، فإنها رست على 80.1 % مقارنة بـ80.3 % في عام 2008.

وقدّر معدل هذه النسبة، لدى شركان الطيران الأوروبية، داخل أوروبا، بـ 74.1 % في العام الماضي مقارنة بـ72.1 % في عام 2008. أما على صعيد رحلات هذه الشركات، القاطعة للقارات، فإن هذا المعدل قفز من 83.2 %، في عام 2008، إلى 84.2 %، في العام الماضي.

ويشير هولغير هيتي (Holger Haetty)، مدير القسم التجاري في شركة "سويس"، لصحيفة "إيلاف" إلى أن أرباح الشركة تراجعت طبيعياً تحت وطأة الأزمة المالية. فالمسافرون تفادوا شراء بطاقات الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، واختاروا بالتالي الدرجة الاقتصادية. علاوة على ذلك، اضطرت شركة "سويس" إلى تخفيض أسعار تذاكرها.

كما إن مصرف "يو بي اس" منع موظفيه ومديريه من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية هرباً من تسرب أي معلومات حساسة حول العملاء الأميركيين، الذين يمتكلون أرصدة مصرفية في سويسرا. ما جلب معه تداعيات سلبية إضافية على حركة مبيعات "سويس". ولحسن الحظ، يشير هيتي إلى أن تراجع أسعار النفط لعب دوراً في تقويض مفعول الأزمة المالية على الشركة.

فبالنسبة إلى الربع الأول من العام، يتوقف هيتي للإشارة إلى انتعاش مبيعات بطاقات الدرجة الأولى. ويكمن هدف "سويس" في بلوغ مستوى العائدات التي حققته في عام 2008، الأفضل بكثير مما جنته في العام الفائت. وبالطبع، ستتأثّر حركة الطيران حول العالم، بغضب البراكين. ويكفي النظر إلى بركان أيسلندا، الذي كبّد شركة "سويس"، في يومين فقط، خسائر بلغت قيمتها 35 مليون فرنك سويسري.

في مطلق الأحوال، تأخذ شركات الطيران الأوروبية، ومن ضمنها "سويس"، بالاعتبار اشتداد المنافسة المتأتية من شركات الطيران الرخيصة، من جهة، ونمو قطاع النقل الجوي في الإمارات العربية المتحدة، التي دخلت شركاتها حلبة التنافس الدولية، من جهة أخرى. في كلتا الحالتين، تعمل "سويس" على عرض منتجات تنافسية من حيث السعر والخدمات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف