محمد الفايد يبيع تاج امبراطوريته التجارية «هارودز»

تخلى الملياردير المصري محمد الفايد عن متجر "هارودز" الشهير لصالح "قطر هولدينغ" المملوكة للعائلة القطرية الحاكمة، بموجب صفقة بلغت قيمتها حوالى 2.3 مليار دولار، ويعتبر المتجر الذي يقع في قلب العاصمة البرطانية لندن "تاج" امبراطورية الفايد التجارية.

بعد المعلومات التي تسربت حول قيام الملياردير المصري محمد الفايد ببيع متجر "هارودز" الشهير، والذي يوصف بـ"تاج إمبراطورية الفايد التجارية" باتت قضية البيع مؤكدة بشكل نهائي، بعد أن أصدر الفايد بيانا عبر "لازارد انترناشونال"، وهو بنك استثماري معني بصندوق الأسرة، أعلن فيه بيع متجر "هارودز" الشهير عالميا في حي نايتسبريدج في قلب لندن لـ"قطر هولدينغز" المملوكة للعائلة القطرية الحاكمة.

محمد الفايد

تبعا للمعلومات المتوفرة عن محمد الفايد فقد ولد في 27 يناير (كانون الثاني) 1933 في مدينة الاسكندرية في منطقة راس التين من أب بسيط كان يعمل مدرسا للغة العربية. وتنقل في شبابه الباكر بين عدة أعمال.

وتبعا للموسوعة الحرة "ويكيبيديا" فقد تزوج أولا (1954 - 1956) من سميرة خاشقجي الكاتبة وشقيقة رجل الأعمال السعودي المعروف عدنان الذي ساعده على الدخول في تجارة الاستيراد في المملكة. وقد أنجبت له سميرة ابنه عماد "دودي" الذي قتل مع الأميرة دايانا في باريس في 31 أغسطس (اب) 1997. وفي 1985 تزوج الموديل الفنلندية السابقة هايني ووثين وله منها أربعة أبناء وحفيدان.

وتبعا للموسوعة أيضا فقد أصبح لاحقا مسؤولا عن ثروة سلطان بروناي وأقنعه باستثمار أمواله في إنكلترا. لكنه جمع ثروته الحقيقية في دبي قبل أن ينقل نشاطه إلي بريطانيا ويستقر بالإقامة فيها منذ عام 1974. وفيها اشتري فندق "دورشيستر" اللندني الشهير، وحقق ثروة بعد شرائه فندق "ريتز" الفخم في باريس العام 1979.

وفي 1984 اشترى، مع أخويه علي وصلاح، 30 في المائة من أسهم "هاوس اوف فريزر" مالكة " هارودز" ثم بقية الأسهم العام التالي من تايني رولاند في صفقة مذكورة بالمعركة القضائية الشرسة التي استعرت بينهما. ويقال إن هذه الصفقة ضاعفت ثروته ثلاث مرات. ولاحقا صار مالك نادي "فولهام" اللندني الذي يلعب في دوري الدرجة الممتازة.

ومن المواضيع المثيرة للجدل في حياته اتهامه في المحكمة الأمير فيليب - زوج الملكة - وقصر باكينغهام بـ"تدبير" الحادث الذي أدى الى مقتل الأميرة ديانا وصديقها ابنه دودي. وقال الفايد إن فيليب والقصر "أقدما على هذه الجريمة منعا لزواج كان مرتقبا بينهما". ورداً على ذلك قرر القصر سحب الشعار الملكي الذي ظل يزين صدر هارودز لعقود طويلة.

هارودز
- أسسه تشارلز هنري هارود العام 1834 في ستيبني في الحي الشرقي من لندن قبل أن ينتقل به الى مكانه الحالي في برومبتون رود، نايتسبريدج، في 1849.

- أكمل الفايد شراءه في 1985 بمبلغ 615 مليون جنيه (925 مليون دولار وقتها).
- يقوم المتجر على مساحة 18 ألف متر مربع وتبلغ أقسام مبيعاته 330 دائرة تشغل مساحة 90 ألف متر مربع في مختلف طوابقه. ويذكر أن "سيلفريدج" في أوكفورد ستريت هو ثاني أكبر متجر بريطاني من حيث مساحة الأرض التي يقوم عليها إذ تبلغ 50 ألف متر، أي ما يزيد قليلا عن نصف مساحة هارودز.
- يوظف المتجر أكثر من 5 آلاف من العاملين.

- في 1983 قتل 6 أشخاص في هجوم إرهابي نفذه "الجيش الجمهوري الآيرلندي" (آي آر ايه) أمام المتجر.
- سكان بلدة اوتوراهانغا الصغيرة في نيوزيلندا يغيرون اسمها الى"هارودز فيل" (Harrodsville) في العام 1986. وكان هذا احتجاجا على تهديد قضائي وجهه الفايد لشخص فيها يدعى هارود أطلق على متجره الصغير اسم "هارودز". صحافة التابلويد الشعبية البريطانية تكيل السخرية على الفايد الذي يضطر إلى سحب تهديده تحت هذا الضغط.
- في 1994 ينعتق المتجر عن ملكية "هاوس اوف فريزر" التي تُعوّم في البورصة ويبقي المتجر نفسه مملوكا للفايد.

- عمر، أصغر أبناء الفايد، ينضم الى مجلس إدارة المتجر في 2006.
- ملكية "هارودز" تؤول الى "قطر هولدينغز" في صفقة بمبلغ 1.5 مليار جنيه استرليني (2.3 مليار دولار).

وتلا البيان كين كوستا، رئيس مجلس إدارة البنك الاستثماري الذي قدم المشورة للفايد بشأن الصفقة، على وسائل الإعلام البريطانية التي بثته قرابة الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينيتش. وجاء في البيان:"بعد 25 عاما في رئاسة إدارة هارودز، قرر محمد الفايد التقاعد من أجل قضاء وقت أكبر مع أبنائه وأحفاده. ومع اتخاذه قرار التقاعد، سعى الفايد إلى الاطمئنان إلى ضمان استمرار التركة والتقاليد التي شيدها في هارودز، والى أن فريق العمل الذي جمعه سيجد التشجيع على الرقي بالأساس الذي وضعه للمتجر".

ومضى البيان قائلا: "ستصبح "قطر هولدينغز" المالك الخامس لهارودز منذ تأسيسه في العام 1840. وقد اختار الصندوق (التابع لأسرة الفايد) قطر هولدينغ بالتحديد لقناعته بأنها تملك الرؤية الثاقبة والقدرة المالية بما يكفي لضمان ازدهار هارودز على المدى الطويل".

وكانت تكهنات محمومة قد ثارت صباح السبت حول الصفقة وكادت تغطي على تطورات الوضع السياسي الغامض في بريطانيا. وجاءت هذه التكهنات في أعقاب ما أورده، مارك كلاينمان، محرر شؤون حي المال اللندني "السيتي" في فضائية "سكاي نيوز" الإخبارية ويفيد أن الفايد باع "هارودز" بأكثر من 1.5 مليار جنيه (حوالي 2.3 مليار دولار) للعائلة القطرية الحاكمة.

وتبعا لكلاينمان، فقد قدمت العائلة الحاكمة عرضها لشراء المتجر الشهير قبل عدة أسابيع، لكن الفايد رفضه وقتها. ويذكر أن الملياردير المصري يملك أيضا نادي "فولهام" الانكليزي لكرة القدم إضافة الى درر أخرى في العاصمتين البريطانية والفرنسية.

وقال كلاينمان إن الفايد والعائلة القطرية الحاكمة وقعا على الصفقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفا أنه استقى خبر البيع مباشرة من كين كوستا، رئيس مجلس إدارة "لازارد انترناشونال".

ويذكر أيضا أن بعض الصحف البريطانية أوردت أنباء في أواخر مارس (اذار) الماضي أنباء تفيد أن "القطريين والليبيين" يحاولون شراء المتجر الشهير. لكن محمد الفايد أعلن أنه لن يبيعه البتة "لأنه يمثل الهرم الذي بناه في بلاد الانكليز ويريد ان يُدفن فيه بعد عمر طويل"، على حد قولها.

وقد اشترى الفايد متجر هارودز في العام 1985 بقيمة 615 مليون جنيه. وبلغت قيمة الصفقة 1.5 مليار جنيه استرليني وأُبرمت في وقت مبكر من صباح اليوم السبت. ويعتبر متجر هارودز الذي يقع في حي نايتسبردج في لندن أحد أفخر المتاجر في بريطانيا والعالم حيث يعود تاريخ إنشائه لعام 1851 ويرتاده حوالى 15 مليون شخص سنويا.

وتشمل قائمة ملكيات محمد الفايد أيضا نادي فولهام لكرة القدم.

وكان الفايد قد قاد حملة استمرت لعشر سنوات لاثبات وجود مؤامرة كانت تقف وراء مقتل الأميرة ديانا ونجله عماد الفايد في 1997.

ورغم إقامته في المملكة المتحدة على مدى عشرات السنوات، فقد رفضت السلطات بشكل متكرر منحه الجنسية البريطانية.