منتدى أعمال الشباب الأول ينطلق الأحد في المنامة

لطالما اهتمت غرفة تجارة وصناعة البحرين بالدماء الشابة، عبر تأسيس لجنة خاصة معنية بهؤلاء من أبناء العائلات التجارية أو أولئك رواد الأعمال، ومع الدورة الجديدة لغرفة تجارة وصناعة البحرين، ودخول وجوه جديدة لمجلس إدارتها، بدأت اللجان بالتشكل والاجتماع ووضع الخطط والبرامج التي ستسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافها.

المنامة: عكفت لجنة شباب الأعمال في غرفة وتجارة البحرين في دورتها الحالية الجديدة على وضع خطط لعمل اللجنة خلال العامين المقبلين، التي من بينها تكثيف اللقاءات بين رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع والجهات الحكومية، تستهدف أعضاء غرفة تجارة وصناعة البحرين، وشباب الأعمال، وملاك أو شركاء في مؤسسات خاصة، والطلبة أصحاب التخصصات التجارية والصناعية.

وتهدف اللجنة إلى تشجيع ريادة الأعمال وخلق فرص العمل الجديدة ووضع فئة الشباب على خريطة تجار البحرين، وتسليط الضوء على دور ومساهمة شباب الأعمال في اقتصاد المملكة، إضافة إلى إبراز النجاحات والانجازات للشخصيات اللامعة، وتقريب المسافة بين شباب الأعمال والتجار ومسؤولين الحكومة وخلق الجو الودي بين الطرفين، وبث روح المثابرة والاجتهاد لشباب الأعمال بشكل عام.

فجاءت فكرة إقامة ملتقى مشترك يسلط الضوء على التطلعات ومناقشة التحديات التي تواجه شباب الأعمال وتعزيز دورهم في تطبيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، بعنوان "خطوات نحو النمو" وتحت شعار "معاً لازدهار البحرين"، الذي يبدأ أعماله اليوم الأحد برعاية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبتنظيم كل من غرفة تجارة وصناعة البحرين و"تمكين".

وفي حديث له، قال رئيس لجنة الشباب في الغرفة خالد الأمين "إن الملتقى سيتركز حول تمكين الشباب المبدع، وتشجيع المتخرجين الجدد على خوض غمار العمل الحر وخلقه والإبداع فيه، كما سنعمل على تحقيق الدعم للشباب الذين أسسوا أعمالهم الخاصة لمساعدتهم في سوق متلاطم الأمواج، فتمكين الشباب المبدع هي إحدى الأولويات، وتطوير أنفسهم وتطوير حياتهم التجارية، ونشر الوعي التجاري بين الشباب، ودور الغرفة في رعاية الشباب وتشجيعهم، إضافة إلى التقارب بين التجار المخضرمين والتجار الشباب ورواد الاعمال".

وأضاف "نسعى إلى دعم 500 إلى 1000 شاب وشابة للدخول إلى سوق العمل كرواد أعمال خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال تعريفهم بالمجتمع التجاري والإجراءات التجارية لتأسيس الشركات وتشجيعهم على تكوين شركاتهم وتكوين أنفسهم، ودعمهم لدخول العالم التجاري، إضافة إلى تعريفهم بالمعوقات والتحديات التي ستواجههم في القطاع التجاري".

وأكد الأمين على أن الشراكة بين الغرفة عبر لجنة شباب الأعمال و"تمكين" يعكس الاهتمام بقطاع شباب الأعمال وتشجيعه ودعمه بما يرسخ قيم المبادرة والتميز والابتكار وتبادل الخبرات والتجارب وتهيئة المجال لنمو طاقات شباب الأعمال وسط خريطة الأعمال المتغيرة والمناخ الاقتصادي المتبدل، الذي أصبح محاطاً بالتحديات التي يجب مواجهتها بشكل مدروس.

وثمّن الأمين رعاية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مؤكداً أن "هذه الرعاية تعكس الاهتمام بقطاع شباب الأعمال وتشجيعه ودعمه بما يرسخ قيم المبادرة والتميز والابتكار وتبادل الخبرات والتجارب"، مشدداً على أن الشباب هم الترجمة العملية لآفاق الغد وأمل المستقبل، ومن هذه الزاوية وضعت الرؤية الاقتصادية للبحرين قطاع الشباب ضمن أحد مرتكزاتها.

وتتلخص أهداف الملتقى كما تم الإعلان عنها في إلقاء الضوء على تطلعات شباب الأعمال والتحديات التي تواجه هذا القطاع، والدفع بالشباب في محفل مجتمع الأعمال وتشجيعهم على ولوج قطاع الأعمال، وتوفير حلقة الوصل بين المبادرات ومشاريع الشباب والتمويل، وتوعية شباب الأعمال بالفرص الاستثمارية المتاحة ومتطلبات الاستفادة منها، ونشر ثقافة المستثمر الناشىء في أوساط الشباب البحريني، وتفعيل مقومات استثمار التوسع في النشاط الاقتصادي وفق مقتضيات رؤية البحرين الاقتصادية، التي تشجع على تمكين إيجابيات مفهوم العمل الحر في أوساط الشباب.

يتحدث في المؤتمر الذي يقام للمرة الأولى متخصصون من داخل البحرين وخارجها، ويتضمن ورش عمل تتناول محاور عدة، من بينها: أسس قيام مشروع تجاري ناجح، وتحديات العمل التجاري، ودور "تمكين" في تعزيز دور الشباب وتهيئة الفرص أمامهم.

وعاد الأمين ليؤكد على أن الإبداع والابتكار في مجال الأعمال هو المحرك الذي يدعم الإنتاجية، ويحدد وجهة الأعمال في السنوات المقبلة، وأن المفاهيم والأفكار الجديدة التي سيتم مناقشتها في الملتقى ستفيد أصحاب المشاريع في البحرين من الشباب وأولئك الراغبين في تبني مشاريع جديدة وفرص عمل تعزز نمو مؤسسات القطاع الخاص.

وعن نشاط اللجنة الذي ينطلق بتنظيم ملتقى شباب الأعمال الأول، أشار الأمين إلى أن اللجنة تسعى عبر مثل هذه الفعاليات إلى احتضان الشباب الطموح ومساعدته في التعايش مع مختلف متطلبات الانخراط في أسواق العمل بصفة ريادية، والإسهام في ضخ السوق بمختلف فرص العمل الجديدة، وتوفير البيئة الخصبة والمناخ المناسب لتطوير الأفكار الإبداعية التي يحملها الشباب في مجال الأعمال، وذلك عبر تشكيل مظلة تنضوي تحتها مختلف مؤسسات القطاع الحكومي والخاص، والتي لها علاقة بتسهيل تأسيس الأعمال، بشكل يساعد جلياً في توجيه الشباب نحو الاستراتيجيات المطبقة في أسواق المال والأعمال، وما يتعلق بتلك الاستراتيجيات من أمور إدارية ودعم استثماري.

ولفت الأمين إلى أن قائمة المتحدثين تضفي أهمية خاصة، لكونهم من أصحاب الباع الطويل في كل ما يخص دعم شباب الأعمال وتعزيز دورهم وتوجيههم نحو ما يفتح لهم آفاقاً جديدة من العمل والتميز والابتكار، وهم الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة طلال الزين، والرئيس التنفيذي لمشروع سلفر في الحكومة السنغافورية لي جون، وهو مشروع معني بتطوير ريادة الأعمال في سنغافورية، ود. سائر بن عماد ممثل مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما سيعرض أحد رواد الأعمال، يوسف النجار قصة نجاحه، وهو رائد أعمال بنى مشروعه الذي يعتمد على التكنولوجيا والابتكار بمساندة من تمكين والجهات الأخرى في المملكة.

وبيّن الأمين أن الإقبال على التسجيل للمتلقى من قبل الشباب والشابات كان غير متوقع، فخلال الأيام القليلة من فتح باب التسجيل بلغ عدد المسجلين في الملتقى 650 شاب وشابة من طلبة الثانوية والجامعة، وكذلك من الراغبين في فتح مشاريعهم الخاصة بأفكار جديدة تتناسب وحاجة السوق، مع العلم أن المقاعد التي يوفرها الملتقى للحضور هي 850 مقعداً. وتمنى رئيس لجنة شباب الأعمال في غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين في نهاية حديثه أن ينجح الملتقى في تحقيق أهدافه وتوجيه وإقناع عدد من المشاركين في الملتقى ببدأ مشروعاتهم الخاصة وريادتهم لأعمالهم وخلق المزيد من فرص عمل في السوق البحريني.