قلق الديون الأوروبية شكّل نكبة للأسواق العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شهدت السوق نكبة الخميس بعودة التعامل في الذهب فوق مستوى 1200، مع تفجّر القلق بشأن الديون السيادية الأوروبية.
دبي - إيلاف: شهدت الأسواق المالية واحداً من أشد الأسابيع مأساوية منذ سنوات، فيما فجّر القلق بشأن الديون السيادية طوفانًا من عمليات تقليص المخاطر.
وكان اليورو عرضة للضغط طيلة الأسبوع الماضي، بحسب تقرير لساكسو بنك، فيما كانت السوق تنظر بارتياب إلى عملية إنقاذ اليونان، وتلا ذلك تجدد ضغوط البيع على أسهم البنوك والديون الحكومية الأوروبية الجنوبية، حيث دفع المستثمرون، الذين يبحثون عن ملاذ آمن من هذه الاضطرابات عوائد السندات الحكومية أجل 10 سنوات في ألمانيا إلى التراجع، وتحقيق انخفاض قياسي بلغ 2.8 %.
إلا أن ساكسو يرى أن البيع المكثف الذي دفع مؤشر داو جونز إلى فقدان ما يقارب 1000 نقطة يوم الخميس سيكون هو الذكرى الباقية من هذا الأسبوع؛ حيث كان استهلال جلسة تعاملات الخميس ضعيفًا، نظراً إلى أن المتعاملين كانوا يراقبون فصول الاضطراب المتوالية في أثينا على شاشاتهم، ثم حدث بعد ذلك انهيار في السوق هو الأشد مأساوية وإثارة للدهشة منذ انهيار 1987.
وقد تبين في ما بعد أن سلسلة من الأخطاء في التعاملات هي التي فجرت الذعر على منصات التعاملات الإلكترونية مع اختفاء العروض. كما تسبب غياب آليات ضبط السوق في انخفاض حوالي 300 سهم بنسبة تزيد على 60 %، كما وصل بعضها إلى أدنى سعر ممكن، وهو 1 % فقط، قبل معاودة الارتداد إلى قرب مستوى سعرها الأصلي. وسيكون المستثمرون في حالة ترقب صدور ردود من السلطات بشأن طبيعة ما حدث وكيف يمكن منع تكراره.
وأدت البيانات الشهرية الخاصة بالبطالة في الولايات المتحدة إلى تهدئة الأسواق نوعًا ما، حيث كانت فرص عمل المتوافرة أكبر من التوقعات. وقد استمر التوتر، فيما صارت المخاوف بشأن تجمد النظام المصرفي من جديد خطراً ماثلاً، مما يترك مجالاً محدوداً لحدوث اتجاه صعودي على المدى القريب.
ويلفت التقرير إلى أن السلع كان لها القسم الأكبر من بيع التصفية، فيما أطلق النفور من المخاطر ونقص السيولة اتجاهات منعكسة في القطاعات كافة. وقد تمكن الذهب من تحقيق مكسب ضئيل خلال الأسبوع، ساعده في ذلك وضعه باعتباره ملاذا آمنًا، ولكنه ناضل أيضاً في خضم استمرار القوة التي شهدها الدولار الأميركي. وقد عانى كل من النفط الخام والبنزين انخفاضات من خانتين، فيما أدى التعافي الضئيل في أسعار النفط في الولايات المتحدة والمخاوف من ارتفاع سخونة الاقتصاد في الصين إلى دفع الأسعار إلى الانخفاض.
وخلال الشهر الماضي، ذكر التقرير أن النفط الخام لامس مستوى ما فوق مستوى 87 دولاراً أميركياً للبرميل، وتراجع عنه ثلاث مرات، مما أطلق تقنيًا بيع تصفية لجني 7 دولارات، بمجرد أن تلاشى القاع الذي بلغه النفط أخيراً عند 81 دولاراً أميركيًا للبرميل. وقد أدى دعم خط الاتجاه، الذي يعود لشهر يوليو/تموز 2008 عند مستوى 74.30 دولاراً أميركياً للبرميل، إلى وقف هذا التحرك.
ويتوقع التقرير الآن حدوث بعض التعزيز دون مستوى 81 دولاراً أميركيًا للبرميل. وعلى المدى الطويل، امتد المتوسط المتحرك لمدة 100 أسبوع انخفاضًا عبر الـ200 أسبوع، تاركاً مجالاً ضئيلاً لحدوث ارتفاع. وسيكون مستوى 74.30 حاسمًا في تحديد ما إذا كانت هذه السوق في طريقها لتشهد مزيداً من الضعف خلال الأسابيع المقبلة.
لم يلحظظ ساكسو أن الأداء القوي للذهب كان مفاجئًا، على الرغم من قوة الدولار الأميركي وضعف ما سواه. وشهدت السوق نكبة يوم الخميس الماضي بعودة التعامل في الذهب فوق مستوى 1200 دولار أميركي للأوقية، ويبدو المعدن الأصفر الآن عازماً على معاودة ملامسة ذروته التي بلغها في ديسمبر/كانون الأول الماضي عند 1226.50 دولاراً أميركيًا للأوقية. ويتراوح نطاق التعاملات الحالي بين 1215 و1160 دولاراً أميركيًا للأوقية، مع دعم إضافي عند مستوى 1192 دولاراً أميركيًا للأوقية.