اقتصاد

الملاحة الجوية في جنوب أوروبا ما زالت مضطربة بسبب البركان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لشبونة: ما زالت حركة الملاحة الجوية مضطربة الأحد في جنوب أوروبا، وتحديداً في البرتغال، بسبب سحابة جديدة من الرماد المتصاعد من البركان الأيسلندي، بعد سحابة أولى شلّت الفضاء الأوروبي على مدى أسبوع في منتصف نيسان/أبريل.

وتوقّع معهد الأرصاد الجوية البرتغالي أن تمتد سحابة الرماد البركاني الجديدة بحلول مساء الأحد "على كامل شمال البرتغال ووسطها، بما في ذلك لشبونة".

وأوضح جواو أندرادي من المعهد لفرانس برس أن السحابة غطّت صباح الأحد منطقة شاسعة تمتد "من أرخبيل الأزور البرتغالي إلى شمال غرب شبه الجزيرة الأيبيرية". وأضاف أن السحابة "يفترض أن تنتقل جنوباً، وتطاول قبل نهاية النهار كامل مناطق شمال الأراضي البرتغالية ووسطها، بما في ذلك لشبونة".

وأشار أندرادي إلى أن "شريط الغيوم يمتد حالياً على آلاف الكيلومترات من الغرب إلى الشرق، لكنه ليس عريضاً جداً، إذ يقدر عرضه بحوالي 300 كلم". لكنه لفت إلى أن كثافة السحابة "كافية" لمنع الملاحة الجوية في المنطقة بكاملها، كما في جزر الأزور وبورتو، حيث علّقت كل الرحلات الجوية حتى الساعة 23:00 تغ على أقل تقدير، بحسب الوكالة البرتغالية للملاحة الجوية.

وتوقعت المنظمة الأوروبية للملاحة الجوية "يوروكونترول" "انحسار" المنطقة التي تغطيها السحابة الأحد، وأعلنت في بيان أنه "من المتوقع أن تنحسر المنطقة التي تطاولها سحابة الرماد خلال النهار، وأن تفتح بعد ذلك معظم المطارات المغلقة حالياً". لكنها حذّرت من أن الرماد البركاني ما زال "يعوق إلى حد كبير المجال الجوي الأوروبي".

وأعلنت الهيئة المسؤولة عن تشغيل المطارات البرتغالية عن إلغاء 223 رحلة في البرتغال حتى الساعة 11:00 تغ الأحد، مشيرة إلى تعليق 119 رحلة في بورتو، و71 في لشبونة، و25 في الأزور، وثمانية في ماديرا، لكنها أفادت عن استئناف الرحلات في بورتو في الساعة السادسة تغ الاثنين.

وكانت وكالة الملاحة الجوية حذّرت مساء السبت من أن سحابة الرماد قد تنتقل جنوباً، وتؤدي إلى "حظر عمليات" جوية في لشبونة، حيث ينتظر وصول البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء، في زيارة للبرتغال، تستمر أربعة أيام، ستكون الأولى لهذا البلد. وأكد المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي الأحد لفرانس برس أن الزيارة ستجري في موعدها، موضحاً أنه "ليس من المقرر في الوقت الحاضر إجراء أي تغيير في برنامج" البابا.

وفي إيطاليا، أغلق المجال الجوي فوق شمال غرب البلاد بكامله صباح الأحد، ما أثار اضطرابات شديدة في حركة الملاحة في مطارات تورينو وميلانو. وألغت سلطات الطيران المحلية 137 رحلة قبل الظهر في مطار ميلانو-مالبنسا، و161 رحلة في ميلانو-ليناتي، وثلاثين رحلة في تورينو.

ولم تطاول الاضطرابات الرحلات المتوقفة في البندقية وتريستي وريميني والمتوجهة إلى المناطق السياحية. وفي مطار روما-فيوميتشينو، ألغيت عشر رحلات متوجهة إلى شمال إيطاليا. وأعلنت هيئة الطيران المدني الإيطالية أنه سيعاد فتح المجال الجوي فوق شمال غرب البلاد في تمام الظهر تغ.

وفي أسبانيا، بقيت أربعة مطارات في شمال غرب البلاد مغلقة الأحد حتى الساعة 14:00 تغ "على الأقل" بسبب "استمرار" سحابة الرماد، على ما أعلنت هيئة المراقبة الجوية "أينا". ويشمل هذا الإجراء مطارات سانتياغو دي كومبوستيل وفيغو ولا كورونيا وسلمنكا. وألغيت السبت ما يزيد عن 900 رحلة في أسبانيا، بسبب إغلاق عشرين مطار في شمال البلاد، ومنها مطار برشلونة.

وفي فرنسا، ألغيت الأحد حوالي سبعين رحلة في مطارات عدة، معظمها متوجهة إلى شمال إيطاليا والبرتغال، غير أن سحابة الرماد البركاني لم تطاول المجال الجوي الفرنسي، بحسب مصادر ملاحية. والمطارات التي طاولها إلغاء الرحلات هي مطارات باريس ونيس (جنوب شرق)، وليون (وسط شرق)، وبوردو وتولوز (جنوب غرب).

وفي أيرلندا، أعلنت سلطات الطيران المدني الأحد إغلاق المجال الجوي فوق غرب البلاد، وقسم من أسكتلندا، فيما بقي مطار دبلن مفتوحاً بشكل عادي. كما أعلنت السلطات الملاحية الألمانية إغلاق مطار ميونيخ منذ الساعة 13:00 تغ الأحد.

وعاد بركان أيافيول الأيسلندي الخميس يقذف كميات كبيرة من الرماد، بعدما هدأ أيام عدة، وقد شلّ ثورانه حركة الملاحة الجوية في أوروبا على مدى حوالي أسبوع في منتصف نيسان/أبريل، ما أدى إلى احتجاز ملايين الركاب في مطارات العالم، وتسبب بخسائر مالية فادحة.

وأعلن باحث في معهد العلوم الجوية والمناخ الإيطالي الأحد أن رماد البركان الأيسلندي أقل خطورة على الملاحة الجوية من رمال الصحراء، لأنه يتضمن كثافة أقل من الغبار. وأوضح الباحث جيان باولو غوبي في المعهد التابع لمركز الأبحاث الوطني الإيطالي متحدثاً لصحيفة كوريري ديلا سيرا أن "تركيز الغبار المتصاعد من الصحراء الكبرى على ارتفاع عال يبلغ ثلاثة أضعاف الكثافة التي تم قياسها بعد ثورة البركان الأيسلندي".

وأضاف أن سحابات الغبار المتصاعد من الصحراء تتشكل "بانتظام في إيطاليا"، لكنه "لم يسبق أن أغلق المجال الجوي" لهذا السبب، في حين تسجل هذه الظاهرة طوال "20 إلى 25% من السنة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف