تدوير اموال الغاز القطرية في شراء الاصول البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لم تكن صفقة شراء القطريين لمحل هارودز الشهيرة بنحو 1.5 مليار جنيه استرليني الاولى في سلسلة الاستثمارات القطرية في بريطانيا، والارجح انها لن تكون الاخيرة.وفي مؤتمره الصحفي العفوي بعد توقيع الصفقة، قال رئيس وزراء قطر ان قطر القابضة ستطور هارودز لخدمة السياحة في لندن والشعب البريطاني.والحقيقة ان الخدمات القطرية للاقتصاد البريطاني المتدهور لم تتوقف في السنوات الاخيرة، الى حد ان البعض بدأ يتندر بسيطرة قطرية على العاصمة البريطانية.وبدلا من ان تسمى لندن، كما في الاسبانية والعربية القديمة "لندرة" سمتها احدى الصحف الشعبية "لندوحة" (في مزج بين لندن والدوحة عاصمة قطر).
اموال الغاز
ففي مارس/اذار الماضي افتتحت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني مرفأ الغاز الطبيعي القطري (ساوث هوك ترمينال) في ميلفورد هافن، جنوب بريطانيا.ويعد المرفأ منفذا رئيسيا للغاز القطري، ليس لبريطانيا فحسب وانما لاوروبا باسرها.ويغذي المرفأ حقل غاز رئيسي في قطر يحتوي على ما يكفي لتشغيل كل ما يعمل بالغاز في بريطانيا لاكثر من 250 عاما.
وربما تكون قطر اقل دول العالم تاثرا بالركود الاقتصادي العالمي والازمة المالية الاخيرة، وينمو اقتصادها باكبر نسبة في العالم وباكثر من نمو اقتصاد الصين.ولابد لتراكم فوائض الاموال من منافذ، ومع خطورة المشتقات في اسواق الاسهم والسندات لن يكون هناك افضل من تدوير المال بشراء الاصول.وتعد بريطانيا من اكثر دول العالم اغراءا بالشراء فيها، وقطاعها العقاري يمثل ملاذا استثماريا امنا كالمعادن الثمينة.لذا تنساب الاموال القطرية الى الاقتصاد البريطاني، ويتوقع ان يستمر هذا التوجه.
استثمارات
ويقدر ان تكون الاستثمارات القطرية في بريطانيا في الاونة الاخيرة تجاوزت 10 مليارات جنيه استرليني وقد تصل الى 15 مليار.فشركة قطر القابضة، وهي الذراع الاستثماري للصندوق السيادي القطري ـ هيئة الاستثمار القطرية ـ، تملك 26 في المئة من اسهم سلسلة محلات سينزبري، وكانت تتفاوض على شراء البقية.
وتملك هيئة الاستثمار القطرية 20 في المئة في شركة التطوير العقاري تشيلسفيلد التي تعمل على تحويل شيبردز بوش بافيليون الى فندق فخم، كما تطور مبنى معهد الكومنولث السابق في كنزنغتون هاي ستريت.وتقدمت شركة استثمار قطرية مدعومة حكوميا لشراء شركة المياه البريطانية تيمز ووتر العام الماضي في صفقة قيمتها 8مليارات جنيه، ولم تتم الصفقة.كما تملك قطر القابضة شركة سونغبيرد استيتس التي تملك مبنى ون كندا ستريت في كاناري وورف، حي الاعمال الجديد المطور حديثا قرب حي سيتي اوف لندن.
وفي عز الازمة المالية زادت هيئة الاستثمار القطرية نصيبها في بنك باركليز بضخ مليار جنيه استرليني فيه، الى جانب حصة 8 في المئة من اسهمه التي كانت تملكها قبلا.
عقارات
وفي عام 2006 اشترت هيئة الاستثمار القطرية اكبر سلسلة من بيوت الرعاية الصحية البريطانية هي فورسيزونز هيلث كير بمبلغ 1.4 مليار جنيه استرليني.ويملك القطريون 80 في المئة من مشروع برج شارد اوف غلاس قرب جسر لندن بريدج الذي سيفتتح عام 2012 كاطول مبنى في اوروبا. اذ استثمرت قطر القابضة فيه 2 مليار جنيه استرليني مطلع عام 2008.
وبنهاية العام الماضي اشترت شركة ديار، الجناح العقاري لهيئة الاستثمار القطرية، مبنى السفارة الاميركية في جروزفنر سكوير في قلب لندن. وكان المبنى قدرت قيمته بنصف مليار جنيه استرليني قبل عامين.ومع ان القطريين لم يعلنوا قيمة الصفقة مع الاميركيين، الا انه يعتقد انهم دفعوا في ذلك "الجزء من امريكا" اقل قليلا من 300 مليون جنيه.
واشترى القطريون ثكنات تشلسي، ليس بعيدا عن هارودز، ومساحتها نحو 13 فدان من وزارة الدفاع البريطانية قبل ثلاث سنوات تقريبا.وتخطط شركة ديار القطرية لمشروع اسكاني باستثمارات تصل الى 3 مليار جنيه استرليني مكان ثكنات تشلسي.والى جانب عدد من البيوت الفخمة التي تملكها العائلة الحاكمة، يملك رئيس الوزراء القطري مبنى ون هايد بارك، الذي دفع فيه 100 مليون جنيه استرليني.
مخاطر
تلك مجرد امثلة على استثمارات مالية وعقارية قطرية في بريطانيا يتوقع لها ان تزيد، خاصة مع استمرار الوضع الاقتصادي المتردي في بريطانيا.ومع الركود، تراجعت اسعار كثير من الاصول البريطانية والعقارية منها بخاصة ما اغرى من يملكون الاموال بالشراء وتسابق القطريون مع مليارديرات الروس على اصول بريطانيا.كما ان استمرار انخفاض سعر العملة البريطانية، الجنيه الاسترليني، في الاونة الاخيرة يجعل الشراء في بريطانيا فرصة استثمارية، على امل ارتفاع سعر الجنيه فيما بعد.
ومع ان تلك الاستثمارات تبدو طويلة الاجل، ما يعني قلة المخاطر فيها فليس هناك ما يضمن ان يتعرض الاقتصاد البريطاني لانتكاسة اخرى خاصة اذا جربت حكومة جديدة في لندن اجراءات اقتصادية غير مدروسة.وفي هذه الحالة قد لا يكسب القطريون كثيرا، مثلما فعلوا عندما باعوا مؤخرا جزءا من اسهمهم في باركليز اثر ارتفاع سعره فكسبوا اكثر من نصف مليار جنيه استرليني في عدة اشهر.