الازمة الاوروبية وسياسة الصين المالية تمثلان خطرا على طلب النفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة: قال نوبو تاناكا المدير العام لوكالة الطاقة الدولية يوم الاحد ان أزمة الديون السيادية الاوروبية واحتمال تشديد الصين لسياستها المالية من بين أكبر المخاطر على الطلب العالمي على النفط.وأضاف تاناكا لرويترز في مقابلة "مازالت أوروبا تعاني من اضطرابات معينة ... اذا امتد تأثير (أزمة) اليونان ولم يكن النمو الاقتصادي في أنحاء العالم على المستوى المتوقع فسيكون لذلك تأثير كبير على الطلب على النفط."وتراجع الخام الامريكي الخفيف نحو 13 بالمئة الاسبوع الماضي اذ بددت أزمة ديون منطقة اليورو تفاؤل السوق بشأن النمو الاقتصادي وهو ما دفع الاسعار الى أعلى مستوى في 19 شهرا في الثامن من مايو أيار.
وقال تاناكا ان استراتيجيات الدول وخاصة الصين للخروج من حزم التحفيز الاقتصادي الضخمة التي نفذتها الحكومات في شتى أنحاء العالم لحماية اقتصاداتها أثناء الركود تمثل خطرا محتملا على الطلب.وأضاف أن من المتوقع أن تقدم الصين المتعطشة للطاقة أكبر مساهمة في نمو الطلب العالمي على النفط في 2010 وذلك في ظل توقعات بأن يسجل الطلب في الدول المتقدمة تراجعا طفيفا هذا العام.لكنه قال ان أي خطوة لتشديد السياسة المالية في الصين قد تحد من الطلب على النفط هناك.وأردف قائلا "الصين بدأت تعتبر التضخم مشكلة ... فهل سيقدمون على انتهاج سياسة مالية أكثر تشددا.."وأَضاف "هذه مخاطرة بخفض (الطلب على النفط)."وتابع أن انهاء برامج التحفيز الاقتصادي دون الاضرار بالنمو الذي تهدف تلك البرامج لتحفيزه سيكون أمرا صعبا.
وقال "اذا أدى ذلك لتقويض التعافي الاقتصادي فسنعود الى نقطة البداية مرة أخرى."وأضاف أن الامدادات جيدة للغاية في سوق النفط العالمية وأن فائض الطاقة الانتاجية ومخزونات الخام مرتفعة.وذكر تاناكا أن التسرب النفطي من منصة حفر تابعة لشركة بي.بي في ساحل الخليج الاميركي قد يؤدي الى تشديد القواعد المنظمة على أنشطة النفط والغاز البحرية وبطء تنمية قطاع رئيسي لتلبية الطلب على الطاقة.وقال "الفرص المستقبلية تكمن في الانشطة البحرية على أعماق كبيرة وفي المنطقة القطبية ولذلك اذا تباطأ الاستثمار في الانشطة البحرية فسيكون ذلك باعثا على القلق ... علينا أن نتعلم من الحادثة. نحتاج مستوى جيدا من الامداد من الحقول البحرية في المستقبل."وأضاف أن تخمة المعروض في أسواق الغاز الطبيعي قد تستمر لعشر سنوات.
وتغيرت العوامل الاساسية في سوق الغاز الطبيعي العالمية سريعا اذ طورت الولايات المتحدة احتياطيات من مصادر غير تقليدية وتراجع الطلب بسبب الازمة الاقتصادية. وأدت الامدادات الجديدة الكبيرة في الولايات المتحدة الى تراجع احتياجاتها للاستيراد وانخفاض الاسعار في أسواق الغاز العالمية.وقال تاناكا ان فائض الطاقة الانتاجية في أسواق الغاز قد تبلغ 200 مليار متر مكعب سنويا في 2015 مقارنة مع نحو 60 مليار الان مضيفا أن السوق ستستغرق عدة سنوات عندئذ لاستيعاب الامدادات الزائدة.وأضاف أن الاسواق تبدي بالفعل بوادر على استيعاب الفائض من الامدادات اذ تحول بعضها لحرق الغاز من النفط.وتابع بقوله ان تخمة المعروض وتراجع أسعار الغاز حاليا قد يؤديان الى مشاكل في الامداد مستقبلا مضيفا أنه اذا كانت الاسعار منخفضة بما لا يجتذب الاستثمار في طاقة انتاجية جديدة فربما تعاني الاسواق العالمية من شح المعروض من الوقود النظيف نسبيا بعد تلاشي التخمة من السوق