اقتصاد

صاحبات المهن المتواضعة مطاردات أمنياً في المغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: طرقت المرأة المغربية، بسبب الظروف القاسية، سواء منها الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، أبواب عدد من المهن الصعبة، التي كانت إلى وقت قريب حكراً على الرجال فقط. وترى بعض النساء الممتهنات لهذه الحرف أنها فرصة عمل كمثيلاتها، يجب استغلالها مهما وصلت ذروة قسوتها.

فإلى جانب الطبيبة، والمحامية، والمقاولة، والمهندسة، دخلت النساء أحد أصعب عوالم البيع والشراء، ليس فقط بسبب الجهد الذي تتطلبه، ولكن أيضاً لكون من يمتهنون هذا النشاط يظلون دائماً عرضة لملاحقات رجال الأمن، الذين يكثّفون حملات محاربة البيع على الأرصفة، والمتسولين وغيرهم.

وتروي السعدية لمبايصي، بائعة ملابس في أحد أحياء العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، "نعيش مع الأمن لعبة قط وفأر مستمرة، فرغم أنهم يعمدون في بعض الأحيان إلى مصادر بضاعتنا، إلا أننا نعاود نشاطنا، لأنه مورد رزقنا الوحيد". وتوضح لمبايصي أنه "بعد وفاة زوجي، وجدت نفسي مضطرة إلى الخروج إلى سوق العمل، غير أن المهن التي عملت فيها لم تكن تدرّ عليّ المدخول اللازم لإعالة أسرتي، التي تتكون من 5 أفراد، وهو ما جعلني أقصد مجال البيع والشراء على الأرصفة".

وأبرزت أن "المدخول اليومي يكون متفاوتاً، وفي البعض الأحيان لا أنجح حتى في بيع قطعة واحدة"، مشيرة إلى أن "بضاعتها تتوزع بين ملابس، وألعاب أطفال، ونظارات شمسية، وغيرها من الأشياء التي تتعلق بالنساء".

بدورها، خديجة لمزابية، بائعة مأكولات تقليدية، لديها وضع مختلف، فهي تبيع بضاعتها في أحد أبرز الأحياء الراقية في الدار البيضاء، من دون أن تثير الانتباه، لكون حقيبتها التقليدية، التي توجد فيها السلعة، يمكن نقلها بسهولة، أو جمعها، من دون حتى أن يتمكن رجال الشرطة من رؤيتها.

وتشرح لمزابية أنه و"منذ أكثر من 5 سنوات، وأنا أعمل هنا في حي المعاريف، وأصبح لدي زبائن دائمون، لهذا بات صعباً علي تغيير المكان الذي أقف فيه، رغم أنه على الرصيف، وقد يستثير غضب رجال الأمن". وأشارت إلى أنها تضطر إلى الاستيقاظ باكراً لتحضير المواد التي ستحتاجها في تهيئة إحدى الحلويات الشعبية المعروفة في المغرب باسم "بريوات"، التي تكون محشوة إما ببعض السمك، أو الدجاج، أو غيره، مبرزة أن هذه العملية تتطلب منها الكثير من الوقت، قبل أن تحمل بضاعتها، وتتوجه إلى المكان الذي اعتادت "التجارة" فيه، حيث تظل واقفة هناك ساعات وساعات، حتى تتمكن من بيع سلعتها كاملة.

ليس هذا النوع من المهن الذي تقبل عليه النساء المغربيات فقط، بل إن بعضهن يلجأن إلى "الموقف" طلباً للقمة عيش حلال. والموقف مكان يوجد في كل مدينة مغربية في أحياء معروفة، تقف فيه عاملات البيوت طيلة النهار في انتظار زبائن يرغبون بمساعدة في الخدمات المنزلية، من قبيل التنظيف، والطبخ وترتيب البيت، مقابل أجر زهيد.

وتتعرض أيضاً نساء الموقف إلى الملاحقة من طرف بعض رجال الشرطة، الذين يعملون على إبعاد جحافل المتسولين والمتشردين، فيعمدون على طرد عاملات الموقف أيضاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف