اقتصاد

أميركا قلقة من منافسة بوليفية لإنتاج الكوكاكولا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحوّلت نبتة الكوكا في بوليفيا إلى مشروب ممتع يفضّل البوليفيون شربه بدلاً من المشروب الأميركي كوكا كولا، وأصبح سلاحاً في يد رئيس الجمهورية، من أجل محاربة سيطرة هذه الشركة الأميركية الشهيرة.

نهى أحمد من سان خوسيه: تعتبر نبتة الكوكا جزءاً من حضارة شعب بوليفيا أو بالأحرى جزءاً من حضارة سكانها الأصليين الهنود الحمر، ويتحدر رئيسها إيفو موراليس من أحد قبائلها. وقد قاوم موراليس كل الأعراف الدولية من أجل منع زراعة الكوكا، لأنها تعتبر في نظر الغربيين مادة مخدرة.

لكن بالنسبة إلى الشعب الاصلي فهي نبتة تمضغ كما يمضغ القات في اليمن، أو حتى اللبان في بلدان أخرى، ما جعل هذه النبتة تكون سبباً من أسباب خلافه مع الولايات المتحدة الأميركية، لكون الأخيرة تعتبرها من المخدرات الخطرة التي تهرّب إليها، لتضاف إلى مشاكله العقائدية والسياسية مع واشنطن.

لكن موراليس اليوم وجد في هذا النبتة حلاً لدعم اقتصاد بلاده، وسلاحاً جديداً من أجل محاربة المشروب الأميركي المعروف، وهو الكوكا كولا. والمشروب الجديد، الذي بدأ يغزو الأسواق البوليفية يحمل اسم كوكا كولاّ Colla Coca، بينما المشروب الغازي الأميركي الشهير فاسمه Coca Cola، ويصنع أيضاً من مادة الكوكا، حتى إن الكثير من الشباب المناصرين للرئيس موراليس امتنعوا عن شراء الكوكاكولا الأميركية، وتباع حالياً كذلك في المناطق الحدودية في بوليفيا، ولكن ليس رسمياً.

وأوضح فيكتور ليديزما، المدير العام لشركة كوكا Colla أن حجم مبيعاتها اليومية تصل حتى الآن إلى نحو 30 ألف زجاجة، خاصة في العاصمة لاباز وسانتا كروز كوتشابامبا، وهي منتج بوليفي مئة في المائة، ويزداد الطلب على شرائها، بعدما سبقتها حملات ترويجية واسعة، وتباع في محطات الحافلات والأماكن العامة.

ويتم حالياً استهلاك 11 طن من نبتة الكوكا من أجل الإنتاج، وبعد رواج الكوكا كولاّ البوليفية في الكثير من المدن، سوف يعمل المدير على ترويجها في بلدان أميركا اللاتينية. وتنتج حتى الآن عبوات بحجم نصف ليتر، ويصل ثمن الواحدة منها إلى عشرة بوليفيانوس(عملة بوليفيا المحلية)، أي ما يقارب الدولار وعشرين سنتاً، وعدا عن احتوائها على عصير نبتة الكوكا، فتضاف إليها نسبة من الماء واللون والكوفيين ومادة لزيادة الطعم والرائحة.

وكان مزارعو الكوكا في منطقة شابار وراء فكرة إنتاج كوكا كولاّ الوطنية، حيث رفعوا العام الماضي اقتراحاً إلى الحكومة بإنتاجها، والاستفادة من محاصيل الكثير منها، كما اختاروا مع الفلاحين لديهم اسم كوكا كولاّ، في إشارة إلى ورقة الكوكا وسكان منطقة جبال الأنديز، حيث تزرع بكثرة.

وقد بدأت الحكومة في إنشاء مصانع للمشروب الوطني، وأول مصنع كان في المنطقة الشرقية من سانتا كروز، وضم 10 شخصاً.
ومن المعروف أن أوراق نبتة الكوكا تستخدم كمادة وسيطة لصناعة الكوكايين، لكن مصانع في بوليفيا تستخدمها قانونياً لأهداف طبية.

وبعد هذا النجاح الكبير للكوكا كولاّ البوليفية، قررت الحكومة زيادة المساحات المزروعة بالكوكا، لكن ذلك أقلق السلطات الأميركية التي تراقب زراعة هذا النبتة بقلق شديد، فحسب الصور التي التقتطها الأقمار الاصطناعية الأميركية زاد حجم إنتاج الكوكايين في بوليفيا بحوالي 113 طن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف