شبح "الكساد الكبير" يطارد أوروبا بسبب أزمتها الاقتصادية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أطلق خبراء بارزون في مجموعة سيتي المصرفية تحذيرات من احتمالية حدوث ما وصفوه بـ "الكساد الكبير الثاني" ( على غرار الأزمة الاقتصادية التي وقعت عام 1929 ومروراً بالثلاثينيات وبداية الأربعينيات، وعرفت حينها بالكساد الكبير )، وذلك في ظل وجود مخاوف من أن تتسبب الأزمة الاقتصادية الأوروبية الحالية في إثارة نوبة أعمق من الفوضى.
وتلفت صحيفة التلغراف البريطانية في سياق تقرير مطول لها حول هذا السياق إلى موجة الانخفاضات الجديدة التي شهدتها الأسواق على جانبي الأطلسي، في الوقت الذي تحولت فيه المخاوف المحيطة بمصير مشروع اليورو إلى مشاعر قلق على النظام الاقتصادي العالمي ذي النطاق الأوسع. وفي هذا الإطار، يقول بيل غروس، من صندوق السندات بيمكو، إن صناديق التحوط بدأت في تصفية مراكزها في محاولة للحفاظ على رؤوس أموالها - في خطوة وصفت بـ "الانتكاسة المصغرة" المُقلِقة صوب ما حدث في 2008.
بينما قال أندرو روبيرتس، رئيس إستراتيجية الأسعار الأوروبية لدى رويال بنك أوف سكوتلاند :" ربما يقترب الآن الكساد الكبير الثاني، وهو إذ يمتلك القدرة الآن على تسريع الخطى صوب الاقتراب من خاتمته؛ ويمكنك أن تستشف من وراء حزمة المساعدات الأوروبية الضخمة، التي بلغت قيمتها تريليون دولار، أنها لم تتمخض عن شيء، بالإضافة إلى الذعر السياسي الذي يعطيك انطباعا ً بأننا نوشك على الاقتراب من نهاية الطريق. وعلى العالم أن يقوم الآن بمناقشة الانكماش، وليس التضخم".
ومضت الصحيفة لتقول في الوقت ذاته أيضا ً إن موجة الانخفاضات في أسعار الأسهم بكل من أوروبا وأميركا جاءت لتتزامن مع الزيادات التي طرأت على أسعار السندات الحكومية في ألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وأجزاء كبيرة من العالم المتقدم، في الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون عن ملاذ آمن. وتعقيبا ً له على البيانات الحديثة التي أعدتها المفوضية الأوروبية وأظهرت انخفاضاً في ثقة المستهلك، قال الخبير الاقتصادي في أي أتش غلوبل إنسايت، هوارد آرتشر :" هذا دليل واضح على أن أزمة الديون المنتشرة والمتعمقة في منطقة اليورو ترخي بثقلها بشكل ملحوظ على ثقة المستهلك. وهذا تطور مُقلِق للغاية، ما لم يكن مستغرباً".
ثم تعاود الصحيفة لتنقل في الختام عن بيل غروس، قوله :" يشعر المستثمرون الآن بالخوف من زخم التشديد المالي على الصعيد العالمي. وتواجه الأسواق عودة مصغرة للانطلاق نحو السيولة في الوقت الذي تتم فيه تصفية صناديق التحوط وغيرها من مواقع النفوذ للحفاظ على رأس المال".