الأزمة العالمية توجّه ضربة موجعة لصناعة السياحة اليونانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أزمة حقيقية تعيشها صناعة السياحة اليونانية، التي كانت تُعَوَّل عليها الآمال بأن تساهم في إنعاش أوضاع البلاد الاقتصادية، فالمئات من الفنادق معروضة هناك الآن للبيع، وأعداد الزائرين إلى تراجع حاد، فضلاً عن أن الحكومة التي تعاني ضائقة مالية غير مؤهلة لإنقاذ البلاد في عثرتها.
إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة:بدأ الموسم السياحي متأخراً في اليونان هذا العام، تزامناً مع الأوضاع الصعبة التي يعيشها القائمون على تلك الصناعة في الوقت الراهن، مع تراجع الإقبال على الحجوزات، وإلغاء البعض الآخر، في الفنادق والمنتجعات السياحية، كما يكشف تقرير نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
ويشير التقرير إلى أن الفندق الذي يمتلكه شخص يدعى ديميتريس فاسولاكيس على الساحل الجنوبي لجزيرة كريت يوجد فيه 70 غرفة، وأكثر من 200 سرير، لم يُحجَز منها حتى الآن إلا 8 فقط. منوهاً في هذا السياق بأن موسم الإجازات عادةً ما يبدأ في كريت مع بداية شهر نيسان/أبريل، وفي بعض الأحيان مع نهاية شهر آذار/ مارس. غير أن موسم هذا العام قد بدأ متأخراً بالفعل.
ويوضح فاسولاكيس في حديث للمجلة المذكورة أنّ "امتلاك فندق لم يعد بالنشاط التجاري المربح. فكيف يُفترض لنا أن نواصل أعمالنا في ظل هذه الظروف". وتشير المجلة كذلك إلى ضعف الحجوزات التي ينتظر أن يشهدها موسم الإجازات الصيفية، حيث لم يُحجَز سوى 50 % من الغرف الفندقية حتى الآن.
في حين يلفت مسؤول فندقي آخر إلى أنه "يمكنك أن ترى الأزمة وتسمع عنها. فمن الطبيعي أن تكون هناك حالة من الصخب والحيوية في الشوارع خلال هذه الفترة، لكن يمكنك أن تسمع بدلاً من ذلك تغريد الطيور. فرغم أن موسم الصيف قد بدأ في اليونان، إلا أن السيّاح ما زالوا بعيدين".
إلى ذلك، انخفضت الحجوزات بنسبة تبلغ في المتوسط حوالى 30 % في أنحاء البلاد كافة منذ الصيف الماضي، ويتوقع الخبراء الآن حدوث عدد كبير من الإلغاءات. فيما قالت رابطة شركات السياحة اليونانية إنه وفي اليوم التالي للإضراب العام الذي أصاب اليونان بحالة من الشلل مطلع شهر أيار/ مايو الجاري، تم إلغاء ما يزيد عن 5800 حجز في 28 فندقاً في العاصمة أثينا.
ووفقاً لحسابات الرابطة، فلن يأتي إلى اليونان هذا العام ما لا يقل عن 300 ألف ألماني، كما هي عادتهم كل عام. فضلاً عن إلغاء العشرات من المؤتمرات والأحداث في أكبر مدينتين في البلاد، أثينا وسالونيك، وكذلك في جزيرة كريت وشبه جزيرة شالكيديكي شمال شرق البلاد. وبعد وقوع أعمال شغب في العاصمة، قامت بعض الدول، مثل رومانيا، بإصدار تعليمات تحذّر فيها رعاياها من السفر إلى اليونان.
وتختم المجلة بالقول إن أكثر من 400 فندق معروضة الآن بشكل رسمي للبيع، منها 81 في جزر البحر الأيوني، و48 في جزيرة رودس، و50 في جزيرة سيكلاديز، و44 في كريت. وتلفت دير شبيغل هنا إلى ما ذكرته صحيفة كاثيميريني اليومية في أثينا، حيث قدَّرت قيمة كل العقارات الموجودة حالياً في السوق بما يزيد عن 5 مليارات يورو (6.2 مليارات دولار). وتشتمل تلك العقارات أيضاً على فنادق فاخرة، تم إخفاء أسمائها عن الجمهور. ويؤكد أندرياس ميتاكساس، المدير في أحد الفنادق، للصحيفة أن" السياحة هي صناعتنا الثقيلة. وتعد قطاعاً اقتصادياً رئيساً، إلى جانب الزراعة والنقل البحري، ذلك القطاع الذي تضرّر هو الآخر نتيجة للأزمة العالمية".