اقتصاد

قدرات إفريقيا الاقتصادية في دائرة الضوء مع اقتراب المونديال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بالتزامن مع قرب انطلاق بطولة كأس العالم المزمع إقامتها بعد أيام قليلة في جنوب إفريقيا، يبدو - وفقاً لرؤى محللين وخبراء - أن الوقت قد حان لإلقاء نظرة جديدة على القوة الاقتصادية للقارة الإفريقية بأسرها.

القاهرة:تتناول صحيفة "التلغراف" البريطانية في تقرير تنشره بعددها الصادر اليوم حقيقة الانعكاسات التي ينتظر أن يخلِّفها هذا الحدث العالمي الكبير على القدرات الاقتصادية للقارة السمراء بأكملها. وتستهل الصحيفة حديثها في هذا الجانب بلفتها الانتباه إلى تلك الخطوة التي أعلنت بموجبها مؤخراً شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية الخاصة للطيران عن بدء خدماتها الجوية من لندن إلى غانا. وعن افتتاح شركته مسارها الجوي الخامس في القارة السمراء جنبا ً إلى جنب مع جوهانسبيرغ وكيب تاون ولاغوس ونيروبي، تنقل الصحيفة هنا عن الملياردير الإنكليزي، السير ريتشارد برانسون، مؤسس "مجموعة شركات فيرجن"، قوله :" لطالما كانت العلاقة جيدة بين إفريقيا وفيرجين. وهناك حالة من النمو تشهدها القارة، بالتزامن مع موجة الازدهار التي تنعم بها الآن".

ثم تشير الصحيفة إلى الأهمية التي بدأت تكتسبها غانا، في الوقت الذي بدأت تبحث فيه النخبة العاملة في القطاع التجاري هناك وكذلك العديد من الشركات الأجنبية عن فرص تجارية في تلك الدولة التي اُكتُشِف بها مؤخرا ً احتياطيات كبيرة من النفط والغاز في حقل اليوبيل قبالة سواحلها. بالإضافة إلى حرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على زيارتها، باعتبارها واحدة من المحطات التي شهدت أولى زياراته الخارجية، عقب فوزه انتخابات الرئاسة الأميركية. فضلا ً عن وجود حملات دعائية واسعة النطاق لفودافون، ومصرفي ستاندرد تشارترد وباركليز، في كل مكان في العاصمة أكرا.

وفي الوقت الذي لم يعد يتبقى فيه على انطلاق بطولة كأس العالم سوى بضعة أيام قليلة، أضحت الأضواء العالمية مُسلَّطة بشكل كبير على جنوب إفريقيا. وهي الفرصة التي أجاد استغلالها رئيس البلاد، جاكوب زوما، بعد أن وضع خطة مرتبطة بالمهرجان الكروي العالمي، يُنتظر أن تعرض لأشياء أخرى كثيرة بعيدا ً عن الرياضة. حيث أكدت الصحيفة أن الحكومة هناك إذ تسعى إلى استغلال البطولة في الترويج لجنوب إفريقيا على اعتبار أنها فرصة لمزاولة الأعمال والاستثمار. وتلفت الصحيفة أيضاً إلى ذلك التواجد المؤثر الذي حظيت به جنوب إفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أقيم في دافوس خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.

ثم تنقل عن بيتر ساندس، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد، قوله :" بينما كان يُعتبر الغرب في الماضي ذلك المكان الذي تأتي منه الاستثمارات وتذهب إليه الصادرات، إلا أن القصة الكبرى الآن هي آسيا. فيمكنك أن ترى الاستثمارات الصينية على وجه الخصوص في إفريقيا، مع توجه الصادرات إلى آسيا. لكن الأمر لا يقتصر فحسب على الصين، بل يمكنك أن ترى أيضاً سنغافورة، والهند، والعديد من الأسواق".

وتابع بالقول :" وقد بدأ يبرز نجم إفريقيا في البداية كمحور للنمو المدفوع بالسلع، مثل الطاقة وخام الحديد والذهب والبلاتين والنحاس. وبصورة متزايدة، بات هناك اهتمام على نطاق أوسع بالقارة الإفريقية باعتبارها مصدراً للمنتجات الزراعية وسوقاً يمكن أن تباع بها البضائع. فالصين تنظر إلى نيجيريا، على سبيل المثال، على أنها سوق ومصدر للبضائع". وتلفت الصحيفة هنا لذلك المشروع الضخم الذي أعلنت الصين عن تنفيذه في جنوب إفريقيا، وهو ذلك المتعلق ببناء مصنع للأسمنت بقيمة قدرها 136 مليون إسترليني، في تأكيد لوضعيتها على اعتبارها الشريك التجاري الأهم في القارة.

كما يلفت أحدث تقارير بنك ستاندرد تشارترد حول الاستثمارات الصينية في إفريقيا إلى أن التجارة بين الصين وإفريقيا بدأت تنتعش من جديد. ويكشف عن أن صادرات الصين إلى القارة السمراء قد ارتفعت بنسبة 22 % على أساس سنوي في الأشهر الأربعة حتى نيسان/ أبريل الماضي، بعد تراجعها بنسبة 6 % في 2009. وفي الوقت الذي انخفض فيه مستوى ما تستورده الصين من إفريقيا بنسبة 22 % خلال عام 2009، فقد عاود للارتفاع مرة أخرى، بنسبة وصلت إلى 160 % في أول أربعة أشهر من العام الجاري. ويُلاحظ أن إفريقيا تُشكِّل الآن نسبة تقدر بنحو 4 % من جميع الصادرات الصينية و5 % من الواردات. ومن المتوقع، بحسب ما ذكرته الصحيفة، أن تصل قيمة الاستثمارات الصينية في إفريقيا إلى 14 مليار دولار بحلول نهاية 2010، وستشكِّل القارة نسبة 15 % من جميع الاستثمارات الصينية في الخارج.

وعاود ساندس في النهاية ليقول :" تمتلك إفريقيا القدرة بالتأكيد على القيام بدور أكبر في الاقتصاد العالمي. ورغم صعوبة اجتذاب القارة بأسرها لاستثمارات من الخارج ( حيث تعمل أنغولا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وفقا ً لنماذج عمل مختلفة تماما ً )، إلا أن هناك العديد من الاتجاهات الإيجابية التي تعمل جنبا ً إلى جنب مع الفقر والفساد المنتشرين بصورة لا تزال صادمة في أجزاء كبيرة من القارة. ويمكنني القول في الوقت ذاته إن كأس العالم ستحظى بأهمية، لأنها ستُجبر العالم على النظر إلى إفريقيا من جديد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

جنوب إفريقيا تحاول استغلال المونديال في الاستفادة الاقتصادية

nero
nero -

جنوب إفريقيا تحاول استغلال المونديال في الاستفادة الاقتصادية

nero
nero -

لا يهم دول القارة السمراء تتحول إلى محاور للأعمال التجارية والاستثمار فى شغل على مصالح عامه لا يهم الكل يغنى محترف او الدول كلها يعيش بها سكان نرى اوربا الشرقيه اماكن كثيره لا يسكنها احد و فى مصر ايضا كان مدن جديده لا يسكنها احد