اقتصاد

الأقلية الصينية في كوستاريكا تشكّل قوة اقتصادية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعتبر كوستاريكا أول بلد في أميركا الوسطى تقيم معها الصين علاقات اقتصادية ونفطية، حيث سيباشر بتنفيذ مشاريع نفطية مهمة، ولقد ساهمت الجالية الصينية الموجودة هناك في توطيد هذه العلاقات.

نهى أحمد من سان خوسيه: يربط خبراء اقتصاد كثيرون في جامعة العالم في العاصمة الكوستاريكية تطور العلاقات بين الصين وكوستاريكا بوجود جالية صينية لها وزن في الدورة الاقتصادية لهذا البلد، ساهمت في التقرب الاقتصادي بين البلدين. إذ إن الجالية الصينية التي قدمت إلى كوستاريكا قبل حوالي مائة عام تملك مفاتيح اقتصادية مهمة، مثلاً في قطاع الالكترونيات، جزء كبير منها مستورد في الصين.

وبناء عليه كثرت في الآونة الأخيرة الاتصالات بين الصين وكوستاريكا على صعيد رسمي، حيث جرت أخيراً مباحثات من أجل توقيع اتفاق تجارة حرة بين البلدين. وقد تركزت محادثات وفد كوستاريكي حكومي رفيع المستوى في بكين مطلع شهر نيسان ( أبريل) الماضي على وضع آخر اللمسات عليه، سبق ذلك التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات أواخر عام 2009.

إلا أن الصين أوجدت لها موقعاً اقتصادياً مهماً في هذا البلد الواقع في وسط القارة الأميركية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وذلك في مجال تكرير النفط. إذ وقّعت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي شركة ريكوبي للثروات النفطية في كوستاريكا عقداً مع شركة النفط الوطنية الصينية، بعد الرغبة التي أبدتها بكين في بناء مصفاة في كوستا ريكا، تصل قدرتها إلى حوالي 250000 برميل من النفط يومياً، وجزء من هذه الكمية للتصدير. وتوضع حالياً آخر لمسات من أجل البدء بالبناء حسب قول خوسي ليون ديستانتي رئيس المجلس التشريعي للمصفاة في كوستاريكا، الذي يرى فائدة كبيرة في المشروع، فالمصفاة سوف توفر نسبة كبيرة من احتياجات كوستاريكا، وتقع في منطقة مويين على المحيط الأطلسي.

وتريد شركة ريكوبي وشركة النفط الوطنية الصينية توطيد هذا العمل المشترك بتوسيع هذه المصفاة وتطويرها بإنشاء مختبر ومركز للتكافىء بين كوستا ريكا والصين في مجال التكنولوجية الجديدة للنفط والبيتروكيماويات، ووضع دراسة تسهل على المصفاة عملية التصدير.

والرغبة الصينية بالتعاون مع كوستاريكا نابعة من أن هذا البلد الصغير تتوافر فيه إكانيات تقينة كبيرة، كما توجد فيه فروع للعديد من الشركات الغربية المعروفة، منها المتخصصة في حقل الالكترونيات، إضافة إلى مجموعة من المصارف المتنوعة الجنسيات، مما يسهل عمليات نقل رأسمال من دون عوائق قانونية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس المصفاة الكوستاريكية للنفط خوسي ليون دي سانتي أن شركة النفط الوطنية الصينية تريد المباشرة بالمشروع في إطار التعاون الثنائي مع منح فرصة لمشاركة خبراء كوستاريكيين، مؤكداً على الشرط الذي وضعته بلاده بوضع الأولويات لمصلحة كوستاريكا، إن على الصعيد الاقتصادي أو البيئي.

الجدير بالذكر أنه ومنذ زيارة الرئيس الصيني هو هينتاو العاصمة سان خوسيه اعتبرت علاقة الصين مع كوستاريكا ذات معنى كبير جداً للبلدين، من أجل تقوية الرابطة الاستراتيجية وتوطيد التضامن والعلاقات بينهما، التي بدأت منذ شهر حزيران (يونيو) سنة 2007، وتعتبر كوستا ريكا الآن الحليف الاقتصادي الوحيد للصين في أميركا الوسطى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف