"قمة إعادة صياغة العالم" تختتم أعمالها في الدوحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة - إيلاف: اختتمت "قمة إعادة صياغة العالم" التابعة لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي"، أعمالها مساء أمس وسط مخاوف المشاركين من تضاؤل الاندفاع نحو إصلاح النظام العالمي. وكانت مبادرة "إعادة صياغة العالم" التي أطلقها المنتدى قد قدمت 58 مقترحاً لتعزيز التعاون العالمي، وضعها أكثر من 1500 من أبرز الشخصيات الأكاديمية ورجال الأعمال والشخصيات الحكومية وخبراء المجتمع المدني.
وتم نشر هذه المقترحات في بداية القمة التي استمرت يومين، في تقرير بعنوان "مسؤولية الجميع: تعزيز التعاون الدولي في عالم أكثر ترابطاً"، حيث ناقشها أكثر من 450 مشاركاً من 60 دولة في جلسات تفاعلية لمعرفة الدور الذي يمكن القيام به من أجل إعادة صياغة مؤسسات وآليات الحوكمة العالمية الحالية.
وخلال الجلسة الختامية، قالت باتريسيا إسبينوزا كونتيانو، وزيرة الخارجية المكسيكية "بوسعنا الآن أن نغتنم الوقت الراهن كفرصة لابتكار كيفية المضي قدماً". من جانبها، أضافت تارجا هالونين، رئيسة جمهورية الفليبين أن "السؤال الأهم هو كيف يمكن أن نقوم بالإصلاح، وعلينا دائماً أن نفكر بكيفية القيام بذلك".
من جهة أخرى، أعرب بعض المشاركين عن قلقهم حيال تضاؤل إرادة المجتمع الدولي لتطبيق الإصلاحات الكبيرة، رغم أن تداعيات الأزمة المالية العالمية ما زالت تطفو على السطح. وعن ذلك، أوضح فيم كوك، رئيس وزراء هولندا السابق (1994-2002)، ورئيس "نادي مدريد" أن العالم "يحتاج إلى أزمة تجعله يدرك ضرورة التغيير". بينما لفت آخرون إلى أن مقاومة التغيير قد يصعب التغلب عليها، حيث قال أكيم ستاينر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إن "إحباطاً يسود حول قدرة المنصات الدولية الحالية على توفير الأشكال المطلوبة من التغييرات الجذرية اللازمة. ويتعين علينا البحث عن الفرص الإيجابية لتحقيق التغييرات الكبيرة".
واعتبرت سامانثا باور، مدير أول الشؤون متعددة الأطراف وحقوق الإنسان في "مجلس الأمن القومي الأميركي"، أن الوضع الراهن ليس خيارا متاحاً. ونوهت إلى أنه على مؤسسات التعاون العالمي أن تصبح أكثر تمثيلا وكفاءة. مشيرة إلى أن "المؤسسات وأطر العمل التي لا تخدم مصالح الشعوب لن تكون مستدامة. فالتمثيل والفعالية والكفاءة تتلاقى كلها في مدار واحد، علينا أن نسير في هذا الاتجاه".
ورأت باور أنه يجب أن يتم التعامل مع التحديات العالمية من خلال مناهج متعددة الأبعاد، لا تشمل الحكومات فقط، وإنما أيضاً رجال الأعمال والمجتمع المدني. مؤكدة أنه "حتى الآن، لم نتعرف على الطريقة التي يمكن من خلالها دمج الجهات غير الحكومية".
ونوهت ساداكو أوغاتا، رئيسة "الوكالة اليابانية للتعاون الدولي" (جايكا) وعضو "مجالس الأجندة العالمية" حول المساعدات الإنسانية، إلى أن الحلول الخاصة بالمشاكل العالمية يجب أن تأخذ في الاعتبار الظروف الحقيقية على أرض الواقع. وقالت "إن النماذج التي نتبناها تتسم بطابع دولي مبالغ فيه. ويجب أن تكون نماذج الحوكمة التي نحتاجها نابعة من داخل مجتمعاتنا. فمن أجل أن تنجح في جهود التنمية علينا أن نتواصل مع الناس ونعيش معهم".
وفي حديثه أمام المشاركين، أوضح اللورد مالوك براون، نائب رئيس "المنتدى الاقتصادي العالمي" أن مقترحات "مبادرة إعادة صياغة العالم" التي تمت مناقشتها في القمة يجب أن "تخرج من هنا إلى مؤسسات صنع القرار". واضاف "نمتلك المنصة المناسبة التي تتيح لنا إزالة كل العقبات التي تقف في طريقنا نحو تبني هذه الأفكار في مختلف العمليات الحكومية والوطنية".
واختتم كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي" بالقول "سوف نحول "مبادرة إعادة صياغة العالم" إلى "شراكة قائمة على أجندة عالمية" مستمرة. وعلينا جميعاً أن نعمل معاً وأن نكون سفراء لمبادرة "إعادة صياغة العالم" وما تم تحقيقه هنا في قطر".