آثار التسرب النفطي في خليج المكسيك لا تزال مجهولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تعتبر بقعة النفط في خليج المكسيك الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن آثارها على المدى الطويل على الأنظمة البيئية الحساسة في الساحل الجنوبي الأميركي لا تزال مجهولة بحسب الخبراء.
وقال مايكل بوفاضل خبير الهندسة المدنية والبيئية في جامعة تمبل في فيلادلفيا إن "هذا أسوأ وضع شهدته في حياتي. ولكننا لا زلنا لا نعلم آثاره المستقبلية". إلا أن الشيء الوحيد المتأكد منه بوفاضل، الخبير المستقبل ومستشار الحكومة الأميركية، هو أن "تأثير البقعة النفطية سيستمر لسنوات". ويتفق عدد من المسؤولين الحكوميين البارزين مع بوفاضل.
وتقر ليزا جاكسون المسوؤلة في جهاز حماية البيئة أن "الآثار الطويلة المدى للتسرب النفطي على الحياة المائية لا تزال غير معروفة". وقد تضررت ثلاث ولايات حتى الآن بالتسرب النفطي، وتلوّث أكثر من 200 كيلومتر من المناطق الساحلية في لويزيانا، مما أثار مخاوف على الحياة البرية المهددة بالخطر في المنطقة.
ويتوقع أن تكون فلوريدا هي الولاية التالية على قائمة الولايات المتضررة من التسرب النفطي، الذي نجم من انفجار منصة "ديبووتر هورايزن" البحرية في 20 نيسان/أبريل على بعد 80 كلم قبالة شواطئ لويزيانا، مما أدى إلى مقتل 11 من العاملين عليها.
وأشارت التقديرات إلى أن 20 مليون غالون على الأقل تسربت إلى مياه خليج المكسيك، وحذّر الخبراء من وجود أعمدة ضخمة من النفط المتدفق تحت الماء، والتي لا يمكن قياسها من فوق سطح الماء. والسؤال الصعب الذي يواجه العلماء هو ما هي تأثيرات جزئيات النفط والمواد الكيميائية المستخدمة لتحليل النفط على سلسلة الغذاء والحياة العضوية في الخليج. ويعتقد أن البئر النفطي يضخّ ما بين 12 و19 ألف برميل يومياً في مياه الخليج.
ويمكن للجزيئات الكيميائية التي تبقى في الماء أن تلتصق بالنباتات والمواد الغذائية الصغيرة، وتنزل إلى قاع الخليج، حيث ستصبح المصدر الغذائي للأحياء الأخرى. ونظراً إلى أن النفط والمواد الكيميائية تحتوي على العديد من الجزيئات الكيميائية "مما يجعل التنبؤ بالتاثير الطويل الأمد أكثر صعوبة"، حسب بوفاضل الذي أشار إلى احتمال حدوث تحولات جينية أو فقدان أنواع من أشكال الحياة.
وقام بوفاضل بدراسة التسرب النفطي الذي تسببت به شركة إكسون في ألاسكا في عام 1989، الذي كان أكبر تسرب في الولايات المتحدة. إلا أنه قال إن الدراسات التي أجريت على التأثير البيئي للتسرب النفطي في مياه المحيط العميقة قليلة للغاية، لا يعرف الكثير عن تأثيره على ضغط المياه الهائل على تركيبة المواد التي تقوم بتحليل النفط التي لم تستخدم على مثل هذه الأعماق من قبل.
ويقول عالم البيولوجيا إيريك غورديس من جامعة تمبل إنه يشعر بالقلق من أن تحمل التيارات التحت مائية موجة جديدة من أعمدة الخليط النفطي باتجاه الشعب المرجانية على بعد 40 كلم من مكان التسرب.
وأوضح أنه "مع تحلل النفط بوساطة الجراثيم، فإنها ستحرم الشعب المرجانية من الأكسجين". وكانت شركة بريتش بتروليوم أعلنت أنها لن تتمكن من وقف التسرب قبل آب/أغسطس.
وذكر دوغلاس رادير كبير علماء المحيطات في جماعة صندوق الدفاع البيئي أنه "حتى ذلك الوقت، ستكون كمية النفط المتدفق كبيرة للغاية". وتعد مياه خليج المكسيك من أغنى المياه في العالم من حيث الثروة السمكية والحياة البحرية، حيث تعود على الولايات الساحلية بعائدات تبلغ عشرة مليارات دولار.