اقتصاد

اليورو ينخفض إلى مستويات 2006 ويدفع أسعار السلع للهبوط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي - إيلاف: ما زالت السلع تشهد تقلبات مختلطة في ظل عودة الغاز الطبيعي إلى الأضواء في خضم التوقعات بموسم أعاصير نشط.

وما برحت ظروف الأسواق المالية الصعبة في منطقة اليورو تدل على أن الطريق إلى الأمام سيكون وعراً، حيث تقوم البنوك حالياً بإقراض البنك المركزي الأوروبي سيولتها الفائضة بدلاً من أن يقرض بعضها بعضاً، وهو ما يشبه الوضع الذي سبق انهيار بنك ليهمان براذرز.

وبحسب تقرير لساكسو بنك، فقد ارتفع هامش عائد السندات أجل 10 سنوات بين السندات الحكومية الألمانية وبعض السندات الحكومية الأوروبية الجنوبية إلى مستويات لم نشهدها منذ عام 1997 مع استمرار المستثمرين في تجنب المخاطر. وما زالت البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة تشير في الاتجاه الصحيح، ولكن وتيرة خلق الوظائف لا تُظهر سوى تحسناً بطيئاً، وقد جاء رد الفعل يوم الجمعة سلبياً من أسواق الأسهم والسلع تجاه هذا بعد صدور تقرير البطالة الأميركية الشهري يوم الجمعة.

وما فتئت السلع تكافح لمعاودة اكتساب بعض الزخم بعد الخسائر الباهظة التي تكبدتها خلال شهر مايو/أيار. والغاز الطبيعي هو السلعة الوحيدة التي شذت عن المجموع، حيث ارتفع بأكثر من 10 % خلال الأسبوع الماضي، وبلغ في هذه الأثناء أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر. وأظهر آخر التقارير حول المخزون تزايد المخزونات بدرجة أقل من المتوقع، وهو ما تسبب في تجاوز المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند 4.54 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية ارتفاعاً.

ويشير التقرير إلى أن الطقس الحار في الشمال الشرقي ومنتصف قارة الولايات المتحدة الأميركية عزز الطلب على الكهرباء المولدة بالغاز لتشغيل المكيفات. علاوة على ذلك، فإن الأخبار الصادرة من الحكومة بشأن ضرورة أن يعيد منتجو الغاز الذين يسعون إلى التنقيب في خليج المكسيك تقديم خطط تتوافق مع اشتراطات السلامة والاشتراطات البيئية الجديدة في أعقاب كارثة تسرب النفط من منصة بي بي وفرت دعماً للأسعار كذلك.

وقد بدأ الآن موسم الأعاصير الأطلنطي لعام 2010 مع توقع مركز التنبؤات المناخية التابع للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي موسماً يتراوح بين "النشيط وبالغ النشاط"، وهو يتوقع بالتحديد ما بين 8 و14 إعصاراً، من ضمنها ما بين 3 و7 يمكن أن تكون أعاصير كبيرة.

وفي خضم هذه الملابسات، يرى ساكسو أنه ينبغي أن تظل أسعار الغاز الطبيعي مدعومة على امتداد فصل الصيف. بدأ المركز المضاربي القصير في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" في التناقص، فيما يخشى البائعون على المكشوف حدوث ارتفاعات حادة في الأسعار مثل التي سجلها الغاز الطبيعي في موسم 2005، عندما تسبب إعصارا ريتا وكاترينا في دمار شامل وفوضى في صناعة الغاز الطبيعي.

من منظور تقني، يمكن أن يجد الغاز الطبيعي الدعم عند مستوى 4.5 دولار أميركي للمليون وحدة حرارية بريطانية، على أن يشير التحرك فوق المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم في شهر التسليم القريب عند 4.54 دولار أميركي إلى زخم ارتفاع نحو 5.05 في البداية.

ويوضح التقرير أن أسواق الطاقة حصلت على دفعة إلى الأمام من بيانات البطالة الصادرة الجمعة بعدما أظهر تقرير أن مخزونات البنزين الأميركية تراجعت تحت وطأة زيادة الطلب إلى 20 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2009. وتواصل التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة تحسنها، مما أدى إلى معاودة دخول المستثمرين إلى السوق بعدما اضطروا إلى تقليص تعرضهم للمخاطر خلال شهر مايو.

ويلفت التقرير إلى أنه من الممكن أن نجد المقاومة عند 75.80 دولارا أميركياً للبرميل بتصحيح بنسبة 38.2 % من البيع المكثف الذي شهدناه أخيراً، يعقبه المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند 76.78 دولاراً أميركياً للبرميل قبل حدوث تصحيح بنسبة 50 % عند 78.50 دولاراً أميركياً للبرميل. وأي تحرك دون مستوى 70 دولاراً سيكون دلالة على رفض المشاعر الإيجابية مع محاولة أخرى نحو منتصف الستينيات.

وما زال الدولار يلعب دوراً مهماً في تقرير سعر النفط الخام، حيث أدى تحرك سعر صرف الدولار الأميركي دون 1.21 يورو يوم الجمعة إلى إضعاف الأسعار نوعاً ما، مما يدل على أن السوق ستبقى حبيسة النطاق مؤقتاً.

إلى ذلك، شهد الذهب، بحسب التقرير، جنياً للأرباح هذا الأسبوع، ولكنه تمكن على الرغم من ذلك في التشبث بالدعم عند مستوى 1197.5 دولاراً أميركياً للأوقية، وهو ما يمثل تصحيحا بنسبة 50 % للارتفاع الذي حدث أخيراً. ويؤكد أن حدوث إغلاق دون ذلك المستوى من شأنه أن يكون علامة على تصحيح أعمق في اتجاه 1166 دولاراً أميركياً للأوقية، يعقبه الدعم طويل المدى عند 1137 دولاراً أميركياً للأوقية.

ويوضح أن التدفقات الاستثمارية إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة تتواصل دون توقف، حيث وصل إلى ذروة قياسية جديدة تبلغ 64.5 مليون أوقية، وهو ما يلقي الضوء على الشهية القائمة للذهب، ولكنه يبرز أيضاً زيادة خطر حدوث تصحيح كبير، آخذين بعين الاعتبار الفشل في اختراق مستوى 1250 دولاراً أميركياً للأوقية خلال الارتفاع الذي حدث أخيراً.

وما دام النفور من المخاطر الناشئ عن أزمة الدين الأوروبية مستمراً، فينبغي أن يستمر الذهب في الحصول على الدعم. ولكن في الوقت الحالي، يبدو ضبط النفس على ما يرام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف