عمالقة النفط قد تغرس سكاكينها الحادة في قلب شركة "بي بي"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تواجه شركة بي بي النفطية البريطانية نقمة، شعبية وسياسية، بأميركا، سيكون لها ثقلاً كبيراً على خططها المستقبلية الخاصة باستخراج النفط من أعماق خليج المكسيك وبحر الشمال وألاسكا. اذ ان قوانين الأمن، المتعلقة بأنشطة منصات استخراج النفط البحرية، ستكون أكثر صرامة. ما يعني زيادة في تكاليف استخراج النفط.
برن (سويسرا): يتساءل الخبراء حول هوية المستفيدين من مصائب بي بي. صحيح أن الشركات النفطية، المتنافسة مع بي بي، لا تبوح بأسرارها علناً بيد أن العديد من الخبراء، الأوروبيين والسويسريين، يتوقعون استغلال هذه الشركات للمستنقع الذي غرقت به بي بي. على مر السنين، ارتفعت القيمة السوقية لشركة بي بي وذلك بفضل تملٌكها شركتي "أموكو" و"أتلانتيك ريتشفيلد". منذ مطلع العام، خسر سهم بي بي 26 في المئة من قيمته. ومنذ حصول الكارثة البيئية في خليج المكسيك، في 22 أبريل(نيسان) الماضي، لغاية اليوم، تراجعت رسملة بي بي، في الأسواق المالية، أكثر من 65 بليون دولار نزولاً الى ما مجموعه 142 بليون دولار أي نصف رسملة شركة "اكسون" و14 في المئة أقل من رسملة شركة "شل".
عقب كارثة خليج المكسيك، توجهت الأنظار بسرعة الى شركة "شل" التي حاولت الاندماج مع بي بي، في السابق، لجني أرباح اضافية قدرت سنوياً بحوالي 9 بليون دولار. بيد أن اقدام شل، الآن، على الاندماج مع شركة بي بي أم شراؤها، عملية انتحارية، لعدة أسباب. في المقام الأول، لا ينجح، حتى الحائزين على جوائز نوبل في الاقتصاد، في تقويم مدى تداعيات الكارثة البيئية على موازنات بي بي! في سياق متصل، تشير الخبيرة كارلا روتشيلد، في مصرف كريديه سويس بمدينة زويخ، لصحيفة ايلاف الى أنه ينبغي احتساب تكاليف التدخل لوقف التسرب النفطي اضافة الى التكاليف القانونية والتعويضات. وتقدر هذه الخبيرة هكذا تكاليف بحوالي 37 بليون دولار أميركي. ما قد يضع شركة بي بي في مأزق حرج متعلق بضمان توزيع الأرباح على حاملي أسهمها. اذ ان توزيع هذه الأرباح سيؤثر مباشرة على الاستقرار المالي للشركة، الذي يُعتبر خطها الدفاعي الجوهري.
علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن خزائن بي بي ما زالت غارقة بالسيولة، راهناً. يكفي النظر الى ما حققته الأخيرة من أرباح صافية، في الربع الأول من العام، رست على 5.65 بليون دولار أي 135 في المئة أكثر من الفترة ذاتها من العام الماضي! لذلك، فان شراء بي بي لن يكون سهلاً على الجميع، لا سيما على أكبر الشركات السويسرية.
بين المرشحين لشراء "بي بي"، يوجد لائحة سويسرية تحوي شركات اكسون وشل وشيفرون وربما شركة كنوك الصينية! في ما يتعلق بالأخيرة، تشير هذه الخبيرة الى أن شراء بي بي لن يكون معقداً عليها. بيد أن ادارة شركة كنوك لا ترغب أن ترفض لندن عرضها، لشراء بي بي، لدواع سياسية مشابهة لرفض حكومة واشنطن بيع شركة يونوكال للصينيين لأسباب تتعلق بالأمن القومي.