مصارف سويسرا تزيد إصدارات بطاقات الائتمان لعشاق المونديال

من سيربح كأس العالم في كرة القدم، هذا الموسم؟. مما لا شك فيه أن هذا السؤال الحساس يلقى أكثر من جواب في أوساط مدربي فرق كرة القدم وعالم الصحافة الرياضية وغيرها. بيد أن دخول مصارف الأعمال الكبرى، كما "جي بي مورغان" و"غولدمان ساكس" و"دنسك بنك" الدانمركي و"يو بي اس" السويسري، على خط التنبؤات، حول الفائز بمونديال العام، يشكل حدثاً بالغ الأهمية.

برن (سويسرا): تتجه المصارف الكبرى في سويسرا إلى ولوج عالم المونديال، ومما لا شك فيه أن لهذه المصارف دوافع جدية تحضّها على اقتحام تنبؤات المونديال بهدف استرجاع سمعتها الدولية التي تآكلت بعدما ساهمت الأزمة المالية في ضعضعة كل ما أسسته هذه المصارف في السنوات العشر الأخيرة.

في هذا الصدد، ستلجأ المصارف الكبرى إلى استخدام تقنية، معروفة باسم "كوانت" (Quant)، لإعطاء توقعاتها حول الفائز في مونديال عام 2010. وتتألف هذه التقنية من خليط، من الإحصائيات والرياضيات، تستخدمه المصارف لرسم توقعاتها حول مسار البورصات (ومن ضمنها أوضاع الأسهم ومشتقاتها) خاصة، وخريطة الاقتصاد المستقبلية عموماً.

يشير الخبير أومار فيندي، من مصرف يو بي اس، لصحيفة "إيلاف" إلى أن توقعات المصارف الكبرى، المتعلقة بالفرق التي ستحتل المراكز الأولى لغاية الرابعة أثناء المونديال، ليست عشوائية، إنما تعتمد على تقارير سرية مفصلة جداً.

في ما يتعلق بتنبؤات مصرف "جي بي مورغان" الأميركي، فإن الفريق البريطاني سيفوز بالمونديال بعد تغلبه على الفريق الأسباني، الحائز كأس أوروبا لكرة القدم، هذا العام. أما بالنسبة إلى مصرف "يو بي اس" سوية مع مصرفي "غولدمان ساكس" و"دانسك بنك" فإن الفريق البرازيلي سيفوز بكأس المونديال.

في مطلق الأحوال، يتوقف الخبير للإشارة إلى أن أنشطة المضاربين والمراهنين (Bookmakers) في سويسرا (وكذلك في بريطانيا وهولندا وألمانيا وإيطاليا) ستشتعل في الأيام القليلة المقبلة، بيد أن تنبؤات المصارف ستكون مستقلة عن توقعات المضاربين الذين يفضلون أسبانيا، في المركز الأول، تليها البرازيل، ثم الأرجنتين.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير فيندي بأن مصرفه سوية مع مصارف سويسرية أخرى، كبرى، ومن ضمنها كريديه سويس ومصارف الكانتونات السويسرية، باشر زيادة إصدارات بطاقات الائتمان. على صعيد مصرف يو بي اس وحده، يتوقع هذا الخبير أن تصل إصدارات بطاقات الائتمان الجديدة، في الشهر الجاري، إلى ما مجموعه 30 ألف بطاقة "فيزا" أو "ماستركارد" جديدة. ومعظم هذه البطاقات ستكون في خدمة السويسريين المتوجهين إلى أفريقيا الجنوبية، لمتابعة مباريات المونديال.

من جانبه، يشير إيمانويل باتزي، من مكتب الحجوزات في شركة "سويس" للطيران، لصحيفة "إيلاف" إلى أن عدد المسافرين، من سويسرا إلى جنوب أفريقيا، لمتابعة مباريات المونديال، تجاوز 20 ألفاً لليوم. وبالنسبة إلى فترة الإقامة هناك، فإن معدلها يرسو على عشرة أيام. ما يعني حركة استهلاكية سويسرية، داخل محرك المونديال، لا تقل عن 15 مليون فرنك سويسري.