حمى المونديال... هاجس يؤرق مدراء العمل في أوروبا وأميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع انطلاق المونديال العالمي لكرة القدم في جنوب إفريقيا، ينتظر أن يستمر ولع عشاق الساحرة المستديرة حتى الحادي عشر من الشهر المقبل لمعرفة المنتخب الذي سيفوز باللقب الكبير. وعلى الرغم من إدراك الجميع بأن منتخبًا واحدًا هو من سيفوز في نهاية المطاف بالكأس، إلا أن ضحايا تلك الحمى المونديالية بدأت تتزايد أعدادهم الآن في كل من أوروبا والولايات المتحدة، وهم، وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، مدراء ورؤساء العمل في الشركات والمؤسسات على مختلف أنواعها.
القاهرة:تقول الصحيفة في هذا السياق إن مدراء الشركات على جانب المحيط الأطلنطي يستعدون لمواجهة خسائر إنتاجية على مدار شهر بأكمله، طوال هذا الحدث الكروي الذي لا يتكرر إلا كل أربعة أعوام، نتيجة حرص الموظفين على مشاهدة مباريات كأس العالم، التي يقام عدد كبير منها في منتصف يوم العمل في أميركا وأوروبا.
وتضيف الصحيفة أن العديد من الشركات، في البلدان المهووسة بكرة القدم مثل المملكة المتحدة، لم تقم بحظر مشاهدة المباريات. وسمح بعضهم الآخر للموظفين بمشاهدة المباريات في مقر العمل. في حين قام المدراء في شركات أخرى بتعديل جداول عمل الموظفين لكي تلائم مواعيد مشاهدة المباريات. وتلفت الصحيفة في الإطار نفسه إلى ذلك القرار الذي أصدره الرئيس الباراغواني، فرناندو لوغو، لمنح إجازة للعاملين في القطاع العام بعد ظهر اليوم الاثنين لكي يتمكنوا من متابعة مباراة منتخب بلادهم ضد نظيره الإيطالي، في اللقاء الافتتاحي لكليهما في مونديال القارة السمراء.
وفي الوقت الذي لم تكن تهتم الولايات المتحدة بهذا الهوس الكروي خلال السنوات الماضية، تبدلت الأوضاع هذا العام. وقد أدى شغف الأميركيين بكأس العالم هذه المرة إلى تفشي الغيابات بشكل أكبر في أماكن العمل يوم الجمعة الماضي، حيث كان افتتاح المونديال. وتشير دراسة بحثية أجراها معهد تشارترد للإدارة إلى أن الخسائر الإنتاجية المرتبطة بكأس العالم في بريطانيا قد تصل إلى ما هو أقل من مليار جنيه إسترليني ( 1.45 مليار دولار ). بينما وجد مسح أجرته شركة برايس وترهاوس كوبرز، المؤسسة المتخصصة في تقديم الخدمات المهنية، على ألف عامل إنكليزي، أن ما يزيد بقليل عن نصف الرجال العاملين و 21 % من السيدات العاملات يعتزمون مشاهدة المباريات المقرر إقامتها خلال ساعات العمل فور حدوثها.
كما لفتت الصحيفة إلى تلك الفرصة التي أتاحتها شركة أسدا ( الذراع البريطانية لشركة وول مارت ستورز) لموظفيها، بعد أن وافقت لهم على أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين، إذا ما أرادوا الذهاب إلى جنوب إفريقيا. وستسمح الشركة للعمال بتبديل فترات العمل، وأخذ راحة طويلة، وطلب إجازات، لمشاهدة المباريات على شاشات التلفزيون. وتنقل الصحيفة في هذا الجانب عن ناطقة باسم سلسلة المتاجر الشهيرة، التي يعمل بها 170 ألف شخص في 376 متجرًا بالمملكة المتحدة، قولها: "نحن واثقون من أن زملاءنا العاملين سيؤدون أعمالهم أثناء متابعتهم لنتائج المباريات".
وهي الحال نفسهاالتي أضحت واقعًا مهيمنًا على عالم الساحرة المستديرة في الولايات المتحدة الأميركية. حيث اتضح أن مباراة الافتتاح التي أقيمت يوم الجمعة بين جنوب إفريقيا والمكسيك أصبحت أكثر مباراة جرى مشاهدتها عبر موقع ESPN3، الذي تستعين به محطة ESPN التلفزيونية لبث الأحداث الرياضية بشكل مباشر على الإنترنت. وأفادت الصحيفة كذلك بأن تلك المباراة قد اجتذبت ما يزيد عن 500 ألف مشاهد، أي بزيادة قدرها 178 % عن قدر المشاهدة الذي حظيت به المباراة التي أجريت العام الماضي بين جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة ولاية أوهايو.