اقتصاد

وكالة فيتش تخفّض تصنيف "بي بي" بسبب البقعة النفطية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: أعلنت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" الثلاثاء في بيان أنها خفّضت بست درجات دفعة واحدة، تصنيف الديون البعيدة الأمد لشركة بي بي النفطية البريطانية، وذلك بسبب أثر البقعة النفطية في خليج المكسيك. وأنزلت الوكالة تصنيف بي بي من "ايه ايه" إلى "بي بي بي" في عملية تخفيض واسع غير معهودة.

وأوضحت الوكالة في بيانها أن حجم الإجراء الذي اتخذ الثلاثاء يعكس بالخصوص الشكوك التي تحوم حول مالية بي بي، بعد إعلان السلطات الأميركية أنها قد تطالب المجموعة البريطانية بوضع "مبالغ مهمة" على حسابات محجوزة لتأمين تمويل تنظيف البقعة النفطية والتعويضات الملائمة.

وكانت الوكالة خفضت تصنيف بي بي بدرجة واحدة في 3 حزيران/يونيو. ويشير تصنيف "ايه ايه" إلى "مصدر أوامر جيد جداً" بحسب تعبيرات وكالات التصنيف الائتماني. وخفضت فيتش شركة بي بي إلى مستوى "بي بي بي"، التي تشير إلى "مصدر أوامر متوسط الجودة"، لكن قادر على مواجهة التزاماته بشكل ملائم.

في المقابل، سارع عملاق الطاقة البريطاني "BP" أخيراً إلى طمانة الأسواق، بعد التراجع الحاد الذي ضرب سهمها الأسبوع الماضي في وول ستريت. هذا التراجع غذّى الشائعات التي كانت قد انطلقت أخيراً ومفادها أنه حتى نهاية الصيف الجاري لن تكون الشركة موجودة. تؤخذ بالاعتبار الضغوط السياسية الهائلة على الشركة من جانب الحكومة الأميركية من أجل أن تتحمل الشركة عبء الأضرار التي تسببت بها في عملية تسرب النفط في خليج المكسيك أخيراً.

في سياق متصل، يواجه رئيس فرع شركة بي.بي في الولايات المتحدة اتهامات أمام الكونغرس اليوم الثلاثاء بأن الشركة تسببت في أسوأ بقعة نفطية في تاريخ البلاد، باتباعها استراتيجية محسوبة للحد من التكاليف، وذلك قبل ساعات من القاء الرئيس الأميركي باراك أوباما كلمة على شاشات التلفزيون يدافع فيها عن أسلوب تعامله مع الأمر.

وبعد يوم من هبوط أسهم بي.بي بنسبة 9 % في أسواق لندن ونيويورك، واستعانة الشركة بالرأي الاستشاري لبنوك استثمار سيوجه المشرعون الأميركيون أسئلة لرئيس فرع الشركة في الولايات المتحدة لامار مكاي عن سبب اتخاذ خيارات بدا أنها تهتم بالتكلفة أكثر من اهتمامها بإجراءات السلامة قبل انفجار حفار الشركة في خليج المكسيك.

وسيحضر جلسات استجواب مكاي في الكونغرس مسؤولون في شركات إكسون موبيل وشيفرون وكونوكو فيليبس ورويال داتش شل، وسيسعون إلى درء خطر حدوث أي أثر سلبي للحادث في قطاع النفط. ومن المرجح أن يلقي منافسو مكاي باللائمة عليه، محاولين التأكيد على أن شركاتهم لن تقدم أبداً على مخاطرات من هذا النوع، أو تسبب أحداثاً كالتسرب النفطي الذي أسفر عن تدفق ملايين اللترات من النفط في خليج المكسيك.

وأشار رئيس إكسون موبيل ومديرها التنفيذي ريكس تيلرسون في شهادة معدة أن "هذا الحادث يمثل انحرافاً مأساوياً عن معايير القطاع في ما يتعلق بالحفر في المياه العميقة".

وأسفر انفجار الحفار في 20 أبريل/ نيسان عن مقتل 11 عاملاً، وأحدث صدعاً في البئر التابعة لشركة بي.بي. وأثر التسرب على قطاع من الساحل الأميركي، يمتد 190 كيلومتراً، وأعاق الصيد والسياحة، اللذين تصل عائداتهما لمليارات الدولارات، كما تسبب في نفوق طيور وسلاحف البحر ودلافين.

ويختتم أوباما يوم الثلاثاء جولة مدتها يومان في خليج المكسيك قبل أن يعود الى واشنطن حيث يلقي كلمة ينقلها التلفزيون تهدف الى استعادة قوة الدفع السياسية التي تقلصت خلال أزمة التسرب النفطي.

من جهته، وعد أوباما أنه سيمارس ضغوطاً على مسؤولي بي.بي للتعامل بشكل "عادل ونزيه وفوري" مع مطالبات التعويض عن الأضرار عندما يلتقي بهم في البيت الأبيض غداً الأربعاء. وفقدت بي.بي أكثر من 40 % من قيمتها السوقية منذ بدء الأزمة، وهي تواجه سلسلة من الانتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع الأمر. وفي الأسبوع الماضي، واجهت تهديداً من البيت الأبيض بتوسيع نطاق المسؤولية الملقاة عليها بسبب الحادث.

وقال مشرعان أميركيان إن شركة بي.بي، التي يقع مقرها في بريطانيا، لجأت إلى عمليات حفر أسرع وأقل تكلفة في خليج المكسيك، مما زاد من خطر حدوث أضرار جسيمة بالبئر. ومن المتوقع أن يواجه توني هيوارد كبير المسؤولين التننفيذيين في الشركة استجواباً في الكونغرس يوم الخميس المقبل.

أوباما يشبه كارثة البقعة بهجمات 11 سبتمبر
إلى ذلك، شبّه الرئيس الأميركي باراك أوباما كارثة تسرب النفط في خليج المكسيك بهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وذلك في مقابلة نشرها موقع الكتروني.

ووصل أوباما إلى منطقة خليج المكسيك المنكوبة في بداية زيارة تستمر يومين إلى الولايات الجنوبية المتضررة من تسرب النفط. وقال أوباما لموقع "بوليتكو.كوم" "مثلما أثّرت هجمات 11 أيلول/سبتمبر بشكل كبير على نظرتنا لنقاط ضعفنا وسياستنا الخارجية، أعتقد أن هذه الكارثة ستؤثّر بشكل كبير على تفكيرنا في البيئة والطاقة لسنوات عديدة مقبلة".

وأشار أوباما إلى أنه سيسعى مجدداً لدفع الكونغرس إلى تمرير مشروع قرار مهم للطاقة والبيئة. وتعهد خلال المقابلة "بالمضي قدماً وبجرأة في توجه يؤدي بنا في النهاية إلى سياسة طاقة ذات رؤية مستقبلية". ورأى أن "أحد أكبر تحديات القيادة بالنسبة إلي ستكون ضمان أن نتعلم الدروس الصحيحة من هذه الكارثة".

وأكد أنه لا يستطيع معرفة ما إذا كان اقتصاد بلاده لن يعود اقتصاداً يعتمد على النفط اعتماداً تاماً خلال حياته، إلا أنه قال "الآن حان الوقت لكي نبدأ هذا التحول والاستثمار في طريقة جديدة بالنسبة إلى الطاقة".

عروض من 17 دولة للمساعدة
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين في بيان أن الولايات المتحدة تلقت عروضاً من 17 دولة وأربع منظمات دولية لمساعدتها في احتواء البقعة النفطية في خليج المكسيك. وعروض المساعدة التي "اتخذت شكل معدات أو خبرات أو مساعدة شاملة" كان مصدرها كندا والمكسيك وكوريا الجنوبية وكرواتيا وفرنسا وألمانيا وايرلندا واليابان وهولندا والنروج ورومانيا وروسيا وأسبانيا والسويد والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وفيتنام.

أما المنظمات الدولية التي عرضت تقديم مساعدة فهي الوكالة الأوروبية للأمن البحري والمفوضية الأوروبية والمنظمة البحرية الدولية والأمم المتحدة. وأكدت وزارة الخارجية أنه "تمت الموافقة على العديد من عروض المساعدة"، وفي مقدمها مساعدة مكسيكية قضت بتكليف سفينتين سحب النفط ونشر 4200 متر من السدود العائمة، ومساعدة نروجية هي عبارة عن أنظمة لسحب النفط. كذلك، تم القبول بمساعدة هولندية لفرز المحروقات، وأخرى كندية لنشر 3000 متر من السدود العائمة.

كما أوضحت الخارجية الأميركية أن شركة "بريتش بتروليوم" تتزود معدات في شكل مباشر من بعض الدول، وتتلقى نصائح خبراء من العالم أجمع، أحياناً عبر الخارجية. وأشار بيان في هذا الإطار إلى الجزائر وأستراليا والبحرين والبرازيل وكندا والصين والدنمارك ولاتفيا والنروج وسنغافورة وأسبانيا والسويد وتايوان وبريطانيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف