إجراءات منتظرة من المركزي الأوروبي لترويض أزمة الديون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حذرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من أنها قد تبرم صفقات شراء أصول ضخمة من قِبل المصرف المركزي الأوروبي، للحيلولة دون تصعيد أزمة الديون السيادية التي تعانيها القارة الأوروبية ومنع خروجها عن السيطرة. وتنقل اليوم تقارير صحافية بريطانية عن بريان كولتون، رئيس قسم التصنيفات السيادية بالوكالة، قوله إن الأعضاء الألمان في المركزي الأوروبي يبدو وأنهم يتصدون لهذا النوع من التدخل القوي في أسواق أسهم جنوب القارة، اللازم لاستعادة ثقة المستثمرين الضائعة.
كان المصرف المركزي الأوروبي قد وافق على بدء شراء سندات يونانية، وبرتغالية، وأيرلندية في نيسان / أبريل الماضي، للمساعدة في دعم خطة "الصدمة والرعب" الخاصة بالاتحاد الأوروبي، التي عُرِفت بصندوق الاستقرار المالي الأوروبي. وقد بلغت حتى الآن القيمة الإجمالية للصفقات الشرائية 47 مليار يورو (39 مليار إسترليني ).
وفي سياق متصل، تنقل اليوم صحيفة التلغراف البريطانية عن خوسيه مانويل جونزاليس بارامو، عضو مجلس إدارة المصرف المركزي الأوروبي، قوله :" لم يكن من الصحيح تماما ً افتراض أن المركزي الأوروبي هو المشتري الوحيد للديون. فنحن سنستمر في شراء السندات إلى أن يستقر الوضع". ويُقال أن البنك المركزي الألماني ( البوندسبنك ) قد أصيب بحالة من الضجر نتيجة لاندفاع البنوك الفرنسية صوب الخروج، بينما ظلت البنوك الألمانية متمسكة باتفاق جنتلمان للحفاظ على أصولها اليونانية. في ما يؤكد مجلس إدارة المركزي الأوروبي على أنه قام بتطهير جميع المشتريات، ولم يعرض أية حوافر صافية. وفي واقع الأمر، لم يقم البنك المركزي الأوروبي إلا بالقليل لتعويض التشديد المالي الحاد من قبل بعض دول منطقة اليورو.
وتواصل الصحيفة الحديث بنقلها عن أندرو بولز، رئيس فريق شركة بيمكو في أوروبا، قوله :" يبدو أن التزام المركزي الأوروبي من النوع الفاتر. فقد بدأت المشكلة السيادية الأوروبية في تلويث القطاع المصرفي الأوروبي والاقتصاد العالمي". وأشار سيلفيو بيروزو، من رويال بنك أوف سكوتلاند، إلى أن المزاد السلس الذي أجرى على سندات اسبانية بقيمة 3.5 مليار يورو لم يفعل سوى القليل لمساعدة المصارف والشركات الاسبانية التي تجمدت خارج أسواق الديون وتواجه أزمة في التمويل.
وتابع بيروزو بالقول :" إن المركزي الأوروبي بحاجة إلى التصرف قبل أن تصبح العدوى متوطنة. فالنظام المصرفي الإسباني يقع في قلب عاصفة جليدية وهناك مخاطر بأن يتعرض لحالة من التوقف المفاجئ إذا لم يتمكنوا من سداد الديون. ونحن من جانبنا إذ نتوقع الآن أن يكون هناك نوعاً من أنواع التدخل، ربما في السندات المغطاة". وقال ماركو انونزياتا، من بنك "أوني كريدت" الايطالي، :" إن ظهور اختبارات الضغط يعد مقامرة. فقد رفعت اسبانيا من المخاطر، وتوقعات السوق: فهي بحاجة الآن لإظهار قدرتها على مواجهة التحدي. فإسبانيا هي العمود الفقري لمنطقة اليورو. وإذا ما فشلت، فلن تكون التداعيات محمودة العواقب بالنسبة للمنطقة".
وختم دافيد أوين، من قسم الدخل الثابت في شركة جيفريز، بتأكيده على أن منطقة اليورو قد تبدأ في التقلص من جديد في النصف الثاني من العام الجاري. وأضاف في السياق عينه، بالقول :" إن المشكلة الأساسية التي تتعرض لها أسواق الديون الأوروبية هي أن المستثمرين لا يثقون كثيرا ً في إستراتيجية الاتحاد الأوروبي الخاصة بإجبار الدول على اتخاذ إجراءات تعني بتنفيذ تخفيضات صارمة في خضم موجة الركود".