تراجع حركة شراء سندات خزائن دول أوروبا الجنوبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تراجعت المصارف الدولية الكبرى عن شراء سندات خزائن حكومات دول أوروبا الجنوبية بسبب وابل من التوصيات التي تلقتها هذه المصارف من مديري ادارة المخاطر المصرفية.
برن (سويسرا):إن مديري هذه المخاطر فرضوا أمراً ديكتاتورياً على هذه المصارف بعدم زيادة درجة الانكشاف على سندات الخزائن الحكومية التابعة لدول أسبانيا واليونان والبرتغال وايطاليا! اذن، تزدهر الآن حركة مبيعات هذه السندات، من أوروبا وصولاً الى الصين. أما المشترين فهم قلائل اليوم من جراء حركة انكماش لافتة، مؤخراً، في سوق سندات الخزائن الأوروبية. وتتمحور المستجدات حول ادراج سندات الخزينة الايطالية ضمن لائحة تبتعد المصارف العملاقة عن التعامل معها لتلقيها أوامر صارمة، في هذا الشأن، باستثناء المصارف الايطالية.
في هذا الصدد، يشير الخبير "ريكاردو بانكيتي"، في شركة الاستشارات المالية "باكتوم أدفايزر" (Pactum Advisers)، ببرن الى أن سندات الخزائن الأوروبية طالما اشتهرت بعدم وجود مخاطر استثمارية، حولها، لا سيما بعد ولادة اليورو. هكذا، أقبلت المصارف على شرائها بنهم. أما قواعد "بازل 2" فجاءت بدورها لحفز عمليات شراء هذه السندات بما أنها خالية من أي تضحيات أم خسائر مالية. وقبل انفجار الأزمة المالية اليونانية، حقن المصرف الأوروبي المركزي المصارف الأوروبية بسيولة مالية غير محدودة، لشراء هذه السندات، بفوائد رست على واحد في المئة فقط.
علاوة على ذلك، ينوه الخبير بانكيتي بأن المصارف الأوروبية كانت ضالعة عمداً في مضاربات، استهدفت استغلال نسبة الفوائد المتدنية هذه، لجني الأرباح. تمحورت كيفية جني هذه الأرباح، وفق الشرح الذي أعطاه الخبير بانكيتي، حول شراء سندات لها مردود، أعلى من 1 في المئة، وذات مخاطر شبه معدومة. وهذا ما كانت سندات الخزائن الأوروبية توفره لها! تعرف لعبة المضاربات هذه باسم "كاري ترايد" (Carry Trade) وهي سهلة. اذ ان المصارف كانت تطلب قروضاً، من المصرف الأوروبي المركزي، بفائدة واحد في المئة.
بعد ذلك، كانت المصارف تستثمر أموال القروض في أسهم وسندات ذات مردود عال. لمضاعفة الأرباح، الى أقصى الحدود، كانت الاستثمارات المصرفية تستهدف تلك الدول التي طالما عرضت، سابقاً، مردوداً مغرياً على سندات خزائنها والتي تجد نفسها الآن، للأسف الشديد، في دوامة لامتناهية من الديون المتراكمة على موازناتها العامة. اذن، تغيرت رياح المضاربات، بصورة جذرية، من موضة شراء هذه السندات الى أخرى تريد التخلص منها بأسرع ما يمكن! وتقود صناديق التحوط عمليات البيع هذه، بالجملة والمفرق، لأسباب متعلقة بتغطية المخاطر المالية القادمة، المتوقعة وغير.