اقتصاد

المصارف الأوروبية تدخل قفص التعايش مع حكوماتها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قفزت حصص المؤسسات الحكومية، في المصارف الأوروبية، في العامين الأخيرين من 6 الى 25 في المئة. ويطال هذا التعايش، المصرفي الحكومي، أكبر 32 مصرفاً بأوروبا.

في هذا الصدد، يشير الخبير "مارتن غوبلز"، في قسم البحوث الاحصائية، في مصرف يو بي اس الى أن 48 في المئة من أصول المصارف البريطانية تسيطر عليها حكومة لندن. في حين تتراجع هذه النسبة الى 35 في المئة، بألمانيا. كما أن معظم عمليات التأميم الأوروبية الرئيسية حصلت بين الربع الثالث من عام 2008 والشهور الأولى من العام الماضي، أي قبل ولادة الأزمة العقارية بأميركا وتلك المالية البحتة بأوروبا. على سبيل المثال، زادت الخزانة البريطانية أسهمها بالمصارف الوطنية كي تستأثر الآن بنحو 73 في المئة من رؤوس أموال مصرف "رويال بنك أوف سكوتلند" و43 في المئة من أصول "لويدز بنكينغ غروب". أما حكومة برلين فهي تهيمن الآن على أكثر من 90 في المئة من مصرف "هيبو ريل استايت هولدينغ". علاوة على ذلك، تهيمن حكومة برلين على أكثر من 25 في المئة من مصرف "كوميرسبنك"، الذي اشترى بدوره مصرف "دريسدنر بنك" من شركة "أليانس" للتأمين. كما اشترت برلين 8 في المئة من أصول "دويتش بنك" من الوحدة المصرفية التابعة لشركة البريد الألماني.

ويتوقف الخبير غوبلز لاعطاء أمثلة أخرى، يستنتج المحللون من خلالها أن المصارف الأوروبية أضحت على وشك الانصياع لتعليمات حكوماتها، تشمل فرنسا وبلجيكا وحتى السويد. في الوقت الحاضر، تهيمن حكومة بلجيكا على 11.6 في المئة من أصول مصرف "بي ان بي باريباس". أما لوكسمبورغ فهي تنوي تعزيز حصتها، في هذا المصرف الفرنسي، التي ترسو اليوم عند 1.2 في المئة. من جانبها، تهيمن حكومة باريس على 14.9 في المئة من أسهم "بي ان بي باريباس"، وعلى 7 في المئة من أسهم مصرف "سوسيتيه جنرال". هذا وتحركت حكومة ستوكهولم أيضاً لشراء حصة تاريخية في مصرف "نورديا بنك" السويدي رست على 20 في المئة.

على صعيد سويسرا، ينوه الخبير غوبلز بأن حكومة برن اشترت 9.3 في المئة من أسهم مصرف "يو بي اس" الذي يشكل سوية مع مصرف كريديه سويس أكبر قوة مالية ائتمانية هنا. يذكر أن سويسرا حولت مساعداتها الحكومية الى مصرف يو بي اس الى أسهم تم بيعها بالكامل، في الآونة الأخيرة، وذلك لعدم رغبة حكومة برن خوض حروب قضائية مباشرة مع واشنطن دفاعاً عن السرية المصرفية السويسرية التي يسعى الأميركيون الى تقويضها قدر الامكان.

برن (سويسرا): يتوقع الخبراء أن ترتفع كمية الأصول المصرفية، التي ستسقط في قبضة حكومات الدول الأوروبية، الى حد أبعد بما أن الأزمة المالية، التي خنقت قنوات النظام المصرفي العالمي، لم تنته بعد! في الواقع، فان ظاهرة تأميم المصارف تطال سويسرا كذلك، وحتى الدول الاسكندنافية. ويشتد طوق هذا التأميم أكثر فأكثر في كل من ألمانيا وبريطانيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف