اقتصاد

مجموعة العشرين تواجه عقبات الإصلاحات المالية وضبط ادائها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلال تظاهرة مناهضة لقمة مجموعة العشرين

إنطلقت السبت قمة مجموعة العشرين في مدينة تورنتو الكندية، بمشاركة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وينتظر أن تعمل القمة على إعادة إطلاق عجلة التعاون الدولي بين الاقتصادات العالمية الكبرى، وتثبيت الاستقرار الاقتصادي العالمي، الذي اهتز نتيجة الأزمة المالية العالمية التي مازال العالم يكافح من أجل تجاوز تأثيراتها.

تورونتو: يؤكد قادة الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين الذين بدأوا قمتهم السبت في تورونتو ان هدفهم المشترك هو تشجيع النمو العالمي لكنهم لا يخفون خلافاتهم بشأن خفض العجز في ميزانياتهم.

وبين دول انظمة مالية ذاته مختلفة جدًّا لكنها التزمت بتعهدات طموحة اثناء قمتها السابقة في بيتسبرغ (الولايات المتحدة)، سيكون موضوع اجتماعات تورونتو محصورًا فقط في المحافظة على الوحدة.

وطوال نهار السبت، ادلى رؤساء دول وحكومات بتصريحات مطمئنة تؤكد تصميمهم على تعزيز الانتعاش العالمي.

وترى الدول الصناعية في مجموعة الثماني ان "العالم يشهد بداية انتعاش هش بعد اخطر ازمة اقتصادية تعرض لها منذ اجيال". لكن كندا الدولة المضيفة للقمتين، لفتت الى غياب وجود اتفاق بين دول مجموعة الثماني بشان استحداث رسم على المصارف، مشيرة في الوقت نفسه الى ان كل دولة ستبقى حرة في استحداث وتطبيق هذا الرسم ام لا.

وأعلن لن ادواردز ابرز مفاوض كندي في مجموعة الثماني في مؤتمر صحافي "لم يتم التوصل الى اتفاق حول رسم مصرفي شامل".

وفي المقابل، من الواضح ان كل دولة بقيت "حرة التصرف كما تشاء"، على غرار فرنسا والمانيا او بريطانيا التي تؤيد استحداث مثل هذا الرسم، وقلل الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذان يعتمدان خيارات متباعدة جدًا في السياسات الاقتصادية، من اهمية الخلافات في لقائهما الاول.

وقال اوباما "تبنينا ردودا مختلفة في بلدينا لان الوضع مختلف بينهما لكننا نسير في الاتجاه نفسه وهو ضمان نمو دائم على الامد الطويل"، واضاف كاميرون "نسلك الطريق نفسه وهو طريق النمو العالمي والاستقرار".

لكن مجموعة العشرين لم تتمكن من تجاهل احد التهديدات الاولى التي يواجهها هذا النمو وهو ارتفاع الدين العام في الاقتصادات الكبرى في العالم. وتريد كندا التي تستضيف الاجتماع جعل خفض الدين العام احد العناصر الاساسية في البيان الختامي الذي يصدر اليوم الاحد.

وقال ديمتري سوداس الناطق باسم رئيس الوزراء الكندي ان ستيفن هاربر ينوي تشجيع دول مجموعة العشرين على "خفض العجز لديها بمقدار النصف بحلول 2013 والبدء بخفض معدل العجز مقابل الناتج الداخلي الخام بحلول 2016".

ومجموعة العشرين كانت كلفت صندوق النقد الدولي تقديم مقترحاته في هذا الشأن، انقسمت اخيرا حول جدوى فرض مثل هذا الرسم والطريقة التي ينبغي ان يعتمدها القطاع المالي "لضمان مساهمة عادلة وجوهرية تحمله على دفع الكلفة الناجمة عن عمليات تدخل الدول لإصلاح النظام المصرفي"، وهذه هي نقطة الانطلاق، لكن "لا دليل على أن فرض هذا الرسم ضروري في كل الدول"، كما اوضح اندري بوكاريف احد اعضاء الوفد الروسي الجمعة في تورونتو.

وهناك دول عدة تنتهج الخط نفسه، مثل شركاء موسكو في مجموعة الدول الناشئة (البرازيل وروسيا والهند والصين) والدولة الكندية المضيفة او حتى استراليا. وتعتبر هذه الدول انها ليست في حاجة لاثارة الاضطراب في الرقابة على مصارفها ولا في معاقبتها عن طريق فرض ضريبة محددة.

إلا أن وكالة رويترز للانباء قالت إن مسودة البيان الختامي لقمة العشرين تبين بأن الدول الاعضاء في مجموعة العشرين تقترب من التوصل الى حل وسط يكفل خفض العجز في ميزانياتها الى النصف في غضون ثلاث سنوات وتشديد الرقابة على نشاطات البنوك.

وقال متحدث باسم الوفد الياباني في تورونتو، ان مجموعة العشرين لم تتطرق الى هذه المسالة بالتحديد الجمعة، ولم يتغير الوضع منذ بيان اجتماع الوزراء في بوسان (كوريا الجنوبية) في الخامس من حزيران/يونيو الذي اشار "الى مجموعة مقاربات" وأكد ضرورة ان "تؤخذ في الاعتبار الظروف الخاصة والامكانيات المتوافرة لكل دولة".

واعلن المسؤول الكبير في الوفد الاميركي في هانتسفيل ان مجموعة الثماني تحدثت عن "ضبط مالي بشكل اعم".

وامضى الاوروبيون الايام التي سبقت قمة تورونتو في التشديد على تاييد فرض هذا الرسم. وتأمل المانيا وفرنسا وبريطانيا ان تكون هي المثال في هذا الاطار.

اما الولايات المتحدة التي كانت بين مشجعي الفكرة، فلم تعد تتحدث عن الامر اخيرًا. ففي واشنطن، بات على الكونغرس بحث مسالة هذا الرسم اثناء مناقشة بنود موازنة 2010/2011 هذا الصيف.

وقد وصل الرئيس باراك اوباما في المقابل الى كندا وفي جعبته تسوية توصل اليها نواب بلاده حول اصلاح عملية الضبط المالي الاكثر طموحًا لدى مجموعة العشرين.

ويرأس العاهل السعودي وفد بلاده قمة تورنتو بعد أن غاب عن القمة الأخيرة في بتسبيرغ الأميركية، ويعطي حضور ومشاركة العاهل السعودي في القمة بعدا إضافيا لها لما يمتلكه من ثقل سياسي واقتصادي كبير بالعالم العربي والإسلامي.

وتعتبر السعودية الدولة العربية الوحيدة المشاركة في قمة الدول العشرين الاقتصادية، و تأتي في المرتبة الثامنة عشرة في دعم الاقتصاد العالمي بفضل ما تمتلكه من مخزون هائل من النفط جعلها تتربع على عرش الدول المنتجة له.

لكن مجموعة العشرين لم تحمل الكثير الى تورونتو. فالمباحثات بين المصارف المركزية وهيئات الضبط المالي للقواعد الجديدة للصناديق الخاصة (+بال 3+) تتطلب وقتًا. والتعهد بوضع حد "لحالات الافراط" في المالية التي دفعت للوقوع في الانكماش، واجه صعوبة في ايجاد ترجمة ملموسة على الارض.

وهكذا قالت جمعية مناهضة العولمة الجمعة إن "آخر قمم مجموعة العشرين توصلت إلى خطط للنهوض والمساعدات الكثيفة للنظامين المالي والمصرفي من دون إخضاع هذين النظامين في المقابل لعمليات تنظيم جديدة".

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج، إن على مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسة والصاعدة ألا تتعجل في كبح عجز الميزانيات تجنبا لمخاطر انكماش الأسعار, ودعا بدلاً من ذلك إلى تنسيق السياسات من أجل تعاف اقتصادي مستدام.

وأبلغ سينج صحيفة "تورنتو ستار" في مقابلة نشرت أمس السبت قبيل وصوله لحضور قمة مجموعة العشرين في تورنتو "إحساسي هو أن خفض الإنفاق قبل الأوان يحمل في طياته مخاطر عالمية كبيرة جدا .. في الوقت الحالي خطر انكماش الأسعار في الاقتصاد العالمي, هو من وجهة نظري أشد بكثير من خطر التضخم".

ويعقد اجتماع مجموعة العشرين وسط جدل بشأن سبل تحسين الأوضاع المالية العامة دون تقويض تعاف متفاوت من الأزمة المالية العالمية.

وقال سينج إن طريقة تعامل أوروبا مع مشكلات ديونها ستكون "عاملاً رئيسًا في تحديد طريقة تطور الاقتصاد العالمي".

وبدأت الهند بالفعل سحب إجراءات التحفيز التي أعلنت في أعقاب الأزمة المالية. وكشفت نيودلهي عن خريطة طريق لخفض العجز إلى 4.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية آذار/مارس 2013 من 5.5 في المئة في ميزانية السنة المالية الحالية التي تنتهي في آذار/مارس 2011 مدعومة في ذلك بازدهار العائدات نتيجة لتسارع النمو.

ومن المنتظر أن ينمو ثالث أكبر اقتصاد في آسيا 8.5 في المئة هذا العام بعد نمو نسبته 7.4 في المئة في العام الماضي.

من جهته، قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان "مجرد استعداد مجموعة العشرين لقبول اهداف محددة امر مشجع". واضاف "انه دليل على ارادة لتنسيق السياسات".

لكن وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر كان في الجهة المقابلة. وقد اكد ان "ندوب الازمة ما زالت موجودة لذلك يجب ان تتناول القمة النمو بشكل اساسي"، وانتقد معظم شركائه في مجموعة الثماني.

واشار غايتنر الى "بعض الاطراف في اوروبا" واليابان، قائلا "لم نر بعد من هذه الدول مجموعة سياسات تجعل الجميع يثقون باننا سنرى نموا اقوى معززًا بالطلب الداخلي في هذه البلدان في المستقبل".

وجاءت تصريحات غايتنر مع ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اكد وجود توافق. وقال "نقول انه يجب التنسيق في اعداد سيناريوهات مخرج من الازمة"، واضاف ساركوزي "ليس هناك محاور واحد على طاولة الثماني ينكر ضرورة خفض الدين والعجز وتحقيق ذلك بطريقة عملية عبر اخذ الوضع الخاص بكل بلد في الاعتبار".

من جهته، انتقد وزير المال البرازيلي غيدو مانتيغا رئيس الوفد في غياب الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاوروبيين، وعبر عن قلقه من الطريقة التي ينوون عبرها "احتلال الاسواق الناشئة التي تشهد نموًا كبيرًا" بصادراتهم بدلا من تعزيز الطلب في اسواقهم، وقال ان "هذه الدول بدلاً من ان تشجع النمو، تولي اهتماما اكبر لضبط الميزانية واذا كانت مصدرة فستفعل ذلك على حسابنا".

ترحيب بإجراء الصين بشأن عملتها
هذا وقال مسؤول بمجموعة العشرين يوم السبت إن مسودة بيان مجموعة العشرين التي تضم الدول الثماني الصناعية الغنية ودولا صاعدة ترحب باجراء الصين بجعل عملتها أكثر مرونة وجهودها لتعزيز الطلب المحلي.

وقال المسؤول وهو ينقل مباشرة من مسودة البيان "نرحب بالاجراءات التي اتخذت وجهود الصين لتعزيز الطلب المحلي وادخال مزيد من الاصلاح على نظام سعر صرف اليوان وتعزيز المرونة في اسعار الصرف."

وبعد اسابيع من الضغوط المتنامية من واشنطن ودول اخرى على الصين لكي تسمح لعملتها بالارتفاع اعلنت بكين منذ اسبوع انها ستنهي الربط الفعلي لليوان بالدولار الأميركي الساري منذ نحو عامين.

وتريد الولايات المتحدة من الصين السماح لليوان بأن يرتفع بسرعة أكبر للمساعدة في انكماش عجز الميزان التجاري لواشنطن. ويتهم اعضاء بالكونجرس الأميركي الصين بجعل صادراتها أرخص بطريقة مصطنعة وسرقة وظائف أميركية.

وارتفع سعر اليوان مقابل الدولار الأميركي في نهاية الاسبوع بنسبة 0.5 في المئة بعد التحرك الذي اتخذه البنك المركزي الصيني.

مجموعة بريك تلغي اجتماعًا على هامش قمة مجموعة العشرين
في غضون ذلك، ألغى زعماء روسيا والهند والصين اجتماعا لما يسمى بدول مجموعة بريك على هامش قمة مجموعة العشرين يوم السبت بعد ان تخلف الرئيس البرازيلي ايناسيو لولا دا سيلفا عن الحضور من اجل معالجة الفيضانات العارمة في بلاده.

وتسهم المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين بنحو 16.5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي العالمي وتسعى للحصول على دور اكبر في المؤسسات المالية العالمية.

وقال مصدر في احد وفود مجموعة بريك طلب عدم نشر اسمه "لن يكون هناك اجتماع لزعماء بريك نظرًا لعدم استطاعة الرئيس لولا الحضور بسبب الوضع في البرازيل".

ورغم الخلافات أظهرت الكاميرات تحيات ودية بينما أخذ قادة مجموعة الثماني أماكنهم حول طاولة مستديرة في منتجع ديرهرست الفاخر. وتصافح الرئيس الأميركي باراك أوباما مبتسمًا مع نظرائه ثم تبادل أطراف الحديث مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

... إحتجاجات ومواجهات
من جهة اخرى، وقعت صدامات بين عناصر من الشرطة وناشطين متطرفين في تورونتو على هامش تظاهرة مناهضة لقمة مجموعة العشرين وتم احراق سيارتين للشرطة.

كذلك، تضررت سيارتان اخريان وتم تحطيم العديد من الواجهات خلال تلك الصدامات التي اندلعت قبيل انتهاء تظاهرة كبيرة شهدها وسط تورونتو السبت.

وكان الاف من مناهضي قمة مجموعة العشرين تظاهروا بهدوء تحت المطر، مرددين شعارات تندد بكلفة هذه القمة ومطالبين بالدفاع عن الفقراء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

عقبات الإصلاحات فى العالم من الشعبى حمل على البلاد قبل ان يموت يكلف البلاد الكثير لعلاجه و يجب منعهم من الانجاب و مع فتح الحدود و مبلغ محترم و معاش لجميع الناس من سن محدد

nero
nero -

عقبات الإصلاحات فى العالم من الشعبى حمل على البلاد قبل ان يموت يكلف البلاد الكثير لعلاجه و يجب منعهم من الانجاب و مع فتح الحدود و مبلغ محترم و معاش لجميع الناس من سن محدد