العلاقات التجارية بين كردستان العراق وتركيا تدخل مرحلة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أربيل (العراق): تدخل العلاقات التجارية بين تركيا وكردستان العراق مرحلة جديدة، تساهم في ترسيخ نشاط الشركات التركية، التي تستحوذ على نسبة كبيرة من الحركة الاقتصادية في الإقليم، رغم نشاط حزب العمال الكردستاني.
وقال الوزير التركي، المكلف شؤون التجارة الخارجية ظافر كاغليان، الذي يرافقه وفد يضم حوالي مئتين من رجال الأعمال الأربعاء "نريد بناء علاقات اقتصادية متينة، ويمكن ملاحظة توجهنا من خلال افتتاح القنصلية التركية في أربيل".
وأضاف أمام ملتقى رجال الأعمال الأكراد والأتراك في أربيل "نأمل من الشركات التركية الموجودة في أربيل والسليمانية ودهوك وكركوك والموصل أن تنجح، فالتبادل التجاري ارتفع 30% العام 2009".
وبلغ حجم المبادلات التجارية بين العراق وتركيا سبعة مليارات دولار العام الماضي. ووصف الوزير التركي، الذي التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الحكومة المحلية برهم صالح، زيارته بأنها "مهمة جداً"، وافتتح في أربيل جامعة "بيلكرت"، التي أسسها التركماني العراقي إحسان دوغرمجي باشا في أنقرة.
من جهته، قال صالح لوكالة فرانس برس "هناك حديث عن زيارة اقوم بها الى تركيا وهذه خطوة مهمة". وحول زيارة كاغليان، اضاف انها "دلالة على الثقة بحاضر ومستقبل اقليم كردستان فهو بحد ذاته سوق واعدة ونعتقد انه منطقة آمنة ومستقرة في العراق ويشكل معبرا الى السوق العراقية الاكبر".
وكان كاغليان صرح لصحيفة ملييت التركية أن "التجارة هي مفتاح السياسة، وتحسين علاقات الأعمال سيسمح بحل مشكلتنا. فالإرهاب سيتراجع مع تحسن الوضع الاقتصادي، سواء في منطقة (شمال العراق) أو في تركيا". وكثّف حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا ودول أخرى عدة منظمة إرهابية، المواجهات مع القوات التركية في الأسابيع الأخيرة. وغالباً ما تتهم تركيا أكراد العراق بالتساهل أو حتى بمساعدة حزب العمال الكردستاني.
ورغم التوترات، ينشط رجال الأعمال الأتراك بقوة في كردستان العراق. وقال كاغليان في هذا الصدد "إن 80% من المواد الغذائية والألبسة، التي تباع في شمال العراق، منتجات تركية. ويشارك المقاولون الأتراك في عدد كبير من المشاريع في المنطقة".
وأضاف "لكن لا يزال هناك الكثير من العمل في البنى التحتية والمستشفيات والمدارس. والأتراك هم المرشحون الأكثر طموحاً في كل هذه المجالات".
وقد بحث حوالي 600 مشارك في المؤتمر، الذي بدأ أمس عدداً من المشاريع، مثل فتح فرع لمصرف تركي أو تسيير رحلات منتظمة للخطوط الجوية التركية. من جهتها، رحّبت الأوساط الاقتصادية بالانفتاح التجاري، وأكد دارا جليل خياط رئيس الغرف التجارية والصناعية في الإقليم لفرانس برس أن "هذا اللقاء جدا ضروري وحيوي ومهم، ونتمنى تطوير العلاقات بين التجار الأكراد والأتراك".
بدوره، قال حسين باياز، وهو رجل أعمال تركي من أزمير "قمنا بجولة في أربيل، وشاهدنا العديد من المشاريع التطويرية، وعند عودتنا سنجري تقييماً، وبعدها سنتخذ القرار المناسب لاتخاذ خطوات أخرى للعمل هنا".
من جانبه، اعتبر خبير الشؤون التركية ريبوار كريم ولي أن الخطوات التي تحدث عنها الوزير التركي، مثل قيام منطقة حرة ورحلات للخطوط الجوية التركية إلى كردستان، فإنها لن تنجح إذا لم يكن هناك دعم حكومي". وأشار إلى أن "الحكومة التركية اتخذت خطوة أخرى مهمة، تتمثل في فتح فرعين لمصرفي "ايش بنك" و"زراعة بنك" الحكوميين، وهذا يشكل دليلاً على أنها جادة في إقامة علاقات تجارية واقتصادية طويلة الأمد مع كردستان العراق".