أوروبا وسويسرا خائفتين من اقتصاد الظل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يلعب اقتصاد الظل (shadow economy) أهمية كبيرة، لاسيما في الآونة الأخيرة، عقب الأحداث التي عصفت بالدول الغربية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. لا بل يستأثر اقتصاد الظل الآن بمكانة مرموقة على مستوى الفكر السياسي الاقتصادي الاجتماعي.
برن (سويسرا): يُقصد باقتصاد الظل ما هو معروف بالاقتصاد المستتر أي الاقتصاد غير المنظم، وهو يحتضن جميع الأنشطة الاقتصادية التي يقودها الأفراد أو الشركات أو المنظمات التي لا يتم احصاؤها رسمياً ولا تعرف الحكومات قيمتها الفعلية ولا تدخل حتى في حسابات الدخل القومي ولا تخضع للنظام الضريبي أو الرسوم!
من جانبهم، تتمحور مهام خبراء ومحللي الاقتصاد، خصوصاً بسويسرا ودول منطقة اليورو، حول تقييم كمية طائلة من الأموال التي تفلت سنوياً من قبضة سلطات تحصيل الضرائب. فأثناء قياس الناتج الاجمالي المحلي لكل دول أوروبية غربية، ينبغي اعطاء قيمة لاقتصاد الظل، لو تقديرية، لأجل تحليل تأثيره على النمو الاقتصادي. في مطلق الأحوال، يقدر الخبراء أن يستأثر اقتصاد الظل، في دول منطقة اليورو، بما معدله 17 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي ما يعني قوة نيران مالية خفية مجموعها 260 بليون يورو غير خاضعة للضرائب. في ما يتعلق بسويسرا، التي لم تعتنق اليورو بعد، فان قيمة اقتصاد الظل ترسو تقريباً على 130 بليون فرنك سويسري أي أنها تستأثر بحوالي 9.6 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي.
في سياق متصل، يشير البروفيسور فريدريخ شنايدر، من جامعة زوريخ، الى أن الأزمة المالية ساعدت في تسريع تفشي ظاهرة اقتصاد الظل.هكذا، فان جميع الدول التي تنتمي الى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تتوقع احتداد هذه الظاهرة، العام. علاوة على ذلك، تستعد الكثير من الشركات ورجال الأعمال معاً لخوض معركة مصيرية تخولهم جني ما أمكنهم من أرباح(الحد الأدنى منها) عن طريق ممارسة أنشطتهم داخل الاقتصاد الشرعي والمنظم. وللتعويض عن تراجع الأرباح، فان الشركات ورجال الأعمال والأفراد ستعزز تواجدها في أنشطة اقتصاد الظل!
وينوه البروفيسور شنايدر بأن الأزمة المالية، التي تستهدف العالم منذ عام 2008، حضت الكثيرين على التخطيط لسلوكيات وأنشطة تجارية غير نظامية. بمعنى آخر، ونظراً لتقلص الأرباح من جيوب الجميع، فان الكثيرين اختاروا التهرب من دفع الضرائب. هذا وتعتبر سويسرا اضافة الى امارات أوروبية أخرى، كما ليشتنشتاين ولوكسمبورغ وأندورا وسان مارينو، الملجأ الآمن لمن قرر عدم دفع الضرائب.