قادة الأعمال في الشرق الأوسط يدركون اهمية تعزيز سمعتهم التجارية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: كشف استطلاع أجرته "المجموعة الاستشارية للاستدامة"، التحالف الدولي الذي يضم مجموعة من الخبراء والاستراتيجيين المتخصصين في الاستدامة، عن تنامي إدراك قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط بضرورة اعتماد المسؤولية الاجتماعية للشركات في صلب أعمالهم التجارية. وأجمع عدد كبير منهم على أن التطبيق الملائم للمسؤولية الاجتماعية يمكن له المساهمة في تعزيز السمعة التجارية والابتكار والنمو.
وتعليقاً على ذلك، قالت ماريا سيلانبا، المديرة المؤسسة للـ"المجموعة الاستشارية للاستدامة": "شمل الاستطلاع السنوي الثاني للمجموعة عدد كبير من مؤسسات الأعمال في ثمان دول في المنطقة. ويتخذ 60% من المشاركين من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لهم، في حين يتوزع الباقون على دول أخرى في المنطقة بضمنها المملكة العربية السعودية، البحرين، سلطنة عمان، قطر، اليمن، الأردن ومصر. وشاركت مؤسسات الأعمال من القطاعين العام والخاص بشكلٍ متساوٍ في هذا الاستطلاع. وجاءت نسبة الاستجابة الأكبر من المؤسسات العاملة في قطاع الطاقة، يليها قطاعي الخدمات والزراعة على التوالي".
وأعرب 90% من المشاركين عن اعتقادهم بأن برامج المسؤولية الاجتماعية ذات المصداقية تمكّن من بناء سمعة جيدة والحفاظ عليها، وأكد 80% منهم على قدرة المسؤولية الاجتماعية للشركات على استقطاب عملاء جدد وتعزيز الابتكار، في حين رأى 70% منهم بأنها تساعد على دخول أسواق جديدة فضلاً عن تعزيز حصتهم الحالية في الأسواق.
وأضافت سيلانبا: "نلمس بوضوح تزايد اهتمام مؤسسات الأعمال في المنطقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، بعد أن كانت في السابق من الموضوعات الهامشية التي لا تعتمد إلا من قبيل فعل الخير وعند توفر الوقت والموارد. بينما يتفق عدد متزايد من المدراء التنفيذيين اليوم على اعتماد المسؤولية الاجتماعية للشركات في صلب استراتيجياتهم للأعمال، الأمر الذي يعكس نضج قطاعات الأعمال في المنطقة وحرصها على مواكبة الممارسات العالمية".
وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، فقد أظهر الاستطلاع أيضاً بعض المؤشرات المقلقة تجاه مجموعة من القضايا الهامة التي تواجه المنطقة. فعلى سبيل المثال، لا يزال عدد كبير نسبياً من قادة الأعمال لا يعيرون أهمية للقضايا البيئية كترشيد استهلاك الماء، التغير المناخي وإدارة النفايات. وقالت سيلانبا: "كما أشرنا في تقريرنا للعام الماضي، ونظراً للتوقعات الحالية للمنطقة المتعلقة بشح المياه والتغير المناخي، تعتبر هذه النتائج مقلقة إلى حدٍ ما لأنها تشير إلى أن عدداً من الشركات في المنطقة غير مهيأة للتأقلم مع التحولات في واقع الأعمال التجارية".
كما جاءت الأرقام المتعلقة بالحد من الفقر مقلقة أكثر في تقرير هذا العام، بارتفاع عدد المشاركين الذين لا يؤمنون بأهمية هذه القضايا في استراتيجيات الأعمال بنسبة 10% مقارنة مع نتائج العام الماضي، حيث ارتفعت من 28% إلى 38%.
وقامت سيلانبا، وهي تمتلك سمعة دولية رفيعة كواحدة من أبرز القادة في مجال المسؤولية الاجتماعية والاستدامة وقد احتلت مؤخراً المرتبة الثالثة عالمياً في قائمة أفضل 100 استشاري قيادي في هذا المجال، بتسليط الضوء على خمس قضايا أساسية خلص إليها الاستطلاع، والتي تتوافق غالبيتها مع الاتجاهات العالمية السائدة في هذا المجال، وهي:
middot; مواجهة المدراء التنفيذيين في المنطقة صعوبات في ربط القضايا البيئية بالربحية وتحسين الأعمال على المدى البعيد
middot; تزايد أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات
middot; نضوج الموقف من المسؤولية الاجتماعية للشركات
middot; ضرورة المبادرة الذاتية في اعتماد مبادرات فعالة للمسؤولية الاجتماعية للشركات عوضاً عن فرضها من قبل الحكومات والهيئات التنظيمية
middot; الاعتراف المتزايد بالمسؤولية الاجتماعية للشركات كإطار لنمو الأعمال في المستقبل
وقالت سيلانبا: "يتواصل الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالموارد البشرية مثل رفاهية، صحة، وسلامة الموظفين; التوظيف واستمرارية الموظفين; الممارسات الأخلاقية; الحوكمة والشفافية، باعتبارها أحد أهم جوانب المسؤولية الاجتماعية التي يتحتم على قطاعات الأعمال في المنطقة معالجتها. في حين يقل الاهتمام بالقضايا البيئية مثل ترشيد استهلاك الماء، التغير المناخي والوصول إلى الموارد، على الرغم من أن هذه القضايا قد استحوذت على اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة. وكانت تلك إحدى الدروس الهامة التي توّصلنا إليها من خلال الاستطلاع".
وأضافت سيلانبا: "لقد لمسنا جهوداً حثيثة من قبل الحكومات والمجتمع المدني في المنطقة بهدف تعزيز الوعي حول القضايا البيئية وربطها بالمخاطر العملية التجارية التي يمكن لها أن تؤثر على مستويات الأداء والربحية. ونظراً للإطار الجغرافي- السياسي والبيئي الذي نعيش فيه، تؤكد "المجموعة الاستشارية للاستدامة" إضافة إلى العديد من المشاركين في هذا الاستطلاع على أن هذه القضايا تستلزم اهتماماً عاجلاً في السنوات المقبلة".
ومقارنة مع نتائج استطلاع العام الماضي، ارتفع عدد المشاركين الذين أكدوا على أن للمسؤولية الاجتماعية للشركات أهمية أكبر في المناخ الاقتصادي الصعب، من 50% في العام الناضي إلى 60%. كما يؤمن 90% من المشاركين بمساهمة المسؤولية الاجتماعية في بناء سمعة قوية للشركات والحفاظ عليها.
كما أشارت ننائج الاستطلاع إلى تطوّر مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات من النهج التقليدي المقتصر على المبادرات الخيرية والإنسانية، ليصبح اليوم أكثر نضجاً وشمولية. وباتت شركات الأعمال اليوم تدرك الفوائد التي يمكن أن تقدمها المسؤولية الاجتماعية للشركات متى ما اعتمدت في صلب الاستراتيجية العامة للأعمال. وقام أقل من 8% بتعريف المسؤولية الاجتماعية للشركات على أنها الاستثمار المجتمعي، مقارنة مع 17% في استطلاع العام الماضي.
وأشارت سيلانبا: "ينعكس هذا النضج أيضاً في نظرة الشركات إلى دور حكومات في قضايا المسؤولية الاجتماعية للشركات. وخلافاً لنتائج العام الماضي، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً بعدد الشركات التي تعتبر بأن المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد برامج حكومية يتحتم عليهم اعتمادها، بل بوجوب اعتمادها بمبادرة ذاتية بما يضمن الاستدامة ونجاح أعمالها التجارية على المدى البعيد".
وعلى الرغم من أن نصف المشاركين في الاستطلاع قد أشاروا إلى وجود استراتيجية واضحة ومحددة للمسؤولية الاجتماعية في أعلى مستويات الإدارة، إلا أن العدد ينخفض بشكل ملحوظ عندما يتعلق الأمر بالإدارة المنّظمة لهذه البرامج. فعلى سبيل المثال، يعتمد 14% فقط من المؤسسات المشاركة معايير تقييم للمسؤولية الاجتماعية للشركات، كما يعتبر 11% منهم أن هذه المعايير جزءاً من المكافآت المالية.
ومن الملفت شبه تضاعف عدد المشاركين الذين صنّفوا وظيفتهم ودورهم ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات أو الاستدامة، حيث وصل هذا العام إلى 37% مقارنة مع 19% في العام الماضي. ويندرج 36% ضمن فئة الإدارة العامة، مقابل 14% في الاستطلاع السابق. ووصف 30% منهم دورهم الوظيفي كمتخصصين في الاستراتيجية وتطوير الأعمال، وهو ما يشكل تقريباً ثلاثة أضعاف نتائج العام الماضي.
واختتمت سيلانبا قائلة: "تظهر هذه الأرقام جديّة قطاعات الأعمال في المنطقة في التعاطي مع المسؤولية الاجتماعية للشركات، إضافة إلى سعيها المتزايد لاستحداث وظائف متخصصة في هذا المجال في شركاتها".
وشاركت 151 مؤسسة في هذا الاستطلاع الذي جرى على مدار أكثر من ستة أسابيع خلال شهري مايو ويونيو الماضيين. يذكر أن "المجموعة الاستشارية للاستدامة" قد حرصت منذ أكثر من ثلاث سنوات على لعب دور فاعل في مساعدة قطاعات الأعمال في منطقة الشرق الاوسط على وضع برامج مبتكرة للمسؤولية الاجتماعية للشركات والاستدامة.