اقتصاد

الذهب الصيني يغزو الأسواق المصرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: يغزو "الذهب الصيني" أسواق مصر، التي يعيش 40% من سكانها حول خط الفقر، مشكلاً بديلاً عن الذهب الحقيقي الذي يعجز الكثير من المصريين عن الحصول عليه، رغم ما يشكله من أهمية اجتماعية.

تجد المصرية أميرة (31 عاماً) متعة في اقتناء هذا النوع من الحلي، وتقول "الحلي الصينية رخيصة وأنيقة، وأنواعها مختلفة، وقيمتها الفعلية أنها تحاكي الذهب بشكل عجيب".

وغزت هذه السلع المستوردة من الصين الأسواق المصرية، مع ارتفاع أسعار الذهب، إلى درجة أن بعض بائعي المجوهرات تحولوا إلى بيع هذا "الذهب الصيني". وتؤكد أميرة، التي تعمل محاسبة، أنها تأتي إلى القاهرة القديمة خصيصاً لشراء هذا النوع من الحلي.

ويقع قلب هذا السوق في حارة اليهود في خان الخليلي. وتوضح نورة، وهي صاحبة متجر لبيع الحلي، "لم يعد أحد قادراً على دفع ثمن الذهب في أيامنا، لذلك يرتفع الطلب على الذهب الصيني".

أما عزة رياض، التي اغتنمت هذا الوضع لتفتح متجراً في عين شمس شمال شرق القاهرة، إضافة إلى متجرها في خان الخليلي، فتقول "لدينا أساور تحاكي "شانيل" و"كارتييه"، وثمنها أقل من 50 جنيهاً"، أي أقل من عشرة دولارات. وتضيف "يمكن للمرأة أن تشتري مجموعة من الحلي تحاكي الذهب تماماً، وتضم سواراً وقلادة وأقراطاً بمبلغ 150 جنيهاً". وتوضح عزة رياض أن "هذه الحلي تمتاز بأنها تحافظ على لونها لمدة سنتين تقريباً".

وبالنسبة إلى بعض الشبان، فإن هذا النوع من الحلي يشكل مخرجاً من مشكلة "الشبكة"، التي ينبغي على الشاب تقديمها إلى خطيبته، وفقاً للتقاليد. في هذا الإطار، تؤكد عزة رياض أن عدداً من الشباب يقدمون "شبكة" تتألف كلياً أو جزئياً من الذهب الصيني.

ويقبل على شراء الذهب الصيني الميسورون أيضاً من أبناء القاهرة. في هذا السياق تقول سيلفيا تامر (43 عاماً) "اشتريت أقراطاً بثلاثين جنيهاً، وهو ثمن زهيد، ولا أحد يقدر أن يقول إن هذه الأقراط ليست من الذهب الحقيقي". لكنها تؤكد في المقابل "لن أقبل مطلقاً أن تكون شبكة ابنتي من غير الألماس".

ويثير انتشار الذهب الصيني استياء بائعي المجوهرات، على غرار وصفي واصف الذي يتحدث عن المخاطر الصحية الناجمة من اقتناء هذا النوع من الحلي. ويشيرون إلى أن "هذا ليس ذهباً حقيقياً، إنه مزيج من الألمنيوم والحديد ومعادن أخرى، يضاف إليها مركب كيميائي، ليعطيها هذا اللون الذهبي، وهذا المركب قد يسبب الحساسية" الجلدية.

أما المتخصصون فيرون أن هذا النوع ليس أكبر أثراً مما سواه من "الحلي المزيفة"، ويقول الطبيب رمزي أنسي، رئيس وحدة الأمراض الجلدية في مستشفى أحمد ماهر، إن "النيكل قد يسبب الحساسية لذوي البشرة الحساسة، وهو موجود في عدد من الحلي وفي الذهب الصيني أيضاً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف