الأسواق المالية العالمية تحوم داخل قفص التقلبات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يتسائل المحللون الغربيون حول المسار الذي ستتخذه الأسواق المالية وما هي الوجهة التي ستسحر المؤشرات المالية في الشهور القادمة. بالطبع، فانه من الصعب جداً رصد الأحوال المالية العالمية بدقة.
برن (سويسرا): يحاول الاقتصاديون والمستثمرون قراءة بعض المؤشرات البديلة، كما مؤشر بالتيك دراي وقيمة الين الياباني أمام الدولار الأسترالي، لاتخاذ قراراتهم وعرض جداول توقعاتهم. على المدى القصير، يُجمع العديد من المحللين على أن الأسواق المالية ستكون عرضة للتقلبات القوية.
في سياق متصل، يشير الخبير ايمانويلي دي ميو، في شركة "بوميتيا" للاستشارات المالية والاستثماراتية، الى أن مؤشر "بالتيك دراي" فقد جزء كبير من قدرته التنبوئية، في الشهور الأخيرة. يذكر أن هذا المؤشر يقوم بتتبع تكلفة شحن السلع. وعندما تكون الاقتصادات قوية، تتوسع حركة الشحن وترتفع الأسعار التي تدفعها الشركات لتغطية تكاليف الشحن. عندما تتباطأ الاقتصادات، تتراجع هذه التكاليف. وكان هذا المؤشر بارومتراً فاعلاً قبل ولادة الأزمة المالية. بعد ذلك، انقلبت المعايير، وفق هذا الخبير. اذ في حين حافظ مؤشر اس آند بي 500 على استقراره، هاهو مؤشر بالتيك دراي يهوي 50 في المئة، لناحية القيمة، في الشهرين الأخيرين. ويعزي الخبير دي ميو تدهور هذا المؤشر، خصوصاً من حيث امكاناته التنبؤية، الى تكاثر عروض الشحن البحري وتراجع الطلب الصيني، في الوقت ذاته. كما يتوقع الخبير أن يعود هذا المؤشر، تدريجياً، الى مجده السابق، في العام القادم، على الأقل.
علاوة على ذلك، ينوه الخبير دي ميو بأن سعر صرف الين الياباني أمام الدولار الأسترالي ينبغي متابعته عن كثب. فثمة ظاهرة قديمة، تدعى "كاريتريد" (Carry Trade)، عادت الى انتعاش غير مسبوق، هي المضاربات على فروق أسعار الفائدة، بين العملات المختلفة. ما يعني أن المضاربين يمولون أنفسهم بعملات، ذات سعر فائدة متدنية، كما الين الياباني والدولار الأميركي. ثم يقومون بالاستثمار في عملات أخرى، ذات سعر فائدة عالية، كما الدولار الأسترالي. وفي ضوء تباطوء الاقتصاد العالمي، تلقي هذه الظاهرة ظلالها الثقيلة على الأسواق المالية التي تهيمن عليها العملات المرتبطة باقتصاد المواد الأولية. ويتوقف الخبير كذلك للاشارة الى أن المستثمرين، الغارقين في دوامة الكاريتريد، لا يؤمنون، لا اليوم ولا غداً، بأن الاقتصاد الحقيقي موجود على أبواب تغيرات ذات معنى!