اقتصاد

تصاعد حمى الشراء في الجزائر مع اقتراب رمضان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بشكل هستيري لا يلقي إلا بنار الأسعار، تتصاعد حمى الشراء في الجزائر قبيل أيام عن حلول شهر رمضان المعظم، حيث يبدي متابعون استغرابهم إزاء قوافل المتسوقين الذين راحوا يتنافسون على اقتناء الأواني والأجهزة الكهرومنزلية، وكأنهم بصدد تأثيث بيوتهم للمرة الأولى.

الجزائر: "أمر محيّر فعلاً" بهذه العبارة قابلنا أحد التجار بالسوق الشعبية لحي باب الوادي، الازدحام هناك في ساعات النهار لا يُطاق، والوجود النسوي كان بارزًا للعيان، وعلى الرغم من أنّ الوقت كان يمضي بسرعة نحو الغروب، إلاّ أنّ الرجال كما بنات حواء بقوا في مجيء ورواح غير مُنته. قال فوزي صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية لـ"إيلاف":"كل ما كان بحوزتي من بضاعة نفذ بسرعة"، وانضمّ إليه رضا البائع في المكان: "تحت شعار رمضان، الناس ينقضون على كل شيء، غريب"، وأردف كهل في الأربعين وعيناه ساهمتان: "إنهم يشترون القدور والصحون والملاعق وكل ما يجدونه في طريقهم".

ليس بعيدًا وفي سوق "الروتشار" المجاور، سأل أحد التجار إحدى زبوناته التي كانت منهمكة في اقتناء أصناف من الأواني:"سيدتي يبدو أنّ منزلك يفتقر لأغراض الطبخ"، فأجابته المعنية: "إنها عادة تجديد كل ما هو في المطبخ، لأنّ رمضان نكهته مميّزة"، هذا التجديد تراه سمية، خديجة وفاطمة وغيرهنّ من ربات البيوت عاديًا ومحبّبًا تبعًا لما يقتضيه العرف المحلي من "تغيير يليق بمقام الضيف الكبير"، حتى يدخل هذا الشهر الفضيل على السكان المحليين بالحلاوة والخير والبركة، مثلما تعلّق الحاجة زهية. وتحت هذا العنوان الكبير، تشدّد السيدة يمينة على أنّ التسوّق هو طقس رئيس لاستقبال الشهر الكريم، بما يتيح معايشة أيام الصيام بنفس متجدد، وتشرح يمينة أنّ الأمر لا يقتصر على لوازم الطبخ ومعدات الأكل، والتفنّن في جلب مختلف صنوف الصحون والقدور والملاعق والفناجين وسائر الأواني الفخارية، ما يجعل من المطابخ تكتسي بأبهة خاصة على مدار أيام الصيام، بل يتعداه إلى تجديد الأثاث، فتجد السيدات يتلهفنّ على اقتناء المفروشات التقليدية وكذا الأجهزة الكهرومنزلية.

من جهتها، تشهد أسواق التوابل والفواكه، إقبالا ملحوظا على هذه المواد، على الرغم من الغلاء الفاحش لفاكهتي البرقوق والعنب المجفف، في وقت تهتم السيدات بشراء كميات من الرقائق وكذا بهارات قرفة العود والفلفل بنوعيه الأسود والأحمر والكمون والكروية التي يتم اقتنائها من طرف ربات البيوت في شكل حبات ليتم بعد ذلك تنقيتها وغسلها وشرحها لأشعة الشمس، ثمّ طحنها وذلك للمحافظة على عبقها ورائحتها الزكية". وطالما أنّ الأسعار ملتهبة، وجد الجميع ضالتهم في الأسواق الموازية وكذا الأسواق المصغرّة والباعة المتجولين، وسط تنافس نسوي يظهر واضحًا للعيان من خلال العدد الهائل للمتسوقات اللواتي تنخرط غالبيتهنّ في مفاوضات طويلة مع التجار حول الأسعار، خلافًا للزبائن الرجال "الذين يريحون ويرتاحون" على حد تعبير أحد الباعة.

هذا الواقع وجد فيه الكثير من التجار فرصة سانحة للربح بعد أن لجأ العديد منهم إلى تغيير أنشطتهم وجعلها تتماشى والمتطلبات الظرفية لمواطنيهم، ويُتوقع أن يستمر هذا النسق إلى غاية الساعات الأخيرة من شهر شعبان، ليتولى من يُعرفون محليًّا بـ"التجار الموسميين" إلى ممارسة نشاط آخر، سيخص الأغراض المدرسية على أهبة افتتاح الموسم الدراسي المقبل، قبل أن يأتي الدور على الألبسة مع اقتراب حلول عيد الفطر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف