اقتصاد

إستغلال طاقة الرياح في الجزائر... استثمار مضمون يبحث عن أفق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شرعت الجزائر في استغلال طاقتها من الرياح، وهو استثمار يصفه خبراء تحدثوا لـ"إيلاف" بـ "المضمون"، حيث يتوقعون أن يدر على الجزائر أرباحًا تربو عن ثلاثة مليارات يورو سنويًّا، فضلاً عن قدرة هذا القطاع الواعد على استحداث آلاف مناصب الشغل وتوفير طاقة نظيفة.

الجزائر: بعدما ظلّ توظيفها لطاقة الرياح ضئيلاً بمعدل 0.7 ميغاواط، سطّرت الجزائر برنامجًا طموحًا لتطوير الطاقات المتجددة برسم المخطط الخماسي (2010-2014)، ويقوم هذا المخطط في أساسياته على دعم أنشطة الوحدات المحلية لتوليد طاقة الرياح.بهذا الصدد، يفيد الدكتور "محمد بلهامل" مدير المركز الجزائري لتطوير الطاقات المتجددة، أنّه سيتم دعم مختلف هذه الوحدات بالوسائل الضرورية لإنتاج ديناميكي ينشط القطاع، ولإنجاح المسعى سيتم تجنيد 20 باحثًا، علاوة على 360 أستاذًا ينشطون في ثلاثين مخبرًا محليًّا. ويشير د.بلهامل أيضًا إلى خطة للبحث عن مواقع يكثر فيها نشاط الرياح، بغرض إقامة مزارع لتوليد هذه الطاقة، والتوصل إلى إنتاج بنسبة 3 في المئة من الطاقة الكهربائية في آفاق سنة 2015 انطلاقًا من طاقة الرياح.

وتكشف الدكتورة "نشيدة قصباجي مرزوق" مسؤولة قسم طاقة الرياح بوحدة محلية لتطوير التجهيزات الشمسية، أنه بموجب دراسات حديثة، جرى تحديد مواقع مؤهلة لاحتضان مزارع لتوليد الطاقة الكهربائية بمناطق "رأس الوادي"، "بجاية"، "سطيف"، "برج بوعريريج" و"تيارت"، ناهيك عن إمكانية استغلال طاقة الرياح في محافظات جنوبية مثل "تندوف"، "تيميمون" و"بشار".

وتعتبر د.قصباجي أنّ أهمية استعمال طاقة الرياح تكمن في كونها اقتصادية (5 إلى 6 دنانير للكيلوواط في ساعة)، ما يجعلها أقل كلفة مقارنة بالطاقة الشمسية، كما أنها تتم في الجو وهي غير ملوثة، ويؤيدها "محمد شيطور، هذا الأخير يدعو إلى توسيع تطبيقات الإستراتيجية الجزائرية في مجال استعمال الطاقات المتجددة، خصوصًا أنّ طاقة الرياح متوفرة بشكل كبير في الجزائر، ويمكن الاستفادة من تجارب متطورة عبر العالم على غرار الخبرات الألمانية والدانمركية واليونانية والهولندية والبريطانية والصينية، علمًا أنّ 30 في المئة من الطاقة الكهربائية ناتجة عن استعمال طاقة الرياح، فضلا عن كونها تتوفر على تكنولوجيا بسيطة مقارنة بالطاقة النووية.

من جانبها، تقول "عبلة شاكر" مديرة المخبر الجزائري للأبحاث في الفيزياء الطاقوية، إنّ الخوض في استغلال الرياح قيمة استثمارية مضمونة، لا سيما وأنّ الجزائر تعتبر بلدًا رائدًا في استغلال الموارد غير القابلة للنفاذ، وهي تمتلك قدرات إقليمية هائلة في صورة أزيد من 1200 كيلومتر من السواحل و1500كلم تفصل شمال البلاد عن جنوبها.

وتذهب د.شاكر أنّ الاعتناء بثروة الجزائر من الرياح يمنح مزايا أكيدة من أجل استثمار عقلاني بالارتكاز على القوة القاطرة للريح، وتسمح هذه المقاربة المستقبلية بتقليص المصاريف الطاقوية التقليدية عبر استعمال الطاقات النظيفة وإطلاق عمليات تكوين متخصصة على المدى الطويل.ويرى خبراء أنّه ينبغي الاهتمام بطاقة الرياح، لما لها من فوائد اقتصادية، وإسهام استثماراتها في بعث أنشطة صناعية وتوفير مناصب عمل، مع الإشارة إلى اشتغال شبكة مغاربية منذ العام 2007، لإقامة منشأة تعتني باستغلال طاقة الرياح بواسطة ألواح شمسية والمازوت لإنتاج الماء وتوليد الكهرباء بالمناطق القاحلة التي يعاني سكانها من آثار الملوحة والتصحر، وانعكاسات ذلك إيجابًا على استيعاب المناطق المعزولة.

وفي تجربة أولى من نوعها، تعتزم الجزائر الانتهاء من إنشاء المحطة الأولى لطاقة الرياح بمحافظة أدرار الجنوبية بحلول العام 2012، ويرتقب أن تتوفر المحطة المذكورة على طاقة 10 ميغاوات، فيما تبلغ كلفة إنجازها 30 مليون يورو، وهي تتربع على مساحة تزيد عن الثلاثين هكتارا.ويرى الخبير "نصر الدين شعبان ساري"، أنّه على الصعيد العملي، تتميز الجزائر بوضع جغرافي مناسب للإفادة من الطاقة، حيث أنّ الرياح التي تهب على الجزائر تحمل معها كثيراً من الهواء البحري الرطب وكميات كبرى من الهواء القاري الخاص وبعض الأهوية الصحراوية والمحلية بمتوسط سرعة سنوية يفوق 7 أمتار في الثانية خصوصًا بالمناطق الشاطئية بمساحة تمتد إلى خمسين ألف كيلو متر مربع.

ويُمَكِّنُ هذا الرصيد - بحسب ساري - عند استعمال تقنيات التحويل والنقل والادخار المتوفرة، من تغطية أضعاف مضاعفة من احتياجات الجزائر الحالية والمستقبلية، وليس فقط من الكهرباء، بل من الطاقة الأولية برمتها، Bildunterschrift: ويرى ساري أيضًا، إنّ آفاق التعاون الجزائري الأوروبي في هذا المجال كبيرة جدًا لأن الجزائر لديها أفضل رياح، والشمس تشرق معظم العام، ما يجعلها تتوفر على ثروة كبيرة في الطاقات المتجددة يجب استغلالها، وهي تريد الاعتماد على الطاقة البديلة بشكل أكبر بحلول العام 2050 ، وتسعى إلى تصدير نحو 30% من هذه الطاقات إلى دول البحر المتوسط. وأظهرت دراسة أنجزها مكتب خبراء، أن الجزائر ستكون بحاجة إلى الانتقال من استهلاك 25 تيراواطًا في الساعة من الطاقة المتجددة إلى 74 تيراواط خلال العشر سنوات المقبلة وهو ما يعادل مخزون عشرة حقول من البترول والغاز.بالمقابل، يجزم مختصون بقدرة الجزائر على إنتاج

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نفط المستقبل
أبو الليالي -

تتطلع أوروبا إلى الاستثمار في طاقة الرياح في الصحراء العربية. ويا ليث الحكومات العربية تنتبه إلى أهمية هذا القطاع، الذي هو برأي الخبراء أهم من النفط، أو هو نفط المستقبل بالنسبة للجزائر وبلدان المغرب العربي خصوصاً.

نفط المستقبل
أبو الليالي -

تتطلع أوروبا إلى الاستثمار في طاقة الرياح في الصحراء العربية. ويا ليث الحكومات العربية تنتبه إلى أهمية هذا القطاع، الذي هو برأي الخبراء أهم من النفط، أو هو نفط المستقبل بالنسبة للجزائر وبلدان المغرب العربي خصوصاً.

شالوم
كارلو-اسرائيل -

الجزائر فعلا تتحرك بهدوء و بدون ان يحس بها احد لا تترك ابدا شئ للصدف يعني بعد البترول جاءت الرياح لابد من الحيطة من هاته الدولة وقراءة نواياها السياسية الغامضة

Copy/paste Morocco
Moroccan -

هذا ما يبين تخلف ما يسمى دولة الجزائر عن المغرب العظيم رغم عدم توفره لا على بترول ولا غاز لكنه يتوفر على رجال في المستوى.ففي المغرب توجد الآن المحطة الريحية لطنجة 1 "ظهر سعدان" ، وهي الأكبر من نوعها بأفريقيا أنجزت بكلفة إجمالية تبلغ 75ر2 مليار درهم بقدرة 140 ميغاواط .ويتم إنتاج 280 ببحقول عبد الخالق الطريس (50 ميغاواط) ولافارج (30 ميغاواط) بتطوان وأموجدول (60 ميغاواط) بالصويرة وطنجة 1 ظهر سعدان (140 ميغاواط)، و720 ميغاواط في مرحلة التطوير بكل من طرفاية وأخفنير، وباب الواد بالعيون وحاومة وجبل خلادي بتطوان.كما بدأ مشروع ضخم يهم طنجة 2 (150 ميغاواط) والكدية البيضاء بتطوان (300 ميغاواط) وتازة (150 ميغاواط) وتسكراد بالعيون (300 ميغاواط) وبوجدور (100 ميغاواط)هذا المشروع الضخم ، الذي سيمكن من إنتاج 6600 جيغاواط سنويا وهو ما يعادل 26 بالمائة من الإنتاج الوطني الحالي.