مهن رمضان تنقذ شبابا مغاربة من البطالة "مؤقتا"!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
استغل عدد من الشباب تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية في القيام بعدد من الأنشطة التي تذر عليهم مداخيل مالية تمكنهم من توفير حاجياتهم من الألبسة والكتب عند الدخول المدرس
الدار البيضاء:وتنتمي هذه المهن الرمضانية إلى القطاعات غير المهيكلة، كما أنها لا تؤثر إيجابا في ممارسيها باعتبار أن مداخيلها ضعيفة، وحتى لو كانت مرتفعة خلال شهر رمضان، لكن بتوزيعها على باقي شهور السنة، يكون العائد ضئيلاً لا يكفي لسد حاجيات الشاب، ما يكرس حالة الفاقة والحرمان داخل المجتمع المغربي.وتتوزع هذه الأنشطة بين بيع مأكولات وحلويات تقليدية، التي يكثر استهلاكها في رمضان، كـ "الشباكية" و"البريوات"، والعجائن، والعصائر، وغيرها.وتختنق أرصفة الأزقة في الأحياء الشعبية بعدد العربات والطاولات التي يتعرض عليها السلع، في حركة استثنائية لا تسجل سوى في هذا الشهر الفضيل.
حبيب لمداني، بائع حلويات ومأكولات رمضانية في دكان بمنطقة درب غلف في الدار البيضاء، لم يجد أمامه سوى التخصص في المهن الموسمية، خاصة في هذا الشهر المبارك، الذي تحقق فيه مداخيل مهمة.
وقال حبيب إن "الأرباح التي يحصل عليها من هذا النشاط لا تكفيها لأكثر من 3 أشهر على أبعد تقدير، إذ يساعد بها في مصروف المنزل وتوفير لوازم الدخول المدرسي لأشقاءه، قبل أن يعود إلى ممارسة نشاط موسمي جديد إذا توفر".
وأوضح، في تصريح لـ "إيلاف"، أنه "يعيش على هذا الحال منذ سنوات، بعد أن وجد صعوبة في حصوله على وظيفة شاغرة، رغم توفره على شهادة جامعية".شباب آخرون اختاروا، اقتسام أرصفة الشوارع مع النساء والفتيات، بيع "البغرير" الذي يعد من السميد الرقيق، أو "المسمن" و"الملوي" وهما من أشهر المعجنات المغربية.ومن بين هؤلاء جلال طبرادي، وهو طالب في المستوى الثانوي، الذي أكد أنه "عمد إلى امتهان هذا النشاط حتى يستغل عطلته الصيفية في شيء مفيد يعود عليه بالربح، ويمكنه من توفير مجموعة من مستلزماته، التي تعجز أسرته على جلبها له، عند الدخول المدرسي، بسبب قلة إمكانياتها المادية".
وذكر جلال، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "هذا العمل يوفر له مدخول يومي لا بأس به، وهو يساعد أسرته في المصروف اليومي، خلال هذا الشهر الفضيل، الذي يعرف ارتفاعا صاروخيا في الأسعار.
من جهته، قال عبد الله سلمادي، خبير اقتصادي، إن "هذه المهن تعد فرصة لمجموعة من الشباب لتوفير متطلبات الحياة التي يفرضها غلاء الأسعار في هذا الشهر، وأيضا لمحاولة جمع المصاريف المتزايدة للمستلزمات المدرسية بمناسبة الدخول الدراسي"، مضيفا أن "هذا يبقى حل مؤقت بالنسبة لعدد من العائلات، ويدخل في إطار البطالة المقنعة".
وأوضح الخبير الاقتصادي المغربي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "هذه الحلول المؤقتة تعد مسكنا لألم البطالة، بالنسبة للحاصلين على الشهادات، أما من ما زالوا مستمرين في دراستهم فهي وسيلة مساعدة، تمكنهم من توفير مستلزماتهم بعيدا عن طلب ذلك من رب الأسرة، الذي يكون مثقلا بالمصاريف اليومية لهذا الشهر".وكانت المندوبية السامية للتخطيط أكدت، أخيرا، أن معدل البطالة في البلاد عرف ارتفاعا بنسبة بلغت 4.2 في المائة، عن ما كانت عليه نسبة البطالة في العام الماضي.وبلغ معدل البطالة خلال الفصل الثاني من العام الحالي 8.2 في المائة على المستوى الوطني. وأشارت إلى أن عدد العاطلين ارتفع من 911.000 عاطل خلال الفصل الثاني من العام الماضي إلى 949.000 خلال نفس الفترة من السنة الحالية، وهو ما يمثل زيادة قدرها 38.000 عاطل.