اقتصاد

تضاعف ملموس لسوق الإعلانات في الجزائر خلال رمضان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يشهد شهر رمضان في الجزائر كلّ سنة زيادة ملحوظة في حجم سوق الإعلانات، حيث تتزايد أعداد صفحات الإعلانات في سائر الصحف، الأمر الّذي يمثل جرعة أوكسيجين نسبةً إلى الكثير من واجهات الإعلام المحلّي على خلفية معاناتها من شحّ في باقي فترات السنة.

الجزائر: يشير الخبير سمير عودي" إلى أنّ الوعاء العام للإعلانات في شهر الصيام في الجزائر يرتفع كل عام بحدود الـ 40 % مقارنة مع باقي الأشهر، وهو ارتفاع يأتي متناغمًا مع حجم الاستهلاك المحلي الذي يشهد اطرادًا كبيرًا خلال الشهر نفسه الذي يتخلله إنفاق ضخم من قِبَل عموم الجزائريين، لا يقلّ عن ستّة مليارات دولار لتأمين كل متطلباتهم.

ويتفق أ. عودية مع عدلان بولحية المتخصص بالدعاية، في كون انتعاش الإعلانات خلال رمضان يبرز بشكل خاص في التلفزيون الحكومي - الوحيد من نوعه في الجزائر تبعًا لاستمرار غلق قطاع السمعي البصري هناك - حيث يبثّ الأخير بقنواته الثلاث 61 ساعة من الإعلانات بما يفوق بخمسة أضعاف ما يقترحه من مادة إعلانيّة في الأوقات العادية (11 ساعة فحسب).

ويوضح محمد حوّاس مدير المعهد الجزائري للدراسات، أنّ الإعلانات تتكاثر على التلفزيون وبدرجة أقلّ على الإذاعة المحلية بقنواتها تبعًا لحرص المعلنين على التجاوب مع سلوك الصائمين الذين يحبّذون المشاهدة والاستماع بدلاً من تصفّح الجرائد، في وقت تحرص أكثريّة المعلنين على أنّ تبثّ الإعلانات في الوقت الذي يسبق موعد الإفطار ويستبق السحور (19.30 سا - 23.00 سا)، احتكاماً لكون ذاك الوقت يمثل وقت الذروة الذي يستقطب أنظار 36 مليون جزائري يتطلّعون لمشاهدة مسلسلات وأفلام ومواقف فكاهية وغيرها، علمًا أنّ استطلاعًا حديثًا للرأي أكّد أنّ 25 مليون جزائري لا تقلّ أعمارهم عن 16 عامًا شاهدوا التلفزيون الجزائري في رمضان 2009.

ويكشف أ. حوّاس أنّ عائدات شهر رمضان نسبةً إلى التلفزيون تصل إلى 1.9 مليار دينار (ما يعادل 19.5 مليون يورو) الأمر الّذي يمثل 20 % من رقم الأعمال السنوي، علمًا أنّ مراجع محلية تتحدّث عن 65 مليون دينار (644 ألف يورو) كأرباح إعلانية كل يوم من رمضان، مقابل 10 ملايين دينار (99 ألف يورو) في اليوم العادي.

وتطغى بشكل خاص إعلانات المواد الغذائية، من القمح اللين والقهوة وصولاً إلى مشتقات الحليب والأجبان والزيوت والسمن وغيرها من متعلقات المائدة الرمضانية، وتكثر الدعاية في رمضان للمشروبات غير الكحولية التي يتزايد الطلب عليها، خصوصًا مع تزامن شهر الصيام مع عزّ موسم الصيف، كما تشمل القائمة الموادّ الدسمة ومشتقات الحليب والزيوت وبدرجة أقلّ العطور وأدوات الزينة. في مقام لا يقلّ أهمية، تنشط إعلانات شركات الاتصالات لا سيما الهاتف الخلوي، الأمر الّذي يؤكّده "رياض آيت عودية" مدير مجموعة "ميديا الجزائر" الذي يرى رمضان مناسبًا لإطلاق حملة الدعاية للكثير من المنتجات الجديدة.

ويرى المعلنون أنّ رمضان "ورقة رابحة" لذا لا يتردّدون في رمي كلّ ثقلهم على التّرويج لما يعرضونه من سلع وخدمات، مستغلّين في ذلك نسبة المشاهدة العالية لبرامج التلفزيون الحكومي خلافًا للرّكود الذي يطبع سائر أشهر العام. وعليه تريد الشركات الاستفادة من كثرة الإقبال على الاستهلاك وارتفاع مستوى الطلب، لإطلاق حملات إعلانيّة ومسابقات "اليانصيب" لاستقطاب الشارع المحلي عبر إقرار تخفيضات مغرية لزيادة حجم مبيعاتها في رمضان.

في هذا الصدد، يشير رضا بوشحيط مسؤول الإعلانات في إحدى المؤسّسات المحلية، أنّ الغلاف المالي الذي تخصّصه المؤسسة الاقتصادية الواحدة للإعلان في رمضان يقفز من 25 إلى 60 %، وقد يعمد متعامل تجاري ما إلى القيام بـ22 وصلة إعلانية في اليوم الواحد، بينما لا يخفي مسؤول بارز في مجموعة "موبيليس" الجزائرية للهاتف الخلوي أنّ الشركة أنفقت مبلغًا بقيمة 265 مليون دينار (2.7 مليون يورو) للدعاية في رمضان، وهو رقم يقارب ما خصّصته مجموعة "أوراسكوم" المصرية و"الوطنية" الكويتية للترويج لعلامتيهما التجاريّتين "جازي" و"نجمة" على التوالي.

ولجأ مسؤولو التلفزيون الحكومي إلى رفع سعر الوصلة الإعلانية (30 ثانية) في وقت الذروة خلال رمضان، إلى أربعة آلاف يورو بدلاً من 3300 يورو، وهو ما تسبب في مقاطعة نفذها المعلنون في رمضان 2007، وجعلت مداخيله الإعلانية تنحصر آنذاك في 5.5 ملايين يورو، في وقت حصد 12.7 مليون يورو في رمضان التالي.

في الشقّ الخاص بالإعلانات في الصحف، يؤكّد الخبير سمير عودية أنّ إحصائيات دقيقة حول حجم الإعلان خلال شهر رمضان غير متوافرة، لأنّ الأمر يتطلب دراسة وتقويمًا، وهو غير متاح حاليًّا، بيد أنّ عودية يشير إلى ارتفاع عائدات الإعلانات في الصحف المطبوعة (80 بين يوميّة وأسبوعيّة ومجلّة) لا سيما في الحكوميّة منها (وهي ستٌّ) بنسبة 39.4 % خلال الفترة الماضية، إثر انتقالها من 7.3 مليارات دينار إلى أكثر من عشرة مليارات دينار (110 ملايين دولار)، وذلك على الرّغم من ارتفاع أسعار الإعلانات في الصحف الموسومة بـ"الكبرى"، بواقع 167 % خلال 3 سنوات، ومع ذلك بقي مستوى الإعلان مرتفعًا، الأمر الّذي يعكس حيوية القطاع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف