اقتصاد

الدول المانحة دفعت 500 مليون دولار لباكستان لكن الاحتياجات أكبر بكثير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إسلام أباد: دفعت الاسرة الدولية حتى الآن مساعدات عاجلة تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار لباكستان المدمرة بالفيضانات، لكن هذا الجهد الاولي يبقى متواضعا بالمقارنة مع احتياجات ملايين المنكوبين والنفقات المقدرة لاعادة الاعمار.

واحدثت الفيضانات الناجمة عن امطار موسمية لا سابق لها تهطل على البلاد منذ شهر، اضرارا في خمس مساحة البلاد واثرت على عشرين مليون شخص. وقالت الحكومة ان حوالى 1500 شخص لقوا مصرعهم فيها، لكن الامم المتحدة حذرت من ان هذه الحصيلة يمكن ان تكون "اكبر بكثير" مع الكشف عن حجم الاضرار تدريجيا.

واعلنت الامم المتحدة ان المانحين الدوليين دفعوا حوالى 500 مليون دولار. ونصف هذا المبلغ مر عن طريق الامم المتحدة لتلبية نداءات بجمع 460 مليون دولار لصندوق الطوارىء الذي اطلق في 11 آب/اغسطس. اما الباقي فجاء من المساعدات الثنائية -- وخصوصا من السعودية التي دفعت اكثر من مئة مليون دولار -- ومنظمات غير حكومية ومؤسسات وشركات خاصة.

وتتصدر الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا لائحة الدول التي ساهمت في جمع مبلغ 490,7 مليون دولار، بحسب مكتب الامم المتحدة المخول تقديم حصيلة يومية لوعود المساعدات الانسانية.

ويتخطى هذا المبلغ، الذي يضاف الى وعود بقيمة 325 مليون دولار، رقم ال460 مليون دولار الذي طلبت الامم المتحدة تامينه في 11 اب/اغسطس.

وقال المصدر نفسه ان المبالغ التي دفعت فعلا للخطة العاجلة للامم المتحدة تبلغ حاليا اكثر بقليل من 263 مليون دولار اي نحو 57 بالمئة مما طلبت المنظمة الدولية.

وتتصدر الولايات المتحدة لائحة مقدمي المساعدات ب88 مليون دولار تليها بريطانيا (34,7 مليونا) فاستراليا (26,6 مليونا) والمفوضية الاوروبية (18,6 مليونا). واضاف المصدر نفسه، والى جانب ال500 مليون دولار التي دفعت بلغت قيمة الوعود بتقديم اموال تلبية لنداء الامم المتحدة حوالى 325 مليون دولار.

ودعا مسؤولون عدة في الامم المتحدة في الايام الاخيرة المانحين الى عدم الاكتفاء بالوعود و"تحويلها الى شيكات" في اسرع وقت ممكن.

وقال ماوريتسيو جوليانو المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة في اسلام اباد "من المرجح جدا ان تزداد الحاجة الى التمويل بشدة لان اعداد الذين يحتاجون مساعدة انسانية ازداد من ستة الى ثمانية ملايين منذ تقديراتنا الاولى" في 11 اب/اغسطس.

وينبغي ان تراجع الامم المتحدة المبلغ المطلوب بعد ثلاثين يوما من النداء الذي وجهته في 11 اب/أغسطس. وقال جوليانو "نحن نعمل على ذلك"، موضحا ان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية اجرى مراجعة لعدد المشردين الذي ارتفع من مليونين الى ستة ملايين خلال عشرة ايام. واضاف "نحن في سباق مع الوقت. لقد ضاعفنا جهود تقديم المساعدات ولكن منذ 11 اب/اغسطس ازداد عدد الذين يحتاجون الى مساعدة عاجلة ثلاث مرات بلا شك".

وعقدت الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس جلسة طارئة لتعزيز الجهود المبذولة في سبيل مساعدة منكوبي باكستان، بعد انتقادات تحدثت عن بطء في هذه العملية. وقارن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الكارثة ب"تسونامي بطيء تتعاظم قدرته على الدمار بمرور الوقت".

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في حديث لقناة بي بي اس الاميركية العامة الجمعة ان "رد الفعل الاول كان بطيئا، لان العالم لم يكن يعي فداحة التحديات"، الا انه اشار الى ان المال "بدا في الوصول".واضاف "هذه ليست الا البداية (...). علينا التفكير في كلفة اعادة الاعمار".

وقدر قرشي الخسائر المادية باكثر من 43 مليار دولار اي اكثر بمئة مرة من الاموال التي دعت الامم المتحدة الى جمعها لتقديم المساعدات العاجلة.

وقال بان كي مون الجمعة "علينا ان نواصل جهودنا. ستكون احتياجات باكستان كبيرة لعدة اسابيع واشهر وسنوات".

من جهة اخرى اعتبر صندوق النقد الدولي ان حجم الكارثة التي حلت بباكستان جراء الفيضانات تستدعي مراجعة برامج المساعدة والميزانية وعواقبها الاقتصادية على البلاد

وكتب مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان "صندوق النقد الدولي يقف الى جانب باكستان في هذا الوقت العصيب وسيقوم بدوره لمساعدة البلد".

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" الجمعة عن مسؤولين باكستانيين ان وزير مالية باكستان عبد الحفيظ الشيخ سيطلب من صندوق النقد الدولي اعادة جدولة الدين الحالي او خطة تمويل جديدة. وقال مسؤول للصحيفة "اما ان يخفف الصندوق شروط البرنامج الحالي او يناقش برنامجا جديدا وفق معايير تناسب المستجدات. البرنامج الحالي ليست لديه مقومات البقاء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف