سوق الإعلان في اليمن... الريال مؤثّر والقنوات الخاصّة تستحوذ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إستحوذ التلفزيون في اليمن على نصيب الأسد من الإعلان خلال شهر رمضان خصوصًا بعد أن كثر عدد القنوات الخاصّة التي بلغ عددها ثلاث قنوات. هذه القنوات حاولت أن تصنع شيئًا مميّزًا خلال هذا الشهر تستحوذ فيه على عيون المشاهد إلاّ أنّ قناة السعيدة ربما كانت الأكثر تميّزًا ببرامجها ومسلسلاتها المحلية والعربيّة حيث أخذت العرض الأول للمسلسل السوري"الدبور". كما تميّزت بعدد من المسلسلات المحليّة ذات الحضور الجيّد منها المسلسل الاجتماعي الكوميدي "همّي همّك" والذي كان برعاية كاملة من أحد المصارف الحكوميّة.
صنعاء: لوحظ هذا العام على مستوى الشارع ندرة الدعاية كما هو معهود في كلّ رمضان، كما أن الصحافة المطبوعة تعاني إلى حد ما نتيجة لتوجّه المؤسسات والشركات الكبرىنحو التلفزيون أكثر من الصحافة. سوق اليمن الإعلانيّة تبعث على التفاؤل كما يرى المهتمون، مشيرين إلى النمو المتسارع في هذه السوق بالرغم من الفارق بينها وبين الأسواق العربيّة الأخرى. حول هذه الأمور يتحدّث لـ"إيلاف" عدد من المهتمّين والمسؤولين في سوق الدعاية والإعلام أيضًا.
2 في المئة مقارنة بمصر
يقول مدير عام قناة "السعيدة" التلفزيونيّة مختار القدسي إنّ نسبة السوق اليمنية إلى الأسواق الأخرى في الوطن العربي نسبة بسيطة موردًا أنّ "هناك دراسات تشير إلى أن نسبة سوق اليمن إلى السوق المصرية لا تتجاوز الـ2 في المئة". ويضيف القدسي إنّ السوق اليمنيّة سوق نامية مشيرًا إلى أنّ الكثير من الشركات العالمية تسحب ميزانيّات الدعاية لديها من اليمن إلى دول أخرى، "فمثلا شركة غالكسي تصرف على السوق الإعلانية في الكويت أكثر من اليمن بعشرين مرة، وبالرغم من أنّ اليمن يمكن أن يكون فيها الاستهلاك بشكل أكبر، وذلك لأنّ السوق اليمنيّة لا تأخذ من المصدر وإنّما مرتبطة بالسوق الخليجيّة". وحول تغطية التكاليف للأعمال التلفزيونيّة يشير القدسي إلى أنّهم في النهاية "قناة تلفزيونيّة يجب علينا أن نظهر بشكل منافس وليس بالضرورة أن نغطّي تكاليف بثّ المسلسلات والبرامج التي نبثّها خصوصًا في رمضان". وتابع: "إذا فكّرنا بطريقة تغطية التكاليف من الإعلانات فقط فإنّ الأمر لن يتمّ، لكنّ هناك مصادر أخرى من الرعاية وغيرها، مثل خدمات الاتصالات". أكثر المنتجات رواجًا يقول القدسي إنّها المواد الغذائيّة وهي أكثر الموادّ التي تأخذ حيّزًا واسعًا لكن هناك أيضًا الاتصالات والمصارف وشركات المقاولات وغيرها. ويلاحظ مختار القدسي أنّه ومن خلال تجربة قناة "السعيدة" خلال أربع سنوات لاحظ تقدّمًا في سوق الإعلان إلى حدّ ما ونموًّا في هذه السوق.
الحملات أخفّ هذا العام
في السياق نفسه يتحدّث لـ"إيلاف" محمد بن حميد مدير عام شركة "بن حميد" للدعاية والإعلان وهي إحدى أكبر شركات الدعاية في اليمن مشيرًا إلى أنّ رمضان دائمًا "يكون فيه العمل أكثر وأوسع، لكن للأسف هذا العام الحملات خفت بنسبة كبيرة قد تصل من 40 إلى 50 في المئةمن حجم العمل في السنوات السابقة". ويضيف بن حميد أنّ هذه الحملات خفّت هذا العام حتى على مستوى التلفزيونات والصحف أيضًا، مرجعًا السبب إلى ارتفاع سعر صرف العملة اليمنيّة مقابل العملات الأجنبية وتاليًا ارتفاع أسعار المواد وتكاليف الإعلان". بن حميد يعرب عن تفاؤله بعودة السوق إلى ما هي عليه خصوصًا بعد تقدّم سعر صرف الدولار من 239 ريالاً للدولار إلى 234 وهي المرة الأولى التي يعود فيها الدولار عمّا كان قد ثبت عليه.
ويشير بن حميد إلى أنّ شركات الدعاية تحاول توسيع سوق الإعلان في اليمن لكن تحدث دومًا في هذه السوق انكماشات بسبب بعض الظروف الاقتصادية. وتحدّث عن برود في السوق خلال هذه الأيام لافتًا إلى شوارع العاصمة التي تكاد تخلو من الدعاية. وأشار إلى أنّ القنوات التلفزيونيّة هذه السنة اعتمدت نظام الرعاية للأعمال التلفزيونية ولم تعتمد كثيرًا على الإعلان وحده مشيرًا إلى أنّ الحجم ليس علىالمساحة نفسها خلال الأعوام السابقة، موردًا أنّ السوق للمرّة الأولى تشهد تراجعًا بهذه الحدّة. وحول حركة السوق الإعلانية في اليمن بشكل عام قال بن حميد إنّ "سوق اليمن تنمو بشكل جيّد" موردًا مقارنة بين اليمن ولبنان، حيث قال إن سوق الإعلان في بيروت مثلاً يصل حجمها إلى 100 أو 120 مليون دولار سنويًّا، بينما يصل في اليمن إلى قرابة الـ50 مليون دولار وهذه نسبة معقولة كون لبنان رائدًا في هذه السوق وهذا يعني أنّ السوق واعدة وتتطوّر.
رمضان موسم للتلفزيون
أمّا عن الصحافة المقروءة فيتحدّث رئيس مؤسسة المستثمر للصحافة ورئيس تحرير مجلة الاستثمار عبد القوي العديني الذي يشير إلى أنّ هذا العام يحظى باهتمام أكبر نظرًا إلى انتشار القنوات التلفزيونيّة الخاصة، حيث كانت العام الماضي لدينا قناة يمنية خاصة واحدة وهذا العام 3 قنوات هي "السعيدة" و"سهيل" و"العقيق" إضافة إلى القنوات الحكومية الأربع. ويضيف العديني: "هناك شركات كبيرة أصبحت تهتمّ بالإعلان وهذه الشركات أصبحت تخصّص ما يقارب الـ10 في المئةمن إيراداتها للإعلان طوال العام، لكنّ رمضان هو موسم لرعاية البرامج وللإعلانات الأخرى". ويرى العديني أنّ حصة الصحافة تراجعت وأصبحت الإعلانات التلفزيونيّة على حساب حصّة الصحافة المقروءة، فبعد أن استحوذ الإعلام المرئي على المساحة الأوسع من القطاع الإعلاني أصبحت الصحافة تعاني.
وتابع: "يذهب المسوّقون والعلاقات العامّة إلى الشركات فيقول لهم المسؤولون في تلك الشركات إنّ هذا الشهر للتلفزيون وليس للصحافة وهنا يحدث العكس، بدلاً من أن يكون هذا الشهر مصدرًا للإعلانات يصبح عبءًا خصوصًا على الصحف والمطبوعات غير اليومية". وأشار إلى أنّ "اليمن سوق جديدة، ومكاتب الدعاية والإعلان أصبحت الآن تتخصّص بشكل أكبر وأدقّ، حيث أصبحت تأخذ امتياز بعض البرامج التلفزيونية". وحول نوعيّة الإعلانات الأكثر رواجًا في رمضان يقول إن إعلانات المواد الغذائية وكذلك الاتصالات والمصارف هي الأكثر رواجًا "وحتى مصانع الإسمنت أصبحت الآن تزاحم هذه الأصناف في سوق الإعلان".
ويعتبر أنّ "نمو هذه السوق التي تعتبر جديدة في اليمن أصبح مرتبطًا بالجودة، من حيث الإنتاج الإعلاني المتميّز خصوصًا للتلفزيون وبدأت ترتفع أسعار الإنتاج حيث أنتجت بعض الأفلام بما يقارب الـ 60 إلى 90 ألف دولار وأكثر، وهذا الرقم بالنسبة إلى اليمن كبير. التضارب في هذه الآراء يعكس هذه النشأة في سوق الإعلان في اليمن والتي انطلقت بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة وبدأت النوعية تطغى مع الكم أيضًا. ما يستخلص من آراء المهتمين هنا أن هناك نوعًا من البرود خلال هذا الشهر على غير عادة الأعوام السابقة حيث ارتفعت الأسعار وكان سعر الدولار خلال العام الماضي في اليمن 198 ريالاً مقابل الدولار بينما يصل اليوم سعر الدولار إلى 240 ريالاً وهو ما أثّر سلبًا على جميع القطاعات.
التعليقات
nero
nero -ارقى الاسر التى يخرج منها من يقال عنهم اولاد ذوات او اولاد ناس بتشغل المجلات و موسيقى الاسره او الحجره فى بيتها مثلا فى حجرتى شغاله موسيقى دائما فى سنوات مضت و ليس اغانى و الاسر الجاهله التى لا تربى نفسها على حياه اجتماعيه التى هى شرفها تشغل التليفزيون كثيرا