اقتصاد

الخيم الرمضانية في الجزائر... ظاهرة موسمية منتعشة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هي ظاهرة تجارية تتسع عاماً بعد آخر، وصارت تمثل مورداً مهماً بالنسبة إلى الفنادق والمنتجعات السياحية في الجزائر، والمقصود هنا بالطبع الخيم الرمضانية، التي تستثمر فيها المؤسسات الفندقية المحلية لزيادة عائداتها. كم هو حجم سوق الخيم الرمضانية في الجزائر؟ وماذا عن المنافسة المستعرة بهذا الشأن؟.

الجزائر: بحافز إضافي مضاعف أملته معطيات عديدة، سارعت كبرى الفنادق في البلاد لتنظيم خيم رمضانية خلال شهر الصيام الحالي، فيما جنحت أخرى إلى تنظيم ما سمتها "قعدات عائلية"، وهي مجالس ترفيهية خاصة بالعوائل فقط، في نمط أريد منه تجاوز حالة الركود التي عانت منها كثير من الهياكل الفندقية منذ افتتاح الصيف الحالي، بحكم ما أفرزه اختزال الإجازات غداة تزامن موسم الاصطياف مع مونديال كرة القدم وحلول شهر الصيام.

وهو ما أقحم الفنادق في ورطة كبيرة بحكم عزوف السكان المحليين عن مراودة الفنادق كالعادة، ما كبّد مختلف المؤسسات السياحية المحلية، خسائر بالغة، بفعل تضررها كثيرا جرّاء التراجع الملحوظ في أعداد المصطافين والوافدين. وعليه، شكّلت الخيم الرمضانية و"القعدات" العائلية متنفساً، إذ أسهم جلب إدارات الفنادق لألمع وجوه الغناء والفكاهة، وحرصها على ضمان دسامة برامج هذه الخيم من خلال إدراجها عروضاً للأزياء التقليدية وكذا ما يُسمى محليا بـ"قعدات البوقالة التقليدية" وسهراتها الطويلة، في انتعاش محسوس إثر التوافد الكبير للآلاف على هذه الخيم التقليدية المنصوبة في فندقي "الهيلتون"، "الشيراتون" وغيرهما.

وبحسب مسؤولي الفنادق المنتشرة في ضاحيتي الجزائر الشرقية والغربية، فإنّ السهرة داخل الخيمة الرمضانية تمتد من الساعة التاسعة ليلاً وتتواصل إلى غاية الثانية صباحًا، وتتراوح أسعار الدخول للسهرات بالنسبة إلى الزبون الواحد ما بين ألف وثلاثمائة دينار وألف وستمائة دينار (ما يعادل 190 إلى 220 دولاراً)، دون احتساب تكاليف الخدمة داخل الخيمة وقيمة ما يتم استهلاكه.

وهو ما يعني جني المنظمين لأرباح بالملايين، لا سيما إذا ما وضعنا بعين الحسبان أنّ غالبية زبائن هذه الخيم هم من العوائل التي يتراوح عدد أفرادها بين الثلاثة والخمسة أفراد، علماً أنّ زبائن هذه الخيم هم من الميسورين، طالما أنّ الموظفين محدودي الدخل الذين أنهكهم الانفاق على ضروريات الشهر، خارج زاهدون في أمر يعد من الكماليات. ويقول "محمد الأمين ولد علي" مدير التجارة والتسويق بفندق الهيلتون، إنّ الخيمة الرمضانية بالنزل المذكور جلبت جمهورا واسعا من الزبائن على مدار سهرات شهر الصيام، شارحا أنّه تمّ إعداد البرنامج بعد دراسة رغبات الجمهور وطلبات زبائن الفندق ورواده في سهرات رمضان السابقة.

على صعيد التنافس، اجتهد كل طرف في كيفية إستمالة القطاع الأكبر من الزبائن وتوفير أسباب راحتهم التامة، فهناك فنادق اقترحت خيماً بديكور خاص وفقرات منوّعة وتخفيضات مهمة إلى غاية 40 %، وأخرى نظمت حفلات غنائية ضخمة وأرفقتها على الهامش بعمليات يانصيب لحث الزبائن على القدوم بقوة.

في هذا الصدد، يبرز "أحمد بن مدور" مسؤول مؤسسة التسيير السياحي لسيدي فرج، أنّ الأخيرة اقترحت أسعاراً مغرية لتكون في متناول الزبائن، مثلما أقرت تخفيضات في نهايات الأسبوع، كما سطّرت برامج خاصة تتناسب بحسبه مع تطلعات الزبائن، من خلال جعل الخيمة مرادفة لمجالس حميمية تنسج على منوال ''قعدات ناس زمان''.

وتشكل الخيم الرمضانية مناسبة لمنافسة من طراز آخر بين عموم المعلنين، في هذا السياق، اقترح متعاملو الهاتف الخلوي، عروضا دعائية خاصة بغرض الترويج لصورتها داخل هذه الخيمات، وتنافست كل من مجموعة الاتصالات المصرية "أوراسكوم" وعلامتها التجارية "جازي" وكذا "الجزائرية للاتصالات" وعلامتها التجارية "موبيليس"، فضلا عن مجموعة الوطنية الكويتية وعلامتها التجارية "نجمة"، في تنظيم مسابقات مغرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف